نور أم الفحم
الثلاثاء 10 تشرين الأول 2017 - 1:15 م 9371 0 مقالات |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدولية
أُمَّ الفَحم أو كما يدعوها أهلُها أيضًا "بأُم النور" وهي حقًا كذلك، مدينة عربيَّة تقع شمال فلسطين المحتلة على بعد 25 كلم من مدينة جنين، احتلتها قوات الاحتلال عام 1949 وبقي أهلُها فيها ولم يغادروا. ضمتها سلطات الاحتلال لقضاء حيفا، وتُعتبر اليوم ثالث أكبر مدينة عربية -من حيثُ عدد السُكّان- في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
تعتبر مدينة أم النور وأهلها نورًا ينير الأقصى، فهي أحد خطوط الدفاع الأساسية عن القدس والمسجد الأقصى المبارك رغم مسافة 120 كلم بينهما، فالقدس حاضرة بشكل قوي في أولويات أهالي المدينة الذين كرسوا جمعياتهم ومؤسساتهم ونضالهم للدفاع عن القدس والأقصى ورفض الاحتلال ومحاولاته لدمجهم مع "المجتمع الإسرائيلي" وتذويبهم مع الفئة المحتلة، ولهذا تعمل سلطات الاحتلال ومن منطق كيدي على مضايقتهم ومحاصرتهم والتشديد عليهم بسبب مشروعهم الوطني الواعد والمرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ وحضارة فلسطين وأبنائها.
نورٌ من أم النور: الشيخ رائد صلاح
لا يمكن الحديث عن أم النور دون الحديث عن ابنها وأحد أهم الشخصيات الوطنية الفلسطينية الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، والذي ارتبط اسمه بالمسجد الأقصى المبارك، حيث بات معروفًا بـ "شيخ الأقصى"، ويعتبر ومن معه وما يمثله، صورة من نضال الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال ومشاريعه، حيث كرس الشيخ رائد صلاح حياته وأوقاته للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وكان قد تولى منصب رئاسة بلدية أم الفحم ثلاثة مرات متتالية في الفترة الممتدة بين 1989 و2001، ومن ثم تفرغ لرئاسة جمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية والتي تعمل على حماية المقدسات في فلسطين المحتلة وفي مقدمتهم المسجد الأقصى المبارك.
تحريض إسرائيلي جديد على أم الفحم
شنت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في عددها الصادر يوم الثلاثاء (10/10/2017) هجومًا على مدينة أم الفحم، على خلفية إقامة مهرجان تضامني مع الشيخ رائد صلاح في القاعة الرياضية بالمدينة.
وعلقت الصحيفة على المهرجان وعناوينه وفقراته والأعلام الفلسطينية التي علّقت داخل قاعة المهرجان وأداء النشيد الوطني الفلسطيني من قبل الحضور.
ختمت الصحيفة تقريرها الذي وصل عدد كلماته إلى نحو ألف كلمة، لكن محاولات الاحتلال باستهداف أم النور وما تمثله من أحد أطواق حماية المسجد الأقصى المبارك لم تنتهِ بعد، وإن لم يكن هذا التقرير الأول ضد أم النور وأهلها ورموزها ورمزيتها، لكنه بكل تأكيد سيشكل مسارًا جديدًا للاحتلال ضمن مشروع استهداف فلسطينيين الداخل المحتل عام 1948 واستهداف كل أطواق حماية الأقصى المبارك.