بعد هدم محل تجاري في حيّ البستان: هل يمهّد الاحتلال لمجزرة أكبر في سلوان؟
الثلاثاء 29 حزيران 2021 - 2:38 م 1638 0 أبرز الأخبار، شؤون مدينة القدس، تقرير وتحقيق | سلوان، حي البستان |
موقع مدينة القدس l هدمت جرافات الاحتلال، صباح اليوم، محلاً تجاريًا تعود ملكيته لنضال الرجبي في حي البستان في سلوان.
واقتحمت طواقم وآليات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، ترافقها قوة عسكرية تُقدر بنحو 40 مركبة وعناصرها، بلدة سلوان جنوب الأقصى، وفرضت حصارًا على حيّ البستان لتنفيذ عملية الهدم. وجاء الاقتحام بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء مهلة الهدم الذاتي التي حدّدتها سلطات الاحتلال لـ17 منزلاً ومنشأة في الحيّ، فضلاً عن انتهاء المهلة التي حدّدها الاحتلال لصاحب "ملحمة الخليل" في الحيّ، وتعود لعائلة الرجبي، لهدمها ذاتيًا؛ وهو الأمر الذي رفضته العائلة.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الأهالي وقوات الاحتلال التي أطلقت القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة والأعيرة النارية، واستخدمت الهراوات والغاز الحارق لتفريق الأهالي. واعتدت قوات الاحتلال كذلك بصورة وحشية على صاحب المحل نضال الرجبي واعتقلته قبل أن تعود لتفرج عنه، فيما أصيب مصوّر الجزيرة لبيب جزماوي بقنبلة صوتية أطلقتها قوات الاحتلال.
وكان الاحتلال هدّد بهدم 13 منزلاً في الحيّ كمقدمة لهدم منازل الحي كافة وعددها نحو 100 منزل لمصلحة مشاريع تهويدية واستيطانية تخدم المزاعم التوراتية، خصوصًا أنّ المنطقة لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن سور المسجد الأقصى الجنوبي.
كذلك، دعا ناشطون إلى المشاركة في وقفة احتجاجية مساء اليوم الساعة السابعة ضد سياسة هدم المنازل في سلوان، وتضامنًا مع عائلة الرجبي التي هدم الاحتلال المحل العائد لها، ثم التوجه لخيمة الاعتصام لإقامة صلاة المغرب.
هل يمهّد الاحتلال لمجزرة أكبر في سلوان؟
عقد أهالي سلوان مؤتمرًا صحفيًا على أثر هدم الاحتلال محل عائلة الرجبي، وأكّدوا أنّ الاحتلال يريد إيصال رسالة، عبر هدم محل الرجبي، مفادها أنّ كلّ أحياء سلوان مستباحة.
وقال السفير أحمد الرويضي، ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين، إنّ الاحتلال سيقدم على عمليات هدم أسبوعية حتى يقضي على أحياء سلوان المهددة بالتهجير؛ وعلى المجتمع الدولي الالتفات إلى جريمة التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بحقّ المقدسيين في سلوان.
ويبدو أنّ الاحتلال عازم على تنفيذ مجزرة في حي البستان الذي أصدرت بلدية الاحتلال في القدس، عام 2005، قرارًا بهدمه تمهيدًا لإقامة "حديقة وطنية توراتية" على أنقاضه، وبدأت بتوزيع أوامر الهدم على سكانه، بحجة البناء من دون ترخيص، رغم أن أراضيه ذات ملكية فلسطينية خاصة، ووقف إسلامي. وقد رفضت البلدية في آذار/مارس الماضي المخططات الهندسية التي قدمت لها لتنظيم المنازل وترخيصها، ورفضت تجميد قرارات الهدم بما يؤكّد أنّ القرار سياسي ويندرج ضمن مخططات تهويد أحياء القدس، لا سيّما تلك القريبة من البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
أهالي سلوان صامدون في مواجهة الاحتلال
أطلق أهالي بلدة سلوان حملة "لن نهدم بيوتنا بأيدينا" رفضًا لتهديدات الاحتلال ومحاولات إرغام الفلسطينيين على هدم بيوتهم بأيديهم. فيما وجّه نضال الرجبي رسالة لأهالي القدس قائلاً: "لا تهدموا منازلكم بأيديكم؛ وهذه ضريبة يجب أن ندفعها طالما نعيش في هذه المدينة".
وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، خالد تايه، إنّ أهالي سلوان لم ولن يستسلموا، وسيواصلون مواجهة الاحتلال مهما كلفهم الثمن.
وحذّر تايه من أنّ السيطرة على سلوان تعني السيطرة على المقدسات، لافتاً أنّها الحامية والحاضنة للبلدة القديمة فإذا سيطر الاحتلال عليها فإنّ السيطرة على الأقصى والبلدة القديمة سيكون سهلا جدًا.
وأشار تايه إلى أنّ قدوم جرافات الاحتلال بقوات كبيرة وهدم محل تجاري في حي البستان يعكس إصرارًا على تنفيذ مخططات الاحتلال بفرض سياسة التهويد بهدف السيطرة على أحياء القدس.
ولفت تايه إلى أنّه، على الرغم من تقديم عدة طلبات للدول الأوروبية عبر تقديم شكاوى للسفراء وإرسال رسائل، وتنظيم زيارات مستمرة لشرح الوضع في سلوان، ما من نتائج ملموسة على الأرض حتى اللحظة تمنع الاحتلال من عمليات الهدم المقررة.
ودعا الجميع للقيام بعملهم على أكمل وجه، مطالبًا المستوى الرسمي الفلسطيني بالسعي إلى محاكمة الاحتلال في المحافل الدولية وإلزامه بالتراجع عن تنفيذ سياساته العدوانية ضد الفلسطينيين ومنعه من التصرف بأراضيهم كما يحلو له.
وكانت الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد حذّرت من خطورة نجاح الاحتلال في تهجير المقدسيين من أحياء القدس، خصوصًا من سلوان التي حفر أسفلها أنفاقًا قد تصل للمسجد، ويمكن استخدامها لاقتحام الأقصى واقتطاع جزء منه عبر التقسيم المكاني والزماني.
وأكدت الهيئة أنّ استهداف الاحتلال حيّ سلوان منذ زمن يؤكد أطماعه بالأحياء المقدسية بشكل عام وبالمناطق المحيطة والأقرب للمسجد الأقصى على وجه التحديد.