لقاء مع النائب أحمد أبو حلبيّة رئيس مكتب مؤسسة القدس الدوليّة في غزة

تاريخ الإضافة الخميس 19 حزيران 2008 - 7:50 ص    عدد الزيارات 6000    التعليقات 0     القسم

        



تستمر سلطات الاحتلال بعدوانها على القدس وتواصل اعتداءاتها ضدّ المواطن المقدسي وحقوقه وتنتهك مقدساته دون الالتزام بالمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، وقد شهدت القدس في الأشهر الأخيرة حملة استيطانية شرسة بهدف فرض واقعٍ جديد فيها لتهويدها وتهجير أهلها.

 

التقينا الأستاذ الدكتور أحمد أبو حلبية، مقرّر لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيسها بالإنابة ورئيس مؤسسة القدس الدولية فى غزة، وأجرينا معه الحوار التالي:

 

ما هى أهمّ المستجدات على الساحة المقدسية؟

- أهم المستجدات تتمثل فيما يأتي:
1- تكثيف الاستيطان وبوتيرة متسارعة حتّى تم الإعلان عن عزم سلطات الاحتلال في القدس بناء أكثر من 35000 وحدة سكنية خلال هذا العام 2008م، وهذا الإعلان تمّ فى فترات متعددة بعد مؤتمر أنابوليس المشؤوم في 26/11/2008م حتى الآن، والأمر فى ذلك مرشّح للمزيد لأنّ هذه الخطوة الخطيرة تساهم مباشرة فى تهويد مدينة القدس، وهذا الأمر يترتب عليه مصادرة مئات بل آلاف من الدونمات من أرض المواطنين فى القدس.

 

وهذه الوحدات السكنية المعلن عن إقامتها في القدس هي في مستوطنات جديدة أو تسمين لمستوطنات مقامة، إضافةً إلى أنّ هذا الاستيطان يتمّ فى جميع الجهات المحيطة بشرقي القدس التي يقطنها الفلسطينيّون شرقاً وشمالاً وجنوباً لتساهم هذه المستوطنات مع جدار الضم والتوسع العنصري فى عزل القدس عن الضفة الغربية.

 

2- إقامة بؤر استيطانية فى محيط المسجد الأقصى المبارك فى عقارات ومساكن للمواطنين فى شرق القدس يتمّ الاستيلاء عليها من قِبَل سلطات الاحتلال أو تسريبها له بطريقة أو بأخرى حيث تبلغ هذه البؤر الاستيطانية نحو 100 بؤرة تُقام فيها كُنُس ومتاحف ومعاهد صهيونية.

 

3- الاستمرار فى إكمال بناء جدار الضم والتوسع العنصري حول شرقي القدس حيث يكاد هذا الجدار يعزل مدينة القدس عن باقي مدن الضفة الفلسطينية.

 

4- تكثيف سحب هويات أهلنا المقدسيّين لسببٍ أو لآخر وكان آخر ذلك سحب هويات نواب "كتلة التغيير والإصلاح" فى المجلس التشريعي عن دائرة القدس وهم النواب: أحمد عطون ومحمد طوطح ومحمد أبو طير، بالإضافة إلى وزير شؤون القدس فى الحكومة الفلسطينية العاشرة المهندس خالد أبو عرفة وجميعهم معتقلون في سجون الاحتلال منذ أكثر من عام.

 

5- تكثيف الحفريات وإقامة شبكة أنفاق واسعة أسفل المسجد الأقصى المبارك وفى محيطه بل وأسفل بعض الأحياء العربية القديمة المجاورة للمسجد الأقصى المبارك مثل حي المغاربة وحي سلوان وحي عين حلوة وحي الواد وحي باب العامود.

 

وباتت هذه الحفريات والأنفاق تشكّل خطراً حقيقياً على المسجد الأقصى المبارك وساحاته حيث وقعت انهيارات وتشقّقات عدة نتيجة هذه الحفريات كما حدث في انهيار عين حلوة وسبيل قايتباى داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك وفي الساحة المضافة للمسجد جنوب شرق السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.

 

6- التدنيس المستمرّ وشبه اليومي للمسجد الأقصى المبارك وساحاته ومحيطه من قِبَل المستوطنين والساسة والقادة الصهاينة السياسيّين منهم والشرطيّين والأمنيّين والعسكريّين ومحاولة إقامة صلواتهم في بعض هذه الساحات وفي ذلك تمهيد لتنفيذ مخططٍ صهيوني خطير لتقسيم هذه الساحات بين المسلمين واليهود أسوةً بما هو معمولٌ به فى المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.

 

هل يمكن أنْ تحدثنا عن لجنة القدس فى المجلس التشريعي الفلسطيني وأنشطتها؟ وأهم المعوقات التي تواجهها؟

- نحن فى لجنة القدس فى هذا المجلس نحاول أنْ ننشر ثقافة الاهتمام بالقدس ومقدساتها ومسجدها الأقصى والمساهمة الفاعلة في كشف وفضح ممارسات العدو الصهيوني ضدّ أهلنا ومقدّساتنا وآثارنا فى القدس مما بات يشكّل خطراً جسيماً على كلّ شيء فى القدس والإنسان والأرض والعقارات والمقدسات والآثار والمعالم.

 

ومن ذلك على سبيل المثال ما يلى:

1- الحفاظ على دورية اجتماع لجنة القدس فى المجلس كلّ أسبوعيْن مرة لمناقشة آخرالمستجدات على الساحة المقدسيّة وتفعيل سبل الدفاع عنها.

2- عقد مؤتمرٍ صحافي شهريّ لبيان آخر الممارسات والانتهاكات الصهيونية فى القدس.

3- العمل على دعم بعض المشاريع داخل مدينة القدس من خلال مخاطبة رئيس الوزراء الفلسطيني الأستاذ إسماعيل هنية.

4- التواصل مع أعضاء اللجنة عن دائرة القدس المتبقّين خارج السجن وهم من فصائل أخرى بهدف التنسيق معهم بخصوص القدس وما يتعلّق بها، وكذلك التواصل مع أعضاء اللجنة فى غير القدس لتحقيق الغرض نفسه.

5- تقديم تقرير نصف سنوي للمجلس التشريعي الفلسطيني عن الواقع فى داخل القدس خلال الشهور المتقدّمة على تقديم هذا التقرير لمناقشته ودراسته وإقرار توصياته فى كيفية دعم مشاريع صمود أهلنا فى القدس مادياً ومعنوياً وإعلامياً سواءً كانت مشاريع اقتصادية وصحية وتعليمية وثقافية واجتماعية....... الخ حيث تمّ إلى الآن عرض تقريريْن على هذا المجلس.

6- توجيه رسائل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحادات والبرلمانات العربية والإسلامية والأجنبية وهيئة الأمم المتحدة.

7- نستعدّ في لجنة القدس لتقديم مشروع صندوق دعم القدس للمجلس التشريعي الفلسطيني لإقراره بالمناقشة العامة ثمّ بالقراءتين الأولى والثانية وذلك لتنظيم توفير وتوزيع الدعم لمشاريع أهل فى القدس.

 

أمّا أهمّ المعوقات التي تواجهها اللجنة فتشمل فيما يلي:

1- عدم تفعيل التواصل والعمل المشترك مع اللجان والجهات العاملة للقدس خارج المجلس التشريعي الفلسطيني مثل لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية غير الفاعلة على أرض الواقع.

2- التضييق المستمرّ من العدو الصهيوني على المؤسسات الفلسطينية داخل القدس خاصة العاملة من أجل القدس وتخفيف معاناه المقدسيين حيث تمّ إغلاق أكثر من ثلاثين مؤسسة مقدسية حتى الآن.

3- صعوبة التواصل مع الإخوة المقدسيّين للتعرّف على آخر المستجدات فى القدس وسبل التعاول على علاجها لأنّ العدو الصهيوني يراقب بدقة هذا التواصل.

4- عدم توفّر المال الكافي لدعم صمود أهلنا فى داخل القدس لحفظ الأرض والعقارات والشباب والمؤسسات فيها.

5- استمرار الانقسام الفلسطينيّ بين غزة والضفة مما يُضعِف التواصل الحقيقيّ بشأن القدس أو غيرها.

 

توجد لجنة للقدس منبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، أين دور هذه اللجنة؟ وهل يوجد بينكم تنسيق فى العمل والأدوار؟

- على أرض الواقع لا يوجد دور لهذه اللجنة ولا ذكر لها فى وسائل الإعلام، وبناءً على ذلك لا يوجد مجال للتنسيق والعمل معها ولا تبادل أدوار.

 

ما هو الدور الذى يقوم به فرع مؤسسة القدس الدولية فى غزة؟

- إنّ مؤسسة القدس الدولية بصفة عامة في مركزها الرئيس ببيروت، وفروعها فى البلاد العربية والإسلامية، وبصفة خاصة في غزة، تلعب دوراً مهماً فى تحقيق الأهداف التالية:

1- توفير دعمٍ ماديّ لكثيرٍ من المشاريع المختلفة فى القدس لدعم صمود أهلها هناك.

2- نشر الثقافة المتعلّقة بالقدس ومقدّساتها من حيث بيان أهميتها والأخطار التى تتهدّدها.

3- تذكير العرب والمسلمين بدورهم نحو القدس وأهلها ومقدساتها والواجب الملقى على عواتقهم.

 

هل أنت راضٍ عن الدور الرسمي والشعبي فى العالمين العربي والاسلامي فى دعم قضية القدس؟ وما هو الدور المطلوب فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً لنصرة القدس؟

- بالنسبة للدور الرسميّ للحكومات والزعامات العربية والإسلامية فهو دورٌ باهت ويكاد لا يذكر فيما يخصّ القضية الفلسطينية بعامة وقضية القدس بخاصة، حيث القدس والأخطار التي تتهدّدها ومسجدها الأقصى ومقدساتها فى وادٍ وهذه الحكومات والزعامات فى وادٍ آخر للأسف الشديد.

 

أمّا الدور الشعبي فى العالميْن العربي والإسلامي فهو دور أحسن حالاً من دور الحكومات والزعامات من خلال العمل على توفير دعمٍ ماديّ لكثيرٍ من المشاريع داخل القدس ولكن هذا الدور يحتاج إلى تفعيلٍ أكثر ومتابعة أكثر لاستمراره وزيادته لهذه المشاريع.

 

ما هى نصيحتك للمفاوض الفلسطيني خصوصاً فى القضايا التى تخص القدس؟

- عدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ عى ثوابته وفي مقدّمتها قضية القدس ومقدّساتها ومسجدها الأقصى، ووقف المفاوضات غير المجدية التى يعقدها مع العدو الصهيونيّ؛ خاصة في القدس، وذلك لأنّ هذه المفاوضات فيها مضيعة للوقت وتجرّئ العدو الصهيوني على الاستمرار فى انتهاك حرمة القدس والمسجد الأقصى من خلال تكثيف الاستيطان وتسمينه وتسريع الحفريات وإقامة الأنفاق أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، كما يجب العودة إلى الشعب الفلسطيني ومؤسساته فى كلّ خطوة يريد أنْ يخطوها هذا المفاوض الفلسطيني وذلك للاستنارة بآراء هذا الشعب وهذه المؤسسات.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

ديمة السمان تفتح أبواب الرواية العربية حول القدس

التالي

شعرٌ للقدس (الجزء الأول)

مقالات متعلّقة

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »