أمانة في أعناق المسلمين
شعر/ محمد أمين أبو بكر
دمــاءُ جـراحِـنـا في كـــلِّ نـــــادي على الغبراء تعصفُ في فؤادي تطـوفُ عـلى بطـاحِ الحـزنِ نـهـــراً تضــجّ لـه الحـواضــرُ والبـــوادي فـكــم في غـــابـةِ الآلامِ ثـكــــلى تـولـول بـيـن أطــلال العـبــــــادِ براق المصطفى في القدسِ نادى من الأعماق حيَّ على الجهادِ ومـسـرى سـيِّـد الثقلـيـن فيـهــــا تـصـارعـه أعـاصـيــرُ الـعــــوادي بكـت حطـيـنُ لـعـلـع في ربـاهــــا نــداءٌ يـصـطـلي نــار الأعـــادي وفـتّـشـت البــلادَ لـعـــلَّ فـيـــهــــا همامـاً جـاز ســـور الانـقـيــــاد وعـادت والأســى في مُقْـلتَيْـهـــا تصـوغ حـروفـه ســود الأيـــادي أبعـد ملاحـم ابـن الـعـاص تـبــني فلولُ قريـظـة فيـهـا النــــوادي؟ أبعد وثـــيـقــة الفــــاروق تغــــــدو مــراتــع كــلِّ شــذَّاذِ البـــــلاد؟ ونـزعـم أنــنـا نـمــضي أســـــــوداً إلى الهيجــاء في يـوم التنـادي وفـيـــنـا الصـارمُ البـــتَّــارُ دومــــــاً يقود البـلـق شامـخـة الهـوادي ولـكــن الأبـــاة الــيـــوم عــــــميٌ عن الأقـصى المغــطَّى بالسوادِ وصمُّ عن رصـــاص المــوت فـيـــه يـزمـجـر بـالســواري والغــــوادي فلـولا المـوتُ لـم يـعـــرفْ بـنــــوه هــدوءَ الــنــوم أو طـعــم الرّقـــادِ فكم ألـفــوا مـعـــاقـــرة المـنـايـــا وكم ناموا عـلى شـوك القـتـــادِ ونـحــن اليــوم نـرمـقـه بـعــيــــنٍ خـلايــاهـا مــن الـصــم الصـــلادِ تـرى في كـــلّ شـبــرٍ مـن ثــــراه مـــزارع لـلــنـــــوازل والــنــــــــآدِ تـرى أشـــلاء أمـتــنـــا حـطـامــــاً يباع هنـاك في سـوق الكســادِ يضـجَّ الكــون بالـمـأســـاة ذرعـــاً وتـسـهــل بـيـن أشـبــاه العبــادِ فـراعـنـة الـعـــوالــم لــن يبـــالــوا إذا الحاخام أمعـن في التمــادي ومجلس "رعبهم" يحنو عـلـيـنـــا مـــع الـبـلـــوى بداهـــيــــــة دآدِ وشامـيــر تبــجَّــح في حِـمــانــــا وطــالـبـــنـا بإلـغـــاء الـجــهـــــاد فهل ثارت سيـوف الحــق فيـــنــا وهل صــهلـت بنا بلـقُ الجـيـادِ؟ وهل أدمى القلـوب عـلى ثـرانـــا أنـيـــن مـمـــزق ونـــداء صــــادِ؟ تــرى أبـنـــاء أمــتـــنـا لـهــيــبــــاً على العربيّ إنْ نـادى المنـادي إذا إخــوانُـهـم عـطـسوا بـلــيــــل أصابعـهـم تـنـام عــلى الزنــــادِ يسوقون الجحـافــل والمـنـــايـــا إلـيـهـم مـثـل أسـراب الجــــرادِ وإن حُمَّت على الأقـصى الـرزايـا ونادى القـوم فـوجئ بالحـيـــادِ دمـاء القــدس واحــزنــاه فـيـنــــا عـلى الـغـبــراء تـمـلأ كــــلّ وادِ فأيـن كـتـــائـبُ الفــاروق عنهــــا تـصـبِّـحـهـا بـعـمـــرو أو زيــــــادِ وأيـن النـخـــوةُ الشـمــاءُ فـيـنــــا وأيــن خـيــولُ بـكـــرٍ أو إيــــادِ؟!