حوار مع أ. زياد الحسن .. المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 أيار 2009 - 4:45 م    عدد الزيارات 8276    التعليقات 0     القسم

        



موضوع الحوار
كيف يدعم العمل الخيري صمود القدس؟

 



بداية يسعدنا أن نقدم نبذة عن: مؤسسة القدس الدولية؛ والتي تعد أكبر المؤسسات المتخصصة في شؤون القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك..

 



أولاً: خلفية التأسيس:

 


ذوداً عن حياض القدس، وحفاظاً على مقدساتها، ومن ساحات الأقصى الشريف تفجرت انتفاضة الشعب الفلسطيني في 28/9/2000 لتعم جميع فلسطين فعرفت بـ "انتفاضة الأقصى المباركة"، واستجاب لصداها العالم العربي والإسلامي بأسره، فتحرك وجدان الأمة، وهبت تطالب بالجهاد والمقاومة لإعادة القدس إلى حضن الأمة، فكان للمؤتمر القومي الإسلامي الثالث، المنعقد في بيروت بتاريخ 21-23 كانون الثاني / يناير 2000م، فضل السبق بوقفة مشهودة، فاتخذ قراراً بتشكيل لجنة من بين أعضائه لعقد مؤتمر ترشح عنه خطوات عملية لإنقاذ مدينة القدس، فقرر إنشاء مؤسسة تعنى بشؤون القدس وتساهم في إنقاذ هذه المدينة المقدسة، وتحافظ على طابعها الحضاري، وتتصدى لمحاولات تهويدها وتهجير أهلها، وتواجه التهديدات الساعية لبسط السيادة الصهيونية عليها.

 


ثانياً: المؤسسون:

 


عقدت اللجنة التحضيرية مؤتمر القدس في 30/1/2001م على أرض لبنان المقاومة، وبمباركة من الجمهورية اللبنانية حكومة وشعباً، وعلى رأسهم فخامة الرئيس السابق العماد إميل لحود، وبمشاركة مئات العلماء والقادة والمفكرين الذين لبوا نداء القدس من أربعين دولة فمثلوا الأمة العربية والإسلامية بمختلف تياراتها وأعراقها وطوائفها، وتبنوا فكرة إنشاء "مؤسسة القدس"، فأقروا نظامها الأساسي مع التعديلات المقترحة، وانتخبوا من بين أعضاء مجلس الأمناء هيئة لرئاسة الأمناء، وهي حاليًّا (2009م) برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وثلاثة نواب للرئيس هم: السيد محمد نور هدايت وحيد، وسماحة السيد علي أكبر محتشمي، ومعالي الأستاذ بشارة مرهج، والأستاذ خالد السفياني (أميناً للسر)

 



ثالثاً: الهوية:

 


مؤسسة القدس الدولية مؤسسة مدنية مستقلة تضم شخصيات وهيئات عربية وإسلامية وعالمية، غايتها العمل على إنقاذ القدس، والمحافظة على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، في إطار مهمة تاريخية لتوحيد الأمة بكل أطيافها الدينية والفكرية والثقافية والعرقية من أجل إنقاذ القدس عاصمة فلسطين. وهي تتعدى البرامج الإغاثية إلى التخطيط المرحلي والاستراتيجي لخدمة المدينة وتأمين حاجات سكانها.

 


رابعاً: الرؤية:

 


تسعى مؤسسة القدس الدولية إلى أن تكون أكبر وأوسع إطار مدني عربي وإسلامي وعالمي، يجمع ويمثل ألوان الطيف الديني والمذهبي والفكري والسياسي والعرقي والثقافي للأمة العربية والإسلامية، وينظم جهودها للحفاظ على الهوية الحضارية للقدس وإنقاذها ودعم أهلها في الداخل والخارج، في إطار مهمة تاريخية هي العمل لتوحيد الأمة على تحرير فلسطين.

 

 


خامساً: الوسائل:

 


تعتمد المؤسسة الوسائل التالية لتحقيق أهدافها:

1)   إقامة المؤتمرات والندوات وتنظيم البرامج واستخدام كافة وسائل الاتصال الحديثة للوصول
إلى القوى والشخصيات المؤثرة وجمهور العرب والمسلمين.

2)   تنمية الموارد المالية وتأمين التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات والبرامج بالوسائل المتاحة.

3)  إصدار الأبحاث والدراسات والتقارير والنشرات حول قضية القدس تاريخاً وحاضراً
ومستقبلاً.

4)  الاتصال بالمؤسسات الرسمية والأهلية العربية والإسلامية والدولية وحثها والتعاون معها في أداء دورها تجاه القدس.

5)  إنشاء الفروع وتعيين المندوبين وعقد اتفاقيات الشراكة والتعاون مع الهيئات المختلفة في
الأقطار.

6)  تنمية الموارد البشرية العاملة من أجل القدس كماً ونوعاً، ورفدها بالقطاعات المختلفة الشبابية والنسائية والمهنية.

 


سادساً: الهيكلية:

 


تتكون مؤسسة القدس من:

1.  مجلس أمناء: يضم 150 شخصية تمثل الأمة العربية والإسلامية بمختلف بلدانها وتياراتها وقواها وطوائفها، وهو الهيئة التأسيسية للمؤسسة، وله ممارسة كل الصلاحيات ورسم الخطط واتخاذ القرارات.

2.  مجلس إدارة: ينتخبه مجلس الأمناء، وهو الهيئة التنفيذية المسؤولة عن تحقيق الأهداف وتوجيه الأعمال وتنسيق النشاطات التي تقوم بها المؤسسة.

3.  الأمانة العامة: تتفرغ لإدارة شؤون المؤسسة وتشرف على تسيير العمل بالمؤسسة وتنفيذ الخطط والبرامج من خلال الإدارات التنفيذية.

 


سابعاً: الفروع الخارجية

 


إضافة للأمانة العامة في بيروت، هناك فروع عاملة في البلدان الآتية: اليمن- جنوب إفريقيا- السودان- فلسطين- الجزائر- سورية- مصر- الكويت.


الموقع الالكتروني لمؤسسة القدس الدولية
www.qii.media


   

 


السؤال

من خلال عملكم والمشروعات التي تقومون بها.. هل ترون هناك إمكانية لوقف عمليات تهويد القدس و محاولات طرد سكانها؟

وما هو المطلوب لإنجاح هذا الأمر؟

   

 



الإجابة
قبل أن أدخل إلى قضية التهويد وإمكانية منعه، لا بد أن نضع مقدّمةً مهمّةً بين يدي الحوار، وهي أن:

القدس قد جرى احتلالها بالفعل واستكمل الاحتلال قبضته عليها منذ عام 1967م، وهذا معناه أن مواجهتنا معه في الفترة اللاحقة لسيطرته الكاملة على المدينة ليست قائمة على "منعه" أو "إجباره" على شيء لأنه أصبح المتحكم فعلاً والمسيطر بالقوة العسكرية القاهرة، فكيف يمكن منعه ومنع جنوده وقواته وسلطاته من أن تفعل ما تشاء؟

في ظل الاحتلال، المعادلة قائمة على الصمود الذي يفشل مخطط الاحتلال ويجعل وصوله إلى أهدافه متعسراً؛ رغم أنه المسيطر وصاحب القوة والسلطة والسطوة، ونحن إن تحدثنا عن "منع" فنحن نتحدث عنه بهذا المعنى، وليس بمعنى المواجهة بالقوة خصوصاً في القدس.

أما بالنسبة لإمكانية إفشال مخططات الاحتلال في القدس:

فنعم.. هذا ممكن وبكل تأكيد، والتجربة التاريخية في القدس حتى اليوم تثبت ذلك؛ فحين دخل المحتل المدينة كانت نسبة السكان الفلسطينيين من مجموع السكان 27%، أما اليوم فهي 34% رغم أنه وضع كل العراقيل الممكنة أمام وجود الفلسطينيين، وأعطى كل التسهيلات الممكنة لهجرة اليهود. بل لعله من المفاجئ أن نعرف أنه لم تمر على القدس لحظة في تاريخ احتلالها كان فيها معدل زيادة السكان اليهود أعلى من معدل زيادة السكان الفلسطينيين، حتى في أوج الهجرة السوفييتية إلى الأراضي المحتلة، وبالرغم من أن قوانين الهجرة المطبقة تلزم 10% من المهاجرين على السكن في القدس لكنهم لا يلبثوا أن يغادروا هذه المدينة.

مفتاح إفشال مخطط الاحتلال:

هو ببساطة.. الصمود، والأزمة أننا حتى الآن تركنا المقدسيين في العراء، تركناهم شبه مجردين من أي دعم في وجه الجرافة والبندقية وسحب الهويات وطوابير الإهانة على باب مؤسسات التأمين " الإسرائيلية" والمطلوب أن نكون إلى جانبهم بحق، وأن نكون اليد التي تعمّر وتبلسم وتسد الثغرات التي يخلقها الاحتلال في حياة المقدسيين.

   

 


السؤال

اسمح لي أ.زياد أن أسألكم عن حجم وفعالية ما تقوم به المؤسسات العربية والإسلامية لدعم القدس وأهلها في مواجهة كافة إجراءات التهويد والهدم والتهجير..

ما هو الواقع الحالي؟

وما هو المطلوب حالياً بصفة عاجلة؟

وما هو المأمول مستقبلاً؟

   

 

الإجابة
ما تقوم به المؤسسات العربية والإسلامية حتى الآن ضئيل وغير كافٍ بكل أسف وحتى لا يكون حديثي إنشائياً فاسمح لي أن أعرّف بأهم الجهات العربية والإسلامية التي تعمل في القدس، والدور الذي تتولاه كل منها:

1.  الأوقاف الأردنية: وهي الجهة الوصية على المقدسات الإسلامية في المدينة بموجب القانون الدولي لأنها آخر قوة غير محتلة كانت تحكم المدينة، وهي الوصية كذلك بموجب اتفاقيات وادي عربة بين الاحتلال والأردن. المساهمة الأساسية الحالية للأوقاف هي أنها تدفع رواتب موظفي الأوقاف وعددهم يقدّر بالمئات، وتمنحهم الحكومة الأردنية علاوات خاصة تضاعف رواتبهم تقريباً بحكم وجودهم في القدس، للتفاوت الكبير في كلفة المعيشة بين القدس والأردن، وبين القدس ومحيطها الفلسطيني.

وقد نفذت الأوقاف إعمارين لقبة الصخرة بتمويل من القصر الملكي الأردني، لكنها حالياً تفتقر إلى التمويل الذي يسمح لها بتنفيذ مشروعات إعمار وترميم في الأقصى، وتنفذ مشروعات محدودة في ضوء ما يتوفر من تمويل، مثل مشروع الإطفاء في المسجد الأقصى، وتركيب منبر جديد مكان منبر نور الدين الذي احترق في عام 1969 عندما أحرق متطرفون يهود المسجد.

2.  البنك الإسلامي للتنمية: ويدير هذا البنك أموال صندوق القدس الذي أقرّته قمّة بيروت العربيّة عام 2002 ويبلغ حجمه 50 مليون دولارٍٍ أميركيّ، ويُركّز البنك جلّ اهتمامه على البلدة القديمة في القدس، وقد تبنّى مشروعاً لإعادة إعمار وترميم البلدة القديمة بكاملها بكلفةٍ تقريبيّة بلغت 15 مليون دولار، وذلك بالشراكة مع مؤسّستي الرفاه والتعاون، اللتين أنجزتا مسحاً هندسيّاً كاملاً للبلدة القديمة، قسّمت على أساسه البلدة إلى قطاعات، وجزّئت مشروع الإعمار إلى 5 مراحل رئيسة، واليوم وصل هذا المشروع إلى بداية المرحلة الثالثة وبلغت قيمة ما أنجز من أعمال حوالي 10 ملايين دولار أميركيّ، لكنه غطى تقريباً ما بين 500-600 عقار من بين أكثر من 3000 عقار تحتاج إلى ترميم في البلدة القديمة.

3.  وكالة بيت مال القدس: وتتبع هذه الوكالة للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلاميّ التي يرأسها الملك المغربيّ محمد السادس، ويبلغ حجم مشاريعها السنويّة حوالي 8 ملايين دولار أميركيّ، تتركّز في مجالات الإسكان والتعليم والصحّة ودعم المؤسسات، ومن أبرز مشاريع الوكالة خلال العام الماضي صندوق الإقراض السكني الذي يبلغ حجمه حوالي 3 ملايين دولار.

4.  تركيّا: تموّل تركيّا من خلال قنصليّتها في القدس عدداً من المشروعات في مختلف المجالات، وقد بدأت حديثاً تهتمّ بمشروعات الحفاظ على التراث العثمانيّ في مدينة القدس.

5.  المؤسسات الشعبية: ومن بينها مؤسسة القدس الدولية، وهي تساهم بمبالغ لا يمكن حصرها وتحديدها، لكن مجموع ما نفذته مؤسسة القدس مع المؤسسات المنضوية في الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس خلال العامين 2006-2007 هو في حدود 8 ملايين دولار تقريباً.

طبعاً أخي العزيز، هذه الأرقام لا ترقى أبداً لسد الحاجات الأساسية لمدينة يزيد سكانها الفلسطينيون داخل الجدار عن 254,000 نسمة (ما يزيد عن ربع مليون)، وتعمل مؤسسة الاحتلال بشكل منهجي لتحويل حياتهم إلى جحيم.

كما أنها ضئيلة إذا ما قورنت بالإسهامات الغربية، فمؤسسة الـ"USAID"  الأمريكية تقدم لوحدها حوالي 15 مليون دولار في القدس سنوياً لمختلف السكان والهيئات، هذا غير الموازنات الضخمة التي تقدر بمئات الملايين التي ترصدها المؤسسات الاستيطانية لتوسيع السيطرة اليهودية على المدينة.

 



السؤال

هل يمكن توضيح مفهوم دعم القدس؟

بمعنى هل المقصود الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك فقط؟ أم دعم أهل القدس في مختلف الميادين باعتبارهم مستهدفين في مخطط التهويد؟


 

   
الإجابة
حين نتحدّث عن دعم القدس:

فنحن نتحدث عن مدينة تاجها هو المسجد الأقصى..

نحن نتحدّث عن مدينةٍ بمقدساتها الإسلامية التي تشمل المساجد والتكايا والزوايا والأوقاف الإسلامية التي تشكل جزءاً كبيراً من مساحتها..

ونتحدث عن مقدساتها المسيحية بكنائسها وأديرتها وأوقاف الكنيسة التي تصل تقريباً إلى 18% من مساحتها بشقيها الشرقي والغربي..

نحن نتحدث عن هويتها العربية ولسانها المبين، عن ثقافتها ومعمارها..

وقبل هذا وذاك.. نتحدث عن أهلها وسكانها الذين يعمرونها، ويذودون عن مقدساتها ويحمون هويتها ويشكلون سياجها المنيع الذي صدّ التهويد الكامل للمدينة الذي كان يحلم به المحتلّ.

   

 


السؤال

تحية طيبة لأستاذ زياد ونشد على يديه ونحي جهود مؤسسة القدس ودورها الرائد في هذا المجال..

وسؤالي لكم أ.زياد:
هل هناك تنسيق بين مختلف المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية على مستوى الساحتين العربية والإسلامية لتنسيق الجهود وتكاملها في دعم القدس؟

وهذا يدفعني للسؤال التالي:
هل يمكن وضع خريطة طريق لتلك المؤسسات لتفعيل دور الجميع بشكل إيجابي ومؤثر على أرض الواقع؟

 

 

الإجابة
   
حياك الله أخي العزيز، ونشكركم على ثقتكم بهذه المؤسسة ونسأل الله أن يجعلها بحق أهلاً لها على الدوام.

الواقع الحالي هو أن التنسيق بين المؤسسات العربية والإسلامية في موضوع القدس ما زال خجولاً، بل إن التنسيق بين المؤسسات التي تعمل داخل القدس يعاني ما يعانيه من تصدّعٍ واختلاف وائتلافات متعددة ومتخاصمة.

الجهات الكبرى التي تعمل في الشأن المقدسي في الخارج؛ تعمل وفق رؤاها واجتهاداتها، وتحاول أن تخلق بينها نوعاً من التنسيق، لكنه لم يصل بعد للمرحلة التي تسمح لنا بالقول بأننا نعمل وفق إستراتيجيةٍ واضحة ومتكاملة.

كما أن العمل المدني لأجل القدس يعاني تكرار الجهود في البحث والتشخيص، وفي التنفيذ والمشروعات، وفي الأحداث والفعاليات.

لكن بحمد الله الأمور تتجه إلى الأحسن، ونحن بدورنا كنا قد بادرنا في العام 2004 إلى إطلاق الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس بالتعاون مع عددٍ من المؤسسات الكبرى العاملة لأجل القدس، لتكون إطاراً تنسيقياً يجمع الجهود ويوحدها وينسقها ويمنع تكرارها، ويختصر المسافات بين مختلف المهتمين ويسعى إلى تشكيل إستراتيجيةٍ موحّدةٍ للعمل لأجل القدس، ونأمل منها أن تتوسع وتتطوّر وتنمو لتصل إلى لعب هذا الدور بإذن الله.

 

السؤال   
 

كنت أود معرفة رأيكم في زيارة البابا للقدس في أخطر عام تواجهه القدس.. هل هذا يمثل دعماً معنوياً كبيراً للاحتلال للاستمرار في حملته؛ في ظل دعم بلا حدود من الكنيسة الكاثوليكية "روما" ؟

 

  
الإجابة
بدايةً.. لا بد أن نشدد على أن مدينة القدس مدينةٌ إسلاميةٌ مسيحية، يحفظ المسيحيون فيها هويتهم ومقدساتهم ويعيشون فيها جنباً إلى جنب مع المسلمين، ويعانون مرارة الاحتلال معهم ويقاومونه معهم.

أما زيارة البابا والطريقة التي رتبت بها للقدس، فهي زيارةٌ سلبية تجاه القدس وأهلها إلى حدٍّ بعيد..

فالبابا التقى بعائلة الجندي الأسير جلعاد شاليط، ونسي حوالي 12,000 عائلة فلسطينية تنام وتصحو وهي تحلم بأحبائها الذين يعيشون في أسوأ الظروف في سجون القهر وظلمات التعذيب والحرمان وسوء المعاملة، وأرسل رسالةً للفلسطينيين والعرب ولهذه الأمة بأن عائلة يهودية واحدة ترجح في ميزانه 12,000 عائلةً فلسطينية معذبة.

البابا يزور مدينةً يتعرض كل سكانها للقهر والاقتلاع، مدينةً تتناقص نسبة المسيحيين فيها بشكلٍ مطّرد نتيجة ظروف الاحتلال، حتى بات السكان المسيحيون في البلدة القديمة لا يتجاوزون 2000 نسمة من أصل 30 ألف تقريباً بعد أن كانوا يزيدون عن الثلث، ولا يدين الاحتلال وممارساته بكلمة.

البابا يزور مدينةً ويلتقي وجهاءها ويتقبل هداياهم، وقد جرى اللقاء اليوم في القبة النحوية في الأقصى، ولا يدين الاحتلال بكلمة، بل يطالب بأن يعيد التشديد على حق الشعب الفلسطيني في دولته وفي القدس عاصمةً لها كما كان سلفه يوحنا بولس الثاني قد فعل، فيرفض. وقد تناقلت وسائل الإعلام خبر تحدي قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي في لقاء حوار الأديان في القدس للبابا بأن يعلن "باسم الله الواحد، إدانة هذه الجرائم (الإسرائيلية) والضغط على الحكومة الإسرائيلية لتوقف اعتداءها على الشعب الفلسطيني"، وهو ما قابله البابا بالصمت، وقابلته حملة البابا ببيان إدانة بعد هذا اللقاء!

البابا يفتتح زيارته للمدينة من متحف "ياد فاشيم" الذي يخلد "ضحايا المحرقة النازية"، لكنه حين يدخل الأقصى يدخل بحمايةٍ وحراسةٍ مدججة من المحتلين، يدخل بحماية محتلين منعوا المسلمين أصحاب المسجد ممن هم تحت سن الـ65 سنة من دخول مسجدهم "حماية" للضيف الكريم!

   
 


السؤال

القدس مدينة عالمية.. تجمع تراث الإنسانية..

فهل عجزت البشرية كلها؛ بما فيها مؤسساتها الدولية وفي مقدمتها اليونيسكو عن وقف حملات التهويد؟

أم أنه انعدام الرغبة هو الذي يقف خلف هذا العجز؟

وكيف يمكن تحريك هذا المجتمع الدولي لفعل شيء؟
   

 


الإجابة

صدقت أخي العزيز..

فالقدس مدينة عالمية فعلاً، وهي تحمل بعضاً من أثمن موروثات الحضارة الإنسانية جمعاء، وهي المدينة الوحيدة في العالم التي يقدسها كل هذا العدد من الناس، فهي مقدسةٌ لحوالي ثلثي أهل الأرض.

أما المؤسسات الدولية، فالأمر واضح ولم يعد بالإمكان إخفاؤه: هي خاضعةٌ لأجندة القوى المسيطرة، صحيحٌ أنها بمواثيقها وأعرافها وقوانينها تمثل شكلاً من أشكال رقي البشرية وتحضّرها، لكن هذه المبادئ والقواعد والأنظمة تنزل إلى التطبيق من خلال أكثر قواعد الكون بدائيةً: قاعدة القوة.

فالأقوى يفرض إرادته، والأقوى يأكل حق الأضعف، ويعطل تطبيق قوانين الحضارة التي تعيد له حقه، أو تحمي هذا الحق، بكل بساطة.

فمثلاً.. صنعاء القديمة مدينة مصنفة على أنها إرث إنساني مهدد، تراقبها الأونيسكو وتسهر على حمايتها، وتمنع سكانها أن يفتحوا نافذةً في دارٍ يمتلكونها دون مطابقة للمواصفات والشروط والمعايير..

أما في القدس فالمحتل يهدم حارةً كاملة ويسويها بالأرض، ويحفر تحت الأرض ويخرب كل الطبقات الأركيولوجية ويعيد ردمها فيقلبها رأساً على عقب، ويخرب الآثار الأموية جنوب الأقصى بالكامل، ويبني مبانٍ ذات طرازٍ حديث ومن عدة طوابق داخل أسوار البلدة القديمة...
وكل ما يصدر بحقه: قرارات الإدانة!

بل توشك القدس أن تُسقط من قائمة التراث الإنساني المهدد كما كان سيحصل في العام الماضي بطلبٍ من مندوب دولة الاحتلال، وبتأييد عددٍ من مندوبي الدول الغربية، لولا أن الدبلوماسية العربية تحركت تحركاً خجولاً وبجهد دولٍ محدودة من الأعضاء العرب وتمكنت من إبقاء البلدة القديمة للقدس على هذه اللائحة.

   

 


السؤال

بداية.. أتقدّم بالشكر الجزيل لإدارة موقع إسلام أون لاين، على اهتمامها وسعيها الجاد لعرض المواضيع الهامّة التي تعني المسلمين في أرجاء العالم وعلى رأسها قضية القدس..

وأتمنّى من الله العليّ القدير أن يأجر الإخوة القائمين على مؤسسة القدس الدولية، وهم على خير إن شاء الله.

أعتقد أن الدعم الخيري للقدس؛ يمكن تفعيله إذا استطعنا أن نوجد تعاون وتكامل بين الأدوار للمؤسسات والجمعيات والأفراد المتطوعين لعمل الخير والإنفاق فيه، كما يمكن توجيه أي عمل خيري حسب احتياجات أهل القدس؛ فصباح اليوم سمعت نداء أهل القدس يدعو المسلمين أن يدعموهم بالمشاريع لحاجتهم لها أكثر من بعض المساعدات الخيرية، وأعتقد أن مؤسستكم المباركة تستطيع أن تظهر أهم احتياجاتهم وأن تتواصل مع باقي الجمعيات والمؤسسات لتوجيههم لذلك..

أشكركم أستاذ زياد على جهودكم وأملي أن تعرضوا لنا أهم التحديات التي يواجهها أهلنا في القدس ؟

دمتم في حفظ الله ورعايته، وبارك الله جهودكم ..

ونشدّ على أياديكم ونمد يدنا لكم لنقف سويةً في دعم صمود أهلنا في القدس؛ الذين نسأل الله تعالى أن يجبر كسرهم ويفك عسرتهم .

 

   
الإجابة

هذا سؤال مهم في العمل لأجل القدس: تحديد الأولويات..

والتقرير الذي قرأته أخي العزيز ينقل الواقع بصدق..

فنحن في القدس لسنا أمام مدينةٍ من الفقراء أو المتسولين، بل أمام مجتمعٍ حيٍّ يستفرد به الاحتلال، ويحاول أن يعزله عن محيطه، وأن يطمس هويته، وأن يدفعه إلى الرحيل طوعاً أو كرهاً..

أمام مجتمعٍ حيٍّ يعمل الاحتلال على تدمير روابطه، وعلى تجفيف منابع الإبداع فيه، وعلى استنفاد طاقاته الكامنة ليصبح مجتمعاً من المحطمين فاقدي الهوية والقدرة يعيشون على هامش المجتمع اليهودي في المدينة، وهذا ما لم يستطع تحقيقه حتى اليوم.

مدينة القدس فيها نقصٌ مريع في قطاعات محددة، هي:
• الإسكان،
• ويليه التعليم،
• إلى جانب طبعاً الحاجة الدائمة للعمل على حماية المقدسات ورعايتها وإعمارها.

بالنسبة للإسكان:

يستعمل المحتل السلطة القهرية على السكان ليتحكم في مصيرهم كيف يشاء؛ فصادر كل الأملاك العامة، وجزءاً كبيراً من الأوقاف ثم جاء إلى المساحات الفارغة التي يمكن للسكان أن يتمددوا فيها عمرانياً فصنفها "مساحاتٍ خضراء لا يجوز السكن فيها"، فأغلق بهذه الطريقة حوالي 86% من الأراضي على الاستخدام السكني بشكلٍ تام بين مصادرة وأملاك خضراء، وبقي للسكان 14% فقط من المساحة يمكن لهم التمدّد فيها. وإذا ما كنت مقدسياً تريد البناء على الـ14% المتبقية فعليك أن تدخل إجراءاتٍ مضنية ومعقدة، وأن تدفع مبالغ طائلة وتنتظر لما لا يقل عن عام لتحصل على الترخيص، ومن ثم يمكنك أن تبني.

أما إن كنتم مجموعةً تعيش في حي غير منظمٍ كحي سكني، فعليكم أن تقدموا من جيوبكم مخططاً هندسياً متكاملاً للمنطقة، وهو ما يسميه الاحتلال "المخطط الهيكلي"، لكي تنظموا أراضيكم، أي أنكم ببساطة عليكم أن تدفعوا قيمةً مساويةً تقريباً لثمن أرضكم بين أجور مهندسين ومساحين ومحامين وضرائب دولة، حتى تتمكنوا من إدخال أرضكم إلى دائرة "التنظيم السكني"، ومن ثم عليكم أن تبدأوا بإجراءات التراخيص المضنية التي ذكرناها أعلاه.

باختصار..
يعتمد الاحتلال في لعبته هذه على فرض أثمان تفوق القدرة الذاتية للمجتمع المقدسي ليمنعه من التمدد، ويمنعه من الاستمرار، ويدفع أبناءه إلى الرحيل..

والحل في مواجهة هذا الأمر بأيدينا نحن:
فأين رؤوس الأموال العربية التي تبني ناطحات سحاب في كل مدن العالم العربي اليوم؟

لم لا تتجه إلى القدس لتشتري أرضاً كهذه وتنظمها، وتعيد بيعها للمقدسيين بثمنها، فهم ليسوا مجتمعاً متسولاً، لكنهم يواجهون آلةً اقتلاعٍ مجنونة تفوق قدرتهم.

بالإمكان تأسيس صناديق إسكانٍ وإقراض، وبالإمكان تأسيس إسكاناتٍ تباع بثمنها لكن بالتقسيط المريح حتى يبقى المقدسيون في أرضهم، طبعاً هذه أمور ليست سهلة وتحتاج إلى درايةٍ وصبر وجهدٍ مستمرٍّ ومضنٍ، لكنها ممكنة.

أما التعليم:

فيكفي أن نقول أن 30% ممن هم في سن التعليم المدرسي في القدس هم اليوم خارج نظام التعليم تماماً، أما الـ70% الذين ينتظمون داخل نظام التعليم فـ 60% منهم يدرسون في مدارس تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، أي أنهم يدرسون اللغة العبرية وتاريخ الكيان المحتل من وجهة نظره، ويخضعون لبرامج منهجية لسلخهم عن هويتهم وثقافتهم رغم أنهم يدرسون مناهج عربية مختلفة عن مناهج الطلاب اليهود، ناهيك عن ثبوت أدلة قاطعة على أن الإدارة المشرفة على التعليم العربي تتبنى برامج لنشر تعاطي المخدرات بين الطلاب الفلسطينيين في مدارس القدس، وتسهل مهمة مخابرات الاحتلال لإسقاط بعضهم في شباكها. فيما يتوزع الـ40% المتبقون بين التعليم الرسمي، والخاص، والمدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)

المطلوب هو:
دعم وإسناد قطاع التعليم الفلسطيني في القدس، والذي يقوم في معظمه على مدارس مستأجرة متهالكة ولا تصلح للتعليم بتاتاً، والعمل على تأسيس مدارس جديدة لتقليل اعتماد طلاب القدس على مدارس البلدية، وإتاحة الفرصة لهم للتعلم في مدارس عربية..

وهذا أمرٌ ممكن لكنه يحتاج للتخطيط، والنفس الطويل، وإيجاد الموارد الكافية له.

 


السؤال
   
باختصار.. وبوضوح..

لماذا لا نسمع عن أي انجازات على أرض الواقع في القدس في مقابل حملات التهويد التي نسمع عنها يومياً والتي يصاحبها عمليات هدم لسكان القدس؟

هل معنى هذا أننا جميعا عاجزون عن فعل شيء؟ أم أن إعلامنا مقصر في توضيح الصورة الحقيقية لمعركة القدس الدائرة حاليا؟

 


    الإجابة

الإجابة على هذا السؤال مركبة، لذا اسمح لي أن أجملها في نقاط:

 1. الإنجازات على أرض الواقع لا تتم بقرارات وخطط ومناقصات وإعلانات كما هي إنجازات المحتل، فهو صاحب السلطة والقوة والسيطرة كما قدمنا بين يدي الحوار، وهو الذي يستطيع أن يعلن عن إنجازاته بهذه الطريقة أما نحن فلا نستطيع.


 2. إنجازنا الأساس نحن هو الصمود، ودعم الصمود، وإعلامنا مقصرٌ فعلاً في توضيح هذه الناحية، وتوضيح هذه الطبيعة للصراع..

فحين يبدأ الاحتلال وجوده الديني بحائط البراق وينتهي به بعد 60 عام من تأسيس كيانه، دون أن يضيف عليه مبنىً ولا كنيساً ولا جسراً نكون قد أفشلناه، وهذا إنجازنا..

وحين يبدأ احتلال المدينة وضمها وقضمها بنسبة فلسطينيين لا تتجاوز 27%، وينتهي بعد 40 سنة من إتمام احتلال المدينة بنسبة 34% رغم كل خططه وإجراءاته نكون قد أفشلناه، وهذا إنجازنا.

حين يخطط لفتح بوابات المصلى المرواني ليسيطر على تسويات المسجد، فنعمرها ونتواجد فيها على مدار الساعة نكون قد أفشلناه، وهذا إنجازنا.

وحين تبدأ موازين القوى بالاختلال دون أن يتمكن رغم قنبلته النووية وبطشه من شطب هويتنا ووجودنا والحلول مكاننا حلولاً كاملاً، نكون قد أفشلناه، لأن ما ينجزه في هذه السنوات لن يتمكن من إنجازه مستقبلاً حين تختل الموازين أكثر، نكون قد أفشلناه، وهذا إنجازنا..

وهو يعلم ذلك جيداً لذلك يحارب بشكلٍ مسعور كي لا يقع هذا الفشل، ويستفرغ كل وسعه وجهده وتخطيطه في تحقيق غايته، وإن نحن حاربنا بمعركة الصمود كما يجب أن تحارب فسنفشله، والأمر بيننا وبينه.


3.  نحن لسنا عاجزين تماماً، لكننا أقرب إلى العجز، خصوصاً في نصرة إخواننا ومقدساتنا وفي إرسال الرسائل المطلوبة منا على امتداد العالم العربي والإسلامي إلى المحتل، فنحن لا نغضب لما كان يخاف أننا سنغضب له.


 4. القدس قضية تفاصيل وإدارة المحتل للصراع تجعلها كذلك، وإعلامنا لم يقدر هذه المدينة قدرها الحقيقي بعد لتصبح تفاصيل قضيتها عناوين تنشر الوعي الدقيق، وتحفز الحس وردود الفعل.

 


السؤال
   

للقدس وللأقصى رب يحميهما..

ولكن ما دورنا نحن فيما يحدث؟ .. قصدت المسلون داخل وخارج فلسطين، فالذي يريد أن يتفرج على ما يحدث للقدس دون أن يتحرك أو يفعل شيئا فليكن هذه شأنه، وهو محروم من خير كثير جدا ....

إما أنا الآن؛ فأتحدث لمن يحترقون لما يحدث لإخواننا وللقدس الحبيب..

فأرجو من الضيف الكريم وضع وسائل عملية للدور المطلوب منا نحن خارج فلسطين بالذات، مع  التركيز على الجانب الإيماني؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... وماذا علينا فعله حتى نستحق نصر الله الموعود؟

 


الإجابة
   
أخي الكريم:

حينما نتحدث عن مدينةٍ محتلة..
فالحل لها ليس دعم الصمود، وليس التضامن، الحل لها واضحٌ وبسيط: التحرير.

والتحرير..
له طريقه ومساره وعدته التي لا مجال لمناقشتها هنا.

دون التحرير:
أمامنا الدعم والنصرة، حتى لا نترك المحتل يستفرد بالقدس وأهلها كما يريد، وهذا هو عمل مؤسستنا، وموضوع سؤالك.

الجواب هنا بسيط ومن شقين. دعم صمود المدينة وأهلها له طريقان:

الأول:
الدعم المادي والنصرة بالمال، وبالمشروعات، وبتعزيز القدرات المادية لهذا المجتمع في مواجهة مخطط الاحتلال لاستنزافه واستنزاف طاقاته.

الثاني:

النصرة المعنوية، وهذه ليست بسيطةً أبداً كما يشيع في أمتنا اليوم.

المعادلة التي تحكم تجرأ الاحتلال على مقدساتنا وأهلنا بسيطة: معادلة الربح والخسارة.

إن شعر المحتل بأن:

هدم تلة المغاربة، وافتتاح الكنس، واقتحام الأقصى، وطرد المقدسيين، لن يحرك شارعاً ولن يسبب عليه ضغطاً، ولن يقود إلى تحركاتٍ تغلق أمامه الآفاق وتشعره بأن هناك من يلاحقه بموازاة ما يفعل في القدس، فسيستمر دون رادع، وعندها سنكون قد فشلنا في نصرة أهلنا.

أما إن شعر بأنه:

إن اقترب من الأقصى سيستفز مظاهراتٍ مليونية، وإن اقترف ما هو أعظم لن يدري ما الذي يجره لنفسه، فحينها نحمي الأقصى وننصر أهله.

إن شعر أنه:
حين يطرد المقدسيين ستتحرك الدول لتضغط عبر الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، وسيجد القضية تطارد مسؤوليه في كل عاصمة وفي كل وزارة خارجية، كما كان يحصل أحياناً في السابق، وكما يمكن إن يحصل إن نحن قمنا بالممكن، فقط الممكن وقامت به حكوماتنا..

فسيفكّر ألف مرة قبل أن يقبل على خطوته التالية، وسيبقى يزحف في مشروعه 40 عاماً أخرى، ولن يتمكن من أن يطمس القدس ويحل محلناً فيها طوال حكمه لها، إلى أن نستعيدها، وهو أمر ليس ببعيد الأمد.

ما يمكن أن نفعله من مكاننا:

النصرة المعنوية بكل ما نستطيع، بالتظاهر، بمراسلة المسؤولين، بالتعريف، بالتحركات الدائمة، فهذا ما يضمن أن ميزان الربح والخسارة سيميل سلباً عند المحتل، وسيجعل خوفه وحذره أكبر، وهذا هو ما أخّر خطواته على مدار أربعين سنةً مضت رغم أن كامل المدينة بقبضته..

دورنا هو أن نجعل القدس حاضرةً في أخبارنا وصحفنا وأعمالنا ويومياتنا، بأن نجعلها القدس عاصمةً لوعينا إلى أن تعود عاصمةً لواقعنا.

 

   
 السؤال


نعلم تماما ما تعانيه المدينة المقدسة من احتلال؛ مما يعيق كافة أشكال الدعم إن لم يكن يمنعها..
السؤال:
هذا العدو نعرفه ونعرف عدائه؛ لكن هل تصطدمون بعوائق أخرى في العمل الداعم للقدس؛ إن كان من السلطة نفسها، أو من خلال تحرككم في البلاد العربية أو الاسلامية ؟

 

الإجابة
   
نعم أخي الحبيب وبكل أسف، لكننا نفضّل أن لا نتحدث عن مثل هذه العوائق، لأننا نريد للقدس أن تجمع ولا تفرق، ونسأل الله أن يهدينا جميعاً لنوحد جهودنا لدعم هذه المدينة وحماية حقوقنا الثابتة فيها.    


السؤال


شكرا لإسلام أون لاين وللضيف الكريم أ.زياد

وكان بودي الاستفسار عن العقبات الداخلية التي تواجه المؤسسات الخيرية الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال..

هل هناك عوائق أمام الدعم الخيري الخارجي للقدس من قبل سلطات الاحتلال ؟

وندعو الله بأن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق..


 


الإجابة
   
تواجه المؤسسات الفلسطينية العاملة في المجال الخيري عقبات كبيرة وحقيقية، خصوصاً تلك العاملة منها في القدس، لأنها خاضعة للقانون "الإسرائيلي"، وتحت سلطته وسيطرته المباشرة، وتتعرض لملاحقة وتضييق ومتابعة دائمة، وتخرج عن القانون لأتفه الأسباب، فيكفي اتهام أعضائها بالانتماء إلى فصيل "إرهابي" لكي تغلق المؤسسة وتخرج عن القانون، والعاملون فيها هم أشبه بمن يجتاز حقل ألغامٍ دون خارطة، فهو لا يعلم متى وأين ستكون المشكلة التي سيختلقها له الاحتلال.

أما الدعم الخارجي فيواجه حالة التضييق الدولية على العمل الخيري ويمكن لوزارة حرب الاحتلال أن تخرج أي مؤسسةٍ عن القانون إذا رأت أنها توجه دعمها لغزة بشكلٍ مركز، لأنها تدعم تنظيماً إرهابياً، وأي مؤسسة في الخارج يحظر نشاطها داخل فلسطين لا يعود بإمكانها التحويل لفلسطين، ويحظر على المؤسسات داخل فلسطين التعامل معها وإن تعاملت معها فهي ستتعرض للمساءلة والإغلاق،،

والعمل الخيري الفلسطيني في مواجهة كرٍّ وفر مع هذه السياسات، إذ تفرض إجراءات جديدة، فيتأقلم ويجد المنافذ، وتفرض إجراءات أخرى فيتكيف من جديد ويجد طريقه لنصرة المؤسسات داخل فلسطين، وهكذا.

 


السؤال

كيف يتعاون الأفراد العاديين لتحقق المؤسسة أهدافها ؟

   

 

 

الإجابة


مرّ جزء من إجابة هذا السؤال في جواب سابق

أما تعاون الأفراد مع مؤسستنا فممكن عبر:

1.  التواصل مع مختلف فروعها للاشتراك في مختلف أنشطتها، وعناوينها موجودة على موقع المؤسسة www.qii.media

 2. الاشتراك في أعمال الروابط المتخصصة التي تنشئها لنصرة القدس، مثل رابطة شباب لأجل القدس وموقعها: www.4quds.com

أو رابطة إعلاميون من أجل القدس وهي قيد التأسيس حالياً.


3.  المشاركة في أنشطة وفعاليات الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 عبر التضامن أو المكاتبة أو المراسلة أو الاشتراك في الأنشطة والمسابقات أو التطوع للإسهام في تنظيم هذه الفعاليات والمناشط.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

حوار مع د. أسامة الأشقر رئيس المكتب التنفيذي للحملة الأهلية لاحتفالية القدس

التالي

التراث الشعبي الفلسطيني ملامح وأبعاد

مقالات متعلّقة

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »