ملحمة الأقصى
شعر: د. أيمن العتوم
هَا أَرَاهُمْ نَزَلُوا
أَلْفُ مَجْنُوْنٍ عَلَى سَاحَاتِهِ قَدْ مَثَلُوا
مَنْزِلُ الرَّبِّ دَعَاهُمْ كَيْ يُقامَ الهَيْكَلُ
أَلْفُ قَرْنٍ فِيْ يَدَيْهِمْ.... أَلْفُ بُوقْ
وَأَرَى أَهْلِي وَمَا قَدْ فَعَلُوا
فَهُمُ مِلْيُونُ بُوقْ
تَتَنَامَى بَيْنَهُمْ كُلُّ الخُرُوقْ
لَهَثُوا خَلْفَ سَرَابِ السِّلْمِ مِنْ سِتِّيْنَ عَامَاً
وَإِلى اليَوْمِ وَمَا قَدْ وَصَلُوا
وَلَقَدْ بَاعُوا وَبَاعُوا...
ثُمَّ بَاعُوا وَاشْتَرَوْا فِي كُلِّ سُوقْ
وَتَوَلاَّهُمْ غُرُوْبٌ... وَتَوَلَّى عَنْهُمُ كُلُّ شُرُوقْ
أَيُّ عَارٍ إِنْ تَرَكْنا المَسْجِدَ الأَقْصَى وَحيدا
وَحْدَهُ يَبْلَعُ حَدَّ السَّيْفِ جَهْراً
وَيُعانِي قاتِلاً مُرَّاً حَقُودَا
وَمَضَيْنا فِي طَرِيْقِ الذُّلِّ وَالخِزْيِ عَبِيْدَا
وَتَنَافَخْنَا افْتِخَاراً... وَتَنَافَرْنَا عَدِيْدَا
ثُمَّ كُنَّا زَبَدَاً... مِلْحَاً أُجَاجَاً... وَغُثَاءْ
وَتَأَمَّلْنا سَرَابَ الكُفْرِ أَنْ يُصْبِحَ مَاءْ
وَعَلَى أَنْ تُخْصِبَ الأَرْضُ وَتَنْهَلَّ السَّمَاءْ
*****
هَا أَرَاهُمْ
هَدَّمُوا أَبْوَابَهُ
حَطَّمُوا أَسْوَارَهُ
وَبَنُوا الأَنْفَاقَ وَانْحَازُوا إِلى كُلِّ جِدارْ
مِنْ حِصَارٍ لِحِصَارْ
وَأَقامُوا تَحْتَهُ مَا يَزْعُمُونْ
إِنَّها أَجْيالُهُمْ مِنْ بَعْدِ عَشْرَاتِ القُرُونْ
جَاءَتِ اليَوْمَ لِتَثْأَرْ
صَارِخاتٍ: يَا لَخَيْبَرْ
أَغْمَدَتْ فِيْ قَلْبِنا المَثْقُوبِ وَالمَنْكُوبِ وَالمَرْعُوبِ.. خِنْجَرْ
يَا حَبِيْبَ اللهِ يَا أَقْصَى
وَيَا أَقْصَى المُنَى لِلشُّرَفَاءْ
إِنْ تَكُ اليَوْمَ عَلَى أَيْدِي قُرُوْدِ الأَرْضِ تُنْحَرْ
فَسَيَأْتِي جِيْلُ تَحْرِيْرٍ وَنَصْرٍ (بِصَلاحٍ) (وَالمُظَفَّرْ)
إِنَّ أَرْضَاً شَرَّفَتْها الأَنْبِياءْ
وَبَنَى مَسْجِدَها (جِبْرِيْلُ) مِنْ رَبِّ السَّماءْ
وَتَوَلَّى بَيْعَةَ الإِسْلامِ فِيْها الخُلَفَاءْ
وَاسْتَرَاحَتْ فِي ثَرَاها الثَّرِّ كُلُّ الشُّهَدَاءْ
وَسَقَتْهَا بِالدِّماءْ
سَوْفَ تُنْصَرْ
وَسَتَعْلُو فِي سَمَاهَا: اللهُ أَكْبَرْ
********************
الحَـــقُّ يُرْجِــــــعُـهُ سَــيْـــــفٌ وَرَشّــــــــاشُ .... وَفَارِسٌ ضَــارِبٌ في الحَــرْبِ جَيَّــاشُ فَاسْتَـوْحِ مِنْ كُـتُـــــبِ التَّارِيْـخِ عِـــــبْرَتَــــــها .... هَلْ أَرْجَـعَ الحَـقَّ خَـــوَّافٌ وَرَعَّـــاشُ؟ وَاسْأَلْ (أَبَا حَفْصَ) هَلْ بِالسِّلْــمِ قَدْ فُتِحَـــتْ .... أَمْ أَلْـفُ أَلْـفِ صَــحَابِيٍّ لَهَا جَـــاشُوا؟ (وَابْنَ الوَلِيْدِ) عَلَى اليَـرْمُــــوكِ فَــاوَضَـــــــهُمْ .... لَكُــمْ أَمَـــانٌ، وَلِــي يَـــا رُوْمُ أَرْيَـــاشُ أَلَمْ يُجِبْهُمْ جَــــوَابَ المَـــــوْتِ إِذْ سَــــــأَلُــوا: .... إِنِّـي لِشُــــرْبِ دِمَـــاءِ الـرُّوْمِ عَـطَّــاشُ فَيَـا (صَــــــلاحُ) وَيَا (بِيْبَــــرْسُ) يا (قُــطُــــــزٌ) .... إِنَّا عَـــــلَى إِرْثِـــــكُمْ لِلْيَــــوْمِ نَعْتَــاشُ أَحْفَـــــــادُكُمْ هَا هُمُ: (القَسَّــــامُ) مُنْتَفِضَــاً .... ضَــمَّتْـــهُ في (يَعْبِــدِ) الأَبْطَـالِ أَحْرَاشُ وَتِـلْــــــكَ قَافِـــلَـــــــةُ الأَحْـــــــرَارِ مَاضِـــــيَـــةٌ .... (عَبْدُ العَــزِيْزِ) (وَياسِـــــيْنٌ) (وَعَيَّـاشُ) أُولَـــئِـــكَ الصِّـــيْـــدُ آبَـــائِي لَقَـدْ عَـــــلِمُـــــوا .... أَنَّ اليَــهُـــــــودَ ثَـعَــــابِـيْـنٌ وَأَحْــنَـــاشُ فَــــطَــهَّــرُوا المَسْـجِدَ الأَقْصَـــى وَسَاحَـــتَـــهُ .... فَلَــــــمْ تَعُـدْ فِـــيْـهِ لِلأَوْبَـاشِ أَعْـشَاشُ بَاعُــــوا لِـــرَبِّ السَّمَــا أَرْوَاحَـــــهُمْ فَسَـــمَــوْا .... فِي اللهِ مَاتُـــوا، وَفِيْـــهِ قَبْلُ قَدْ عَاشُـوا