من خارج الجدار إلى داخل الأسوار.. ما تطوّرات مشاريع الاحتلال لتهويد القدس؟

تاريخ الإضافة الخميس 25 آذار 2021 - 3:56 م    عدد الزيارات 1264    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، مشاريع تهويدية، تقرير وتحقيق

        


براءة درزي - موقع مدينة القدس l  لا تهدأ وتيرة مشاريع التهويد التي يتحضّر الاحتلال لتنفيذها في الشطر الشرقي من القدس المحتلّة، كجزء من سياسة إحكام السّيطرة على شطري المدينة في محاولة لمحو هويّتها العربية والإسلامية وطمسها حتى تتوافق مع مزاعمه حول هويّتها اليهودية. وفي الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال إلى تنفيذ اثنتين من أكبر وأخطر عمليات التهجير والتشريد في حيّي البستان والشيخ جراح لإحلال مستوطنين محلّ العائلات المقدسيّة وتنفيذ مشاريع استيطانيّة تخدم مصالحهم، أعلنت سلطات الاحتلال عن مشروع لتهويد سطح الخان الذي يعلو أسواق القدس القديمة إضافة إلى اقتحام آليات الاحتلال بلدة كفر عقب الواقعة شمال القدس خارج الجدار العازل والقيام بأعمال تجريف وتخريب بذريعة إنشاء مشاريع "ترفيهية". وبالتزامن مع انتخابات "الكنيست" التي جرت في 2021/3/23، عاد الحديث عن مخططات متعلقّة بالخان الأحمر، فيما أكّد مرشحون تمسّكهم بهدم التّجمّع البدوي وتهجير أهله.

 

 

الاحتلال يسعى إلى بثّ الرواية اليهوديّة فوق سطح الخان 

 

أعلنت بلدية الاحتلال في القدس، في 2021/3/17، عن مخطّط لتهويد سطح الخان، الذي يعلو أسواق العطارين واللحامين والصاغة، عبر إقامة مسار سياحي وحديقة، في مشروع قديم جديد[2] اضطر الاحتلال قبل أعوام إلى تأجيل تنفيذه بعد معارضته من الأوقاف والتجار في القدس القديمة، إضافة إلى عدم وجود تمويل كافٍ له، فيما يرصد له اليوم تبرّع ضخم من رجل أعمال كندي بحوالي 17 مليون شيقل. ويعدّ سطح الخان أحد أبرز مطلات القدس القديمة، وهو متنفّس لأهل القدس ويمارس فيه الشباب والأطفال المقدسيّون النشاطات والألعاب الرياضيّة المختلفة.

 

ووفق الباحث المقدسي إيهاب الجلاد، يستعمل المستوطنون سطح الخان حاليًا للانتقال، مشيًا أو عبر الدراجات الهوائيةـ ما بين "الحي اليهودي" الاستيطاني والبؤرة الاستيطانية "غاليسيا" التي أقامها مستوطنون في الحيّ الإسلامي. ويسعى الاحتلال إلى تهويد سطح الخان لإحكام السيطرة عليه وتكريسه لخدمة المستوطنين.

 

ولا يمكن فصل هذا المشروع عن سياق عمليات التّهويد المستمرة التي يسعى الاحتلال عبرها إلى أن تكون روايته هي المسيطرة في فضاءات القدس كافّة، على الأرض وفوقها وتحتها؛ وهي طريقة لتهويد ما يقع في مجال الرؤية البصرية وطمس الوجه العربي والإسلامي للقدس تحت غطاء مشاريع تخدم رواية الاحتلال.

 

وشجبت الخارجية الفلسطينية المشروع، وقالت في 2021/3/18، إنّه جزء من حرب التهويد التي يشنّها الاحتلال على القدس وأهلها ومقدساتها. وأشارت الخارجية إلى أنّ المشرورع ليس جريمة بمجب القانون الدولي وحسب بل هو استهزاء بالمجتمع الدولي وشرعيّته كذلك.

 

مشاريع "ترفيهية" في كفر عقب

 

في 2021/3/16، اقتحمت جرافات الاحتلال بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، التي عزلها الاحتلال خارج الجدار، وشرعت بأعمال تخريب وتجريف بذريعة إقامة مشاريع ترفيهيّة في البلدة، وترافقت مع أعمال التجريف مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي أطلقت الأعيرة مطاطية والقنابل المسيلة للدموع وأوقعت إصابات في صفوف الشبان الذين تصدّوا لها.

 

وزعمت بلدية الاحتلال في القدس أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن برنامج عمل يهدف إلى تقليص الفجوات القائمة في مجال المباني العامة والمنشآت الرياضية في هذا الحي؛ وقال رئيس البلدية موشيه ليؤون إنّه يسعى لاستثمار الموارد من أجل رفاهية سكان كفر عقب، وزعم تخصيص زيادة في ميزانية تنظيف الحي و"تطويره" إلى جانب أعمال تطوير الملعب والمنشآت الرياضية.

 

وقد عبر شباب كفر عقب عن رفضهم ما يخطّط له الاحتلال، فعمدوا في 2021/3/17 إلى تحطيم المنشآت التي أقامتها طواقم البلدية، ما أجبر قوات الاحتلال على الانسحاب، ثم العودة من جديد لتطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة وتتسبّب بوقوع العديد من حالات الاختناق.

 

ويحاول الاحتلال التغطية بما يسمّيه مشاريع ترفيهية على سنوات من إهماله البلدة وحرمانها من الخدمات التي يفرض القانون الدولي على السلطة القائمة بالاحتلال القيام بها، وقد أدّى هذا الإهمال إلى أزمات متراكمة في البنية التحتية والخدمات المختلفة على الرغم من أنّ المقدسيين في البلدة يدفعون الضرائب لبلدية الاحتلال في القدس. 

 

الخان الأحمر.. تجديد الوعود الإسرائيلية بالهدم والتهجير

 

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 2020/3/22، أنّ جهات إسرائيلية رسمية قدّمت مقترحًا على بدو الجهالين الذين يعيشون في تجع الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، لإخلاء المنطقة، وتهجيرهم إلى منطقة أوسع على بعد بضع مئات الأمتار من موقعهم الحالي، ليبقوا في المنطقة ذاتها بين القدس وأريحا.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على القضية قولها إنّه في حال تم الاتفاق على الاقتراح فسينقل إلى المستوى السياسي من أجل مناقشته ومن ثم إقراره، مشيرةً إلى أنه تم وضع الاقتراح وفق خرائط الإدارة المدنية التابعة للاحتلال وتمّ تحديد المناطق للأسر المقيمة هناك.

 

وكانت محكمة الاحتلال العليا سمحت في عام 2018 بهدم التجمع/القرية، لكنّ رفض الأهالي والضغط الأوروبية لمنع الهدم والتهجير منع الاحتلال من تنفيذ القرار. وفي 2020/11/2، أبلغت النيابة العامة الإسرائيلية المحكمة العليا أن سلطات الاحتلال لا تعتزم إخلاء الخان الأحمر خلال الأشهر الأربعة المقبلة.

 

وطلب نتنياهو في أيلول/سبتمبر 2020 تأجيل مداولات المحكمة العليا بخصوص استئناف مقدّم من جمعية "ريغافيم" الاستيطانية ترفض فيه تأجيل هدم الخان، حتى نهاية الربع الأول من عام 2021، بذريعة انشغال الحكومة بمواجهة فيروس كورونا.

 

وفي 2021/3/21، عشية انتخابات "الكنيست"، أكّد جدعون ساعر (زعيم حزب "أمل جديد" الذي انشقّ عن "الليكود") ونفتالي بينيت (زعيم حزب "يمينا") تأييدهما لتدمير الخان الأحمر وتهجير أهله. 

 

 

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »