الاعتقال وسيلة الاحتلال الفاشلة لكسر إرادة المقدسيين
الجمعة 12 آب 2016 - 3:07 م 5834 0 مقالات |
علاء عبد الرؤوف
صحفي فلسطيني
شهدت الأسابيع الماضية ارتفاعاً متسارعاً في وتيرة الاعتقال من قبل سلطات الاحتلال ضد المقدسيين، حيث يحاول الاحتلال تفريغ غضبه والتغطية على فشله في كسر إرداة أهلنا في القدس عبر حملات اعتقال واسعة ضد أهالي القدس حالماً بثني المقدسيين عن دفاعهم عن أرضهم ومقدساتهم، متذرعاً بذلك بحجج واهية ليغطي على عدم قانونية تصرفاته التي بالأصل لا يمكن لها أن تكتسب أي صبغة قانونية لأن الاحتلال بالإساس هو فعل غير قانوني.
وتشير الاحصائيات الحقوقية على أن الاحتلال اعتقل أكثر من (5677) فلسطينيًا منذ بداية انتفاضة القدس مطلع تشرين أول/ أكتوبر 2015، منهم مايزيد عن (1872) فلسطينياً من مدينة القدس.
المرابطون والمرابطات الهدف الأول للاحتلال
كما ذكرنا سابقاً فإن حملات الاعتقال الأخيرة تأتي في إطار ردات فعل الاحتلال على صمود أهالي القدس ضد محاولات تركيعهم المتكررة من قبل الاحتلال، الذي يسعى جاهداً لتطبيق التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.
وعند ذكر صمود المقدسيين تطل علينا أسماء وصور المرابطين والمرابطات الذين أعيوا الاحتلال وأفشلوا جهوده المتكررة والماكرة في كسر إرادتهم، "خديجة خويص"، "هنادي الحلواني"، "سحر النتشة"، "دانيا فضيل"، وغيرهم العشرات من المرابطات والمرابطين وحراس المسجد الأقصى الذين تعرضوا هم أيضاً لحملات اعتقال واعتداءات متكررة.
فصمودهم وتحديهم للمستوطنين الذين يحاولون اقتحام المسجد الأقصى بشكل شبه يومي، جعل منهم الهدف الأول للاحتلال الذي ضاعف من إجراءاته الغير قانونية التي لم تستهدف المرابطين وحدهم بل امتدت لتشمل أفراد عوائلهم كما حصل مع المرابطة المقدسية "خديجة خويص" حيث قام الاحتلال باستدعاء واعتقال زوجها ووالدها وابنتها، في محاولة منه لكسر إرداة إحدى أبرز المرابطات في الأقصى، في تصرفات تعكس حجم الخيبة التي يعاني منها الاحتلال.
ناشطو مواقع التواصل على لائحة أهداف الاحتلال
ذكرت تقارير حقوقيقة فلسطينية أن الاحتلال قد اعتقل ما يزيد عن "1872" مقدسياً خلال سبعة شهور وذلك بحجج مختلفة منها التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الاحتلال الأمر الذي يدل على مدى إزعاج نشاط الفلسطينيين والداعمين للقضية الفلسطينية لسلطات الاحتلال، حيث يعتبر ذلك الأمر اعترافاً ضمنياً من قبل الاحتلال على الدور المهم الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في تحشيد الفلسطينيين ضد الاحتلال، فقد شملت الاعتقالات شبان وناشطين وصحفيين منهم الصحفية المقدسية"سماح دويك" حيث تم الحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر بسبب استخدامها كلمتي "شهيد" و"انتفاضة" اللتين اعتبرهما الاحتلال من الكلمات المحرضة على العنف.
هكذا أصبحت منشورات بعض المقدسيين على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تثير الرعب في قلوب الاحتلال، الأمر الذي استدعى الاحتلال لتأسيس فرق خاصة لمراقبة حسابات مواقع التواصل خصوصاً مع نجاح العديد من الحملات الداعمة لانتفاضة القدس والتي أثارت غضب "نتنياهو" رئيس وزراء الاحتلال حيث توعد ناشطيها بالمحاكمة ومحاسبتهم بالفعل كما حصل مع العديد من الناشطين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
فرق خاصة شكلها الاحتلال للاعتقال المقدسيين
لأن حقد الاحتلال ونقمته على أهالي القدس وصل لمرحلة لم يصل إليها من قبل، لم تعد قواته وفرقه الحالية قادرة على تنفيذ حملات الاعتقال المتكررة، مما دفع شرطة الاحتلال لتشكيل وحدة جديدة في مركز التحقيق المعروف باسم "القشلة" في باب الخليل بالقدس القديمة، لتنفيذ اعتقالات المقدسيين "لملاحقة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة"، بالإضافة إلى دعم وحدات المستعربين وذلك سيعاً من الاحتلال لتنفيذ جرائمه.
حرب غير تقليدية يشنها الاحتلال ضد المقدسيين لا يستخدم فيها الأسلحة التقليدية، إنما يستخدم فيها السلاسل والزنازين ضد مدنيين عزّل لا ذنب لهم إلا أنهم رفضوا أن تسلب أرضهم وأن تدنس مقدساتهم أمام أعينهم، حيث أصبحوا بصمودهم شوكة في حلق الاحتلال، مخرزاً في عينه، وما الهجمات الشرسة وحملات الاعتقال المسعورة إلا انعكاساً لنفسية الاحتلال وإحباطه الذي وصل إليه تجاه كسر صمود وتحدي أهلنا في القدس.