شهر أيار: تحديات وفرص لإفشال مشروع الاحتلال في القدس

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 نيسان 2018 - 12:51 م    عدد الزيارات 6335    التعليقات 0     القسم مقالات

        


وسام محمد

صحفي في مؤسسة القدس الدولية

سبعون عامًا مضت على احتلال فلسطين التاريخية التي مازالت صامدة رغم جبروت الاحتلال وجهوده في تغيير هويتها العربية الممتدة لنحو خمسة آلاف سنة، سبعون عامًا من المقاومة والصمود عاشها الشعب الفلسطيني للحفاظ على حق الأمة في فلسطين المحتلة.

 

سبعون عامًا من الاحتلال تسعى الحكومة الإسرائيلية لتتويج هذه العقود  بسلسلة من الاحتفالات التهويدية والنشاطات الاستيطانية في القدس وفلسطين المحتلة، حيث تشهد مدينة القدس المحتلة حالة من التوتر والغضب مع بدء تجهيزات الحكومة الإسرائيلية ومعها الجمعيات التهويدية للاحتفال بالذكرى الـ51 لاحتلال الشطر الشرقي لمدينة القدس والذكرى السبعين لاحتلال فلسطين.

 

حكومة الاحتلال تسعى إلى اظهار مدينة القدس (المدينة العربية التي يسعون لتتوجيها كعاصمة لهم) بوجه يهودي من خلال تزوير وتشويه وتزييف الحقائق وطمس الحضارة العربية واخفاء كافة الشواهد العريقة للمدينة التي تدل على عروبتها وقُدسيتها، وذلك من خلال سلسلة من الأنشطة التهويدية التي ستبدأ منتصف شهر أيار القادم، وعلى رأسها المسيرات التهويدية الاستفزازية التي تجول في البلدة القديمة لمدينة القدس، بالإضافة إلى سلسلة إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال بحق المدينة، فيما كثفت منظمات "الهيكل" المزعوم دعواتها للمشاركة الواسعة في اقتحامات جماعية ومكثفة للمسجد الأقصى في 13 أيار/ مايو القادم وتحقيق أرقام قياسية هذا العام من خلال عدد المقتحمين.

 

ومن المتوقع أن تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقًا شامًا على مدينة القدس وحصار المقدسيين في منازلهم ومنعهم من الخروج، بهدف اتاحة المجال أمام انتهاكات المستوطنين بحق المدينة والمسجد الأقصى المبارك، وبالتالي لا بد من حراك عربي إسلامي لحماية مدينة القدس ومنع الاحتلال من التفرد بتصدير صورة مزيفة عن هوية المدينة للإعلام الدولي والأجنبي لا سيما أن احتفالات الاحتلال تتزامن مع احتفال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وبالتالي اهتمام أجنبي ودولي كبير.

 

وفي المسار الآخر، لا بد من حراك فلسطيني يزعج الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، قوامه المواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي وجنوده ومستوطنيه عند كافة النقاط العسكرية والحواجز ونقاط التفتيش والمدن والمستوطنات الإسرائيلية، وتصعيد المواجهة الشعبية في الضفة الغربية والقدس بهدف فرض واقع أمني يمنع الاحتلال من تمرير مشروعه التهويدي المحلي (احتفالات الذكرى السبعين لاحتلال فلسطين) أو احتفاله الدبلوماسي (افتتاح السفارة)، وبالتالي نحن أمام فرصة يمكن تحقيقها وإفشال مشروع الاحتلال الإسرائيلي أو عرقلته على الأقل خلال هذه الفترة.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

موقف حماس من القدس

التالي

مقبرة باب الرحمة: مقبرة الصحابة في قلب معركة الأقصى

مقالات متعلّقة

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »