الفلسطينيون أعادوا تسليط الضوء على مقدسات الأمة في فلسطين... ماذا عن دور الأمة؟
الجمعة 17 كانون الثاني 2020 - 10:40 م 2277 0 مقالات |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدولية
على مدار العقود السابقة، أبدع الشعب الفلسطيني في عمليات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال استعمال واستحداث طرق متنوعة ومميزة في إرباك الاحتلال وازعاجه وتدفيعه أثمانًا باهظة أجبرته على التراجع عن بعض سياساته أو التراجع والانسحاب من أراضي احتلها بالقوة كما حصل مع قطاع غزة.
وخلال فترة الاحتلال، عانت القضية الفلسطينية في بعض المراحل من تراجع الاهتمام العربي والإسلامي، ما أجبر الفلسطينيين على الابداع في التفكير وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام كما حصل في الانتفاضة الأولى عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000 وانتفاضة القدس عام 2015 ومسيرات العودة الكبرى عام 2018.
واليوم تعاني القضية الفلسطينية من تراجع الاهتمام العربي والإسلامي بسبب ما تعانيه المنطقة العربية، وسط هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وجعله كيانًا طبيعيًا في المنطقة دون الالتفات له كاحتلال قائم بالقوة والإجرام والعنصرية والاعتداءات المتكررة على الأرض والشعب الفلسطيني العربي... وعلى مقدسات الأمة في فلسطين.
لا شك أن مسيرات العودة أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وعلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، لكن هذا الاهتمام وهذا الضوء لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، لا سيما مع استمرار مشاريع الاحتلال التهويدية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والضفة الغربية المحتلة خاصة المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي، ما دفع الفلسطينيين لتسليط الضوء على واقع المسجدين الكريمين المباركين -المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي- ومن خلالهما على كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، من خلال إعادة تصديرهما كمسجدين أساسيين عند المسلمين، وأهميتهما في الإسلام.
حملة الفجر العظيم
وبسبب الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة لا سيما المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي، ومشروع الاحتلال التهويدي بالسيطرة عليهما، وغياب الدعم والاسناد العربي والإسلامي، أطلق الفلسطينيون حملة الفجر العظيم لحث الفلسطينيين لتأدية صلاة الفجر جماعة وبحشود كبيرة في المسجدين صباح اليوم الجمعة 17/1/2020، ولبت الجماهير الفلسطينية الدعوة، وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في صلاة الفجر بأعداد هائلة أربكت حساب مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي الذي ظن أن الفلسطينيين سلموا للأمر الواقع في المسجدين ولإجراءاته العنصرية التهويدية التي يفرضها بقوة السلاح والإرهاب.
وشارك الفلسطينيون داخل وخارج فلسطين -في كافة أماكن تواجدهم- في الحملة وأعادوا التذكير بالمسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي ومكانتهما في الإسلام وارتباطهما بتاريخ الشعب الفلسطيني. ففي غزة الصمود خرج الفلسطينيون بحشود هائلة للمشاركة في حملة الفجر العظيم وتأدية صلاة الفجر في مساجد غزة بمشاهد أعادت الذاكرة لجيل صلاح الدين الأيوبي.
نجح الفلسطينيون مجدّدًا في إعادة تصدير واقع مقدسات الأمة المحفوظة في أرضهم والتي تعاني من اعتداءات الاحتلال المتكررة، ومشروع الاحتلال التهويدي في السيطرة عليها، ويبقى على الأمة أن تتفاعل مع هذه الحملات والرسائل، وأن تبادر لتحمل أمانة الدفاع عن مقدساتها في فلسطين والعمل على حمايتها وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.