القدس والمؤامرة
تتعرّض مدينة القدس منذ فجر التاريخ لمؤامرات وسط أطماع غربية صليبية صهيونية للاستحواذ على أقدس المقدسات العربية المحتلة وسط غيابٍ وتغيب عربي رسمي وشعبي وعدم اكتراث لدى الأحزاب والمنظمات والحركات والجمعيات العربية, وباتت القدس قضية شعارات لديهم فقط، مما يستدعي وقفة واضحة للمصارحة وبثّ مزيدٍ من الانتهاكات والمؤامرات والمحن التي يتعرّض لها سكان القدس المحتلة لإيصال الرسالة للعمل الرسمي والشعبي العربي لبذل مزيدٍ من الجهود والعمل الجادّ لتكون القدس أحد أهمّ قضايا هذه الأحزاب والحركات والتنظيمات، ويكون هناك عمل جاد وفعليّ ومنظّم كي لا تمحى القدس من الذاكرة العربية والتي يسعى الصهاينة بكل قواهم البغيضة لجعلها هامشاً حتى في المفاوضات.
إنّ القدس تتعرّض لمخاطر عديدة هذه الأيام، حيث إنّ سلطات بلدية الاحتلال في القدس ومعهم قوى الأمن والجيش تستعدّ بطريقة منظمة للبدء في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى الذي يتعرّض والبيوت المجاورة له لحفريات هندسيّة خاصة لجعل سقوط المسجد الأقصى وانهياره حدثاً طبيعيّاً، وبدأت خيوط المؤامرة تتكشف جراء التصدّعات والتشققات التي بدأت تظهر على جدران وأرضيات المسجد الأقصى وأسواره والبيوت المجاورة له وسط غيابٍ عربي إسلاميّ وسكوتٍ وإسكات وتهميش لقضيتنا المحورية في أحلك ظروفها.
إنّ الأحزاب والمنظمات والجمعيات العربية الشعبية والرسمية مطالبة بأخذ دورها في هذا الوقت بالذات والعمل الصادق بنوايا حسنة بعيداً عن الشعارات المزيّفة والدعايات الانتخابية لخلق ظاهرةٍ جديدة في العالمين العربي والإسلامي وحشد الرأي العام لمجابهة المؤامرات المنظّمة على المسجد الأقصى والقدس, وتفعيل دورها الإيجابي لبث وإذكاء الروح الوطنية والثورية والسعي لتغيير حالة الجمود الفكري والديني لدى الشعوب العربية والإسلامية وخلق هالة ضخمة من الحملات الإعلامية الواسعة للتوعية والحشد والتعبئة من أجل إنقاذ المسجد الأقصى الحبيب أولى القبلتيْن وثالث الحرمين الشريفين.
ويجب على الحكومات العربية والإسلامية أخذ دورها الطبيعي في الذوْد عن المسجد الأقصى وكشف خيوط المؤامرة، ودعم المنظمات الأهلية والشعبية والحملات الإعلامية التوضيحية لتستعيد جزءاً من احترامها لدى شعوبها التي باتت فاقدةً للأمل بهذه الحكومات التي وجدت مخدّرة وغير آبهةٍ بما يجري في القدس وما حولها.
هذه رسالة نبثها للعرب والمسلمين في كلّ أرجاء المعمورة للعمل بجهدٍ مخلص والتفاني في خدمة المسجد الأقصى وإخراج قضيّته من الهامش وإعطائها أهمّ الأولويات، واعتبار قضية المسجد الأقصى قضية محورية ومركزيّة للعالمين العربي والإسلاميّ لشحذ الهمم وإعطاء البعد الإعلاميّ للقضية أهم الأولويات في عالم أصبحت الحرب الإعلاميّة فيها أهمّ وسيلة للتأثير في الشعوب والمجتمعات وفي الرأي العام العالمي.