المخدرات في القدس سلاح الاحتلال الأكثر فتكاً
الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 - 3:12 م 9667 0 مقالات |
علاء عبد الرؤوف
صحفي فلسطيني
منذ وصولهم إلى هذه الأرض الطاهرة، لم يترك الصهاينة المحتلون طريقة لإيذاء الفلسطينيين إلا واستخدموها، بدءً من المجازر والإرهاب مروراً بالاعتقال والأسر وليس انتهاء بمحاولة تدمير المجتمع الفلسطيني أخلاقياً وصحياً.
وتماماً كغدر أسلحتهم وفتكها كانت أخلاقهم وطرقهم الملتوية، والتي اعتمدوا فيها على عدة استراتيجيات من قمع واستهداف مباشر إلى محاولات لنشر الأمراض الاجتماعية والأخلاقية إلى نشر المخدرات بأنواعها وأصنافها في سعي خبث لتدمير المجتمع المقدسي من الداخل.
أحياء القدس الشرقية هدفاً دون غيرها
بات واضحاً اليوم أكثر من أي وقت سابق أن الاحتلال يسهل لتجار المخدرات الصهاينة أعمالهم وتوزيعهم للمخدرات على الشباب المقدسيين وحدهم دون غيرهم، حيث أشارت العديد من التقارير الإعلامية إلى أن تجارة المخدرات في القدس تتركز في الأحياء العربية شرقي القدس دون غيرها، حيث الرقابة على تجار المخدرات شبه معدومة في تلك الأحياء مقارنة مع الأحياء الغربية التي يستوطن فيها الآلاف من الصهاينة.
"20" ألف مقدسي مدمن بسبب من الاحتلال
تشير احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد المدمنين التقريبي في مدينة القدس وحدها يصل إلى (20) ألف مقدسي، وهذا ما يعادل ثلث عدد المدمنين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ويرى باحثون أن الاحتلال الذي يزداد تخوفاً يوماً بعد يوم من انخراط شباب القدس بالعمل المقاوم يعمل جاهداً على استغلال الأوضاع المعيشية القاسية في القدس من تضييق على الشباب، وانتشار للبطالة، وتشديد أمني واستهداف متكرر للشباب، وسحب للهويات المقدسية، وحرمان للحقوق، بنشر المخدرات في صفوف الشباب المقدسيين عبر أذرعه المتغلغلة في المدينة.
(500 $) للمدمن المقدسي إن كان أعزباً و(1000$) إن كان متزوجاً
في خطة غاية بالخبث يتبعها الاحتلال الذي يدعي المدنية وخوفه على مصير من هم تحت رعايته، يقدم الاحتلال وفقاً لقانونه ما قيمته (500$) للمقدسي الأعزب و(1000$) للمقدسي المتزوج في حال ثبوت تعاطيه للمخدرات لفترة زمنية معينة.
الأمر الذي يعده المقدسيون تشجيعاً واضحاً ودعماً لانتشار المخدرات في صفوف الشباب المقدسي، وذلك تحت غطاء تقديم المساعدات الاجتماعية.
الاتفاقيات وحماية الاحتلال لتجار المخدرات تكبل جهود المكافحة
يعمل تجار المخدرات في شرقي القدس بغطاء واضح من قوات الاحتلال، حيث تقوم قوات الاحتلال بحماية التجارة من أي جهد شعبي لمنعهم من بيع المخدرات في الأحياء العربية، حيث تقدم شرطة الاحتلال الحماية الدائمة لتجار المخدرات الذين يعملون بوضوح دون أي خوف من الاحتلال، بل وبدعم كامل منه.
يضاف إلى ذلك وقوع أحياء شرقي القدس ضمن المنطقة "ب" وفق الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الأمر الذي يعطي صلاحيات واسعة لشرطة الاحتلال بالعمل في تلك المناطق في تقييد واضح لعمل الشرطة الفلسطينية فيها.
"المخدرات" محاولة صهيونية جديدة لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة
لقد أدرك الاحتلال خطورة تماسك المجتمع الفلسطيني على بقاء مشروعه الباطل على هذه الأرض، كما أنه أدرك أن المجتمع الفلسطيني يشكل حاضنة للمقاومة الفلسطينية التي يسعى لإيقافها بأي شكل من الأشكال، يضاف إلى ذلك إدراكه لفشله في أي مواجهة مباشرة واضحة مع أبناء القدس، لذلك وجد بالمخدرات أملاً لتحقيق غاياته الخبيثة في ضرب هذه المجتمع وتفكيكه، الأمر الذي يضع المسؤولين الفلسطينيين سلطة وفصائلاً بالدرجة الأولى وجمعيات أهلية بالدرجة الثانية وناشطين بالدرجة الثالثة تحت المسائلة عن استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة تلك الجهود الخبيثة والحثيثة من قبل الاحتلال لنشر المخدرات بين أبناء شعبنا عموماً وفي القدس على وجه الخصوص.