القدس (يرحلون وتبقى)
القدس (يرحلون وتبقى)
عِلتي أدمنت، وصدري غليلُ
لَجْلج الغيط في دمي، وتلظّى
كيف لي أن أصُدّ عنه هموماً
ها هي القدس جرّحتها البلايا
هي نبض في كلّ من يعبـ
نحن في جرحها المُدَمّى سلام
صورة نُطبق العيونَ عليها
خاسر، من يظنّ أن التّغابي
لم يعد مُجدياً كلام عقيم
سقط العدل في يد تبخس الكيـ
ونفوس قد مرّغتها الخطايا
أبداً ضالعان في العيب، هذا
كل ما يبتغونه واقع مـ
إنها القدس، يرحلون وتبقى
ليت مِنْ يقظة تردّ مزايا
أغرقت، و المنام بات خلاصا
أمّة عرضُها السموات والأر
لو تعافت لكان عنوانها الـ
ساورتها الأنا، وفلّت عراها
قد يغيض الإباء حيناً، ولكن
في ضباب التّهافت الغثّ هذا
يصعد المدُّ للعلى، كلّما جاشـ
هذه محنةُ العطاء، فهيّا
من سعى في الأمجاد، مات مجيداً
ما جنى النّصر قطّ شعب ذليل
لا يموت الكرام إلا كراما
أمّتي، كيف ننهلُ الوحدةَ الكبرى؟
أهتف الآن كي يعود المصلّى
أهتف الآن كي تقومي إلى الفـ
ورنين الأجراس فيه أذان
أهتف الآن كي ترَيْ كلّ شبر
فمتى الغافلون يصحون من أحلامهم فـ
ومن الأوفياء فينا رموزٌ
لا تلومي، يا أمّتي، صرخةَ
كيف، يا أمتي، يُفرّقنا الخَلْـ
وعلى جانبيه جمر مَهيلُ
لست أدري من حرقتي ما أقول
ماله في المحيد عنها سبيل
وعلى صدرها نزيل ثقيل
ـد الله، وفي الله حبُّها مبذول
ودماء على شفاه نسيل
فأْلُها النّصر، والختام الجليل
حكمة، والرّياء وجه جميل
وهو في كلّ صيغة مملول
ـل، وفوق الميزان شعب قتيل
وعدوّ ملفّقٌ ظِلّيل
غاصب مُعْتدٍ، وهذا عميل
ـرّ، إباءٌ تذليلُه مستحيل
وهمُ الغاصبون حتى يزولوا
أمّة علّها المنام الطويل
يسهل السّير نحوه، والوصول
ض، وهذا عنوانها مجهول
ـشمس، ولكنْ طموحها مغلول
فاجمعيها يا قدس، أنت الدّليل
لا يموت الرّجاء والمأمول
لا يغيثُ الملهوفَ إلى الأصيل
ـت سيولٌ، وعانقتها سيول
يا ذوي المروءات، حان النّزول
والحياة الخواء موت رذيل
أو أقام الأمجاد شعب بخيل
ومن الغار فوقهم إكليل
وقد بات في الجحيم الهطول؟
وحمام السّلام فيه يجول
ـجر، وفيه التّكبير والتهليل
تخشع الرّيح دونه والسهول
من ثرانا، وما عليه دخيل
ـي الضُّحى، وتصحو العقول؟
ومن الأولياء فينا رسول
الشّعر، وهذا ميعاده المسؤول
ـفُ، وفينا القرآن والإنجيل؟!