عروبة القدس.. وخطورة كامب ديفيد3!!
يبدو واضحاً أنّ حكومة أولمرت قد عزمت على إعداد الفصل الأخير في تهويد القدس، وليس أدلّ على هذا مما أوردته وكالات الأنباء أخيراً ويشير إلى إعداد مشروع (إسرائيلي) لحل قضية القدس في إطار ما يمكن أنْ نسميه كامب ديفيد3 تحاول فيه حكومة إيهود أولمرت تنفيذ مشروع كامب ديفيد2 لعام2000 ولكن بمسميات أخرى خادعة، فالمشروع (الإسرائيلي) يقدّم طُعْماً في البداية للفلسطينيين حيث يشير إلى إعطاء كل الأحياء العربية تقريباً إلى الفلسطينيين دون سيادة تحت مسمّى غامض وهو (منطقة خاصة مع تفاهمات خاصة) بينما تواصل (إسرائيل) فرض سيادتها على المناطق اليهودية والأماكن الدينية المقدسة والأماكن المجاورة لها ويواصل المشروع (الإسرائيلي) استحداث مصطلحاته الغامضة قائلاً إنّ القدس لن يتم تقسيمها وإنما سوف يتمّ اقتسامها لكن تحت السيادة (الإسرائيلية) الكاملة.
وتبدو خطورة المشروع (الإسرائيلي) الجديد في احتفاظه بالجدار العازل فضلاً عن الاحتفاظ بالكتلتين الاستيطانيتين الكبيرتين القريبتين من القدس (معاليم أدوميم، جوش عتصيون) وكذلك بالكتلة الاستيطانية الكبرى الأخرى (أريئيل) في عمق الضفة الغربية. وهذا يعني أنّ القدس أصبحت مدينة مغلقة لا تتّصل بالمحيط الفلسطيني في الضفة وأنّ المقدسيين العرب في المدينة أصبحوا في سجنٍ كبير ومعزولين تماماً عن فلسطينيّي الضفة وهذا يعني أنّه سوف يجري تصفية المقدسيين العرب باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية يفتقرون إلى حقوق المستوطنين (الإسرائيليين).
هكذا تعيد حكومة أولمرت إلى الذاكرة ما جرى في كامب ديفيد2 وتتناسى الحكومة أنّ محادثات كامب ديفيد2 قد تحطّمت على صخرة القدس في الأسابيع الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي كلينتون وتخطئ (إسرائيل) كثيراً لو اعتقدت أن المشروع (الإسرائيلي) الجديد سوف يجد استجابة عربية أو فلسطينية أو دولية ظناً منها أنّ مخطط تهويد المدينة يفرِض أمراً واقعاً لصالح (إسرائيل) ويتيح لها أنْ تحقق المشروع في إطار خطة أولمرت الأحادية إذا فشلت الجهود من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
ويبدو واضحاً أنّ الكرة الآن في ملعب الفصائل الفلسطينية كلها والوقت لم يعُدْ في صالحها وهي تتراشق بالكلمات وبالرصاص، فالفصل الأخير في تهديد المدينة المقدسة يجري على قدمٍ وساقٍ وضمير الأمة العربية والإسلامية يصرخ عالياً.. واقدساه.. واقدساه.