"الكارلو" في زمن عزَّ فيه السلاح
الجمعة 7 تشرين الأول 2016 - 11:46 ص 12731 0 |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدولية
طوّر الفدائيون الفلسطينيون نسختهم الخاصة بـسلاح "الكارلو الفلسطيني" واستخدموه بمهارة عالية واتقان بعدة عمليات خلال انتفاضة القدس الحالية، لا سيما عملية رمضان البطولية التي قام بها الفدائيان الفلسطينيان محمد وخالد مخامرة قرب وزارة حرب الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب مساء في 8/6/2016، وتمكن الفدائيان من قتل 4 صهاينة وإصابة 6 بجروح بسلاح الكارلو.
إنه سلاح يدوي بدائي الصنع طوره الفلسطينيون عن رشاش كارل جوستاف السويدي الأصل، وأصبح من رموز المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وسلاحًا فلسطينيًا بامتياز بعد أن طوره الفلسطينيون واستخدموه في الانتفاضتين الأولى 1987 والثانية عام 2000، واعادة الارتكاز إليه في انتفاضة القدس الحالية بكثافة ونجاح أكثر.
يطلق الفلسطينيون علي هذا السلاح لقب "سلاح الفقراء" لأنه يتميز بتكلفته المنخفضة جدًا مقارنة مع الأسلحة المتعارف عليها، حيث يتم تصنيعه محليًا داخل ورش الحدادة أو الخراطة بأدوات بسيطة مثل قطع الأسلحة القديمة أو الأنابيب الحديدية، كما تتوفر ذخيرته بشكل كبير ولا يحتاج لمهارات عالية في استخدامه.
ويُعتبر "الكارلو" -حسب بعض ناشطي الانتفاضة في تعليقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي- سلاحًا مؤثرًا إذا استخدم من مسافة قريبة، لكن هذه المسافة تعتبر من أبرز التحديات التي يواجها هذا السلاح الفلسطيني، لأن مداه المحدود يصل لنحو مئة متر فقط، فضلًا عن حاجة صاحب هذا السلاح للتدرب على استخدامه ومراقبة أدائه في أماكن مفتوحة، وهذا لا يتوفر للفلسطينيين الممنوعين أصلًا من حيازة السلاح في أرض فلسطين المحتلة والتي تخضع لسيطرته ومنظومته الأمنية والاستخباراتية.
وتلاحق سلطات الاحتلال أي شخص يصنع هذا السلاح أو يبيعه أو يشتبه بعلاقته بـ "كارولو"، إذ صادرت قوات الاحتلال في شهر آب من هذا العام جميع معدات الحدادة في المنطقة الصناعية ببيت جالا جنوب الضفة الغربية بزعم محاولة تصنيع بعض الأسلحة المحلية مثل الكارلو.
يعتمد الشبان الفلسطينيون في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على أسلحة ووسائل مختلفة، يندرج بعضها تحت اسم "الأسلحة الشعبية البدائية"، ومنها الحجر والمقلاع والنَّقِيفة في مواجهة جنود الاحتلال المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة.
إن الأسلحة الفلسطينية المحلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة ورغم بدائيتها وبساطتها أمام ترسانة الاحتلال العسكرية المتطورة إلا أنها تشكل حالة من الارباك الأمني الصهيوني وتستطيع إيذاء الاحتلال وازعاجه، لأن الاحتلال غير قادر على مراقبة وتعقب كل شاب فلسطيني غاضب وثائر يفكر بكل الخيارات المتاحة أمامه لمقاومته.