تحذيرات من اقتحام الأقصى في شهر رمضان.. ودعوات لإعمار المسجد وصدّ أيّ اعتداء
الخميس 24 آذار 2022 - 4:55 م 1095 0 المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق |
موقع مدينة القدس | بينت تصريحات إسرائيلية أنّ سلطات الاحتلال تتجه إلى السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى في شهر رضمان، وقال وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومير بارليف، في 2022/3/22، إنّه سيسمح للمستوطنين باقتحام الأقصى في شهر رمضان كما هو الحال في سائر الأشهر.
وأضاف بارليف في تصريحات لإذاعة 103 العبرية: "اليهود سيكونون أحرارًا في دخول الحرم القدسي كما هو الحال دائمًا"، مشيرًا إلى أن هناك استعدادات أمنية كبيرة لمنع أي تصعيد خلال الشهر المقبل.
وبالمقابل، صدرت تصريحات تحذّر من خطورة الاقتحامات وتداعياتها، بما تعكسه من إصرار لدى الاحتلال ومنظمات المعبد على استكمال مخططات تهويد المسجد واستكمال تنفيذ الطقوس التلمودية فيه في ظلّ دعوات إلى شد الرحال إلى الأقصى وتكثيف الحضور فيه لإفشال مخططاته ومساعيه.
مفتي القدس يحذر من تداعيات اقتحامات المستوطنين للأقصى في شهر رمضان
حذّر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، من استمرار سلطات الاحتلال، بالسماح لجماعات المستوطنين المتطرفين باقتحام الأقصى.
وقال المفتي العام: إن ما تشيعه سلطات الاحتلال من مخاوف حول حدوث اضطرابات في شهر رمضان المبارك ما هو إلا مقدمة لنيّاتها الخبيثة التي ستنفذها ضد المسجد الأقصى؛ وحذّر من تداعيات هذه الاعتداءات، محمّلاً سلطات الاحتلال عواقب هذه القرارات البغيضة التي تزيد من نار الكراهية والحقد في المنطقة وتؤججها، وتندرج في إطار إطباق السيطرة على المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف: "إنّ المس بحرمة المسجد الأقصى جريمة نكراء، تأتي ضمن مساعي فرض أمر واقع جديد فيه، بما يخالف ما تدعو له القيم الدينية من تحريم المسّ بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة، وما تنص عليه القوانين والأعراف الدولية بخصوص احترام المقدسات، وعدم المس بها أو بأهلها صونًا لحرية العبادة، غير أن سلطات الاحتلال تتنكر لذلك كله، وتستفز مشاعر حوالي ملياري مسلم في العالم، الأمر الذي ينذر بخطر حقيقي، ويستدعي موقفًا عربيًا إسلاميًا جادًا".
الأوقاف: اقتحام المستوطنين للأقصى برمضان سيُؤجج الصراع
قال نائب المدير العام دائرة للأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات إنّ سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الأقصى خلال شهر رمضان قرار عنصري خاطئ، يهدف إلى تأجيج الأوضاع.
وأوضح بكيرات، في تصريح صحفي في 2022/3/23، أن اقتحام الأقصى في شهر رمضان يشكل انتهاكًا صارخا لحرمته، وتعديًا للخطوط الحمراء في انتهاك وتدنيس حرمة المسجد المبارك خلال الشهر الفضيل.
وأضاف أن الأقصى برمضان يشهد وجود أعداد كبيرة من المصلين والمعتكفين لأداء الصلوات، وخاصة خلال صلاتي العشاء والتراويح، واقتحامه يمثل تعديًا على الناس وحرية العبادة، وأيضًا يخلق نوعًا من الاستفزاز، وسيؤجج الصراع.
وأكد أن المسجد حق خالص للمسلمين وحدهم، ولا حق لغير المسلمين بهذا المكان المقدس، وأي دعوات أو قرارات إسرائيلية بالسماح للمستوطنين باقتحامه بالشهر الفضيل إنما هي دعوات عنصرية وغير مسؤولة، نرفضها جملةً وتفصيلاً.
وحذر من أن سلطات الاحتلال بهذا القرار تريد إشعال حرب دينية في القدس، وتأجيج الصراع، لكن أهل بيت المقدس سيدافعون عن مسجدهم، ويتصدون لتلك الاقتحامات الاستفزازية.
وتابع أن هذه الانتهاكات والاقتحامات لحرمة الأقصى تشكل أيضًا تعديًا على الأمة الإسلامية، وهي خطيرة جدًا يجب أن نكون مستعدين لمواجهتها.
وعن آليات مواجهة تلك الاقتحامات، قال بكيرات: "نحن على استعداد تام لاستقبال المصلين خلال الشهر المبارك، وتهيئة أنفسنا لمواجهة تلك الاقتحامات، بصمودنا وثباتنا، وعلى الفلسطينيين تكثيف شد الرحال للأقصى والرباط الدائم فيه".
وأضاف: "نحن نرفض الاحتلال ومشاريعه ومخططاته في القدس والأقصى، ونعمل على مقاومتها"، موجهًا نداء استغاثة للحاضنة الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية بأنه آن الأون للوقوف معنا في مواجهة هذه المخططات".
وأكد بكيرات أن سلطات الاحتلال تريد من خلال الاقتحامات برمضان، أن ترى ردة فعل المقدسيين خاصةً والفلسطينيين عامةً، وقياس مدى الاستعداد للتصدي لها.
ولفت إلى أن الأصوات الإسرائيلية التي تُنادي باقتحام الأقصى تمثل شعارات انتخابية، "فكلما أمعنوا بإيذاء المصلين والاعتداء على المسجد، زادت أصوات اليمين المتطرف الذي يُسير الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي تنم عن أيدولوجية خطيرة لا تعترف بوجود أي بشر على الأرض إلا المحتل".
واعتبر أن السماح باقتحام الأقصى "رسالة تحريضية للجمهور الإسرائيلي على المسجد، بأن عليكم اقتحامه رغم الأعداد الموجودة فيه، وحرية العبادة، وأنه لم يعد هناك شيء يُخيفكم، وأن القداسة الإسلامية للأقصى لم تعد موجودة، بل هناك قداسة يهودية".
هيئة مقدسية تدعو إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والقدس في شهر رمضان
دعت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس في شهر رمضان. وقالت الهيئة في بيان: "شهر رمضان المبارك هو شهر تكثيف الحضور البشري الفلسطيني الغامر في مدينة القدس بشد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك والرابط فيه وفي حي الشيخ جراح وجبل المكبر وفي ساحة باب العامود، وإفشال كل رهانات المحتل على عزل مدينة القدس عن الجسد الفلسطيني الواحد رغم الجراح، شهر رمضان المبارك كذلك هو شريان حياه للقدس إذ فيه تنشط الحركة التجارية والاقتصادية في المدينة وبالذات في بلدتها القديمة، ونتوجه إلى إخواننا تجار مدينتنا بضرورة وضع خطط وبرامج حول كيفية استضافة أبناء شعبنا القادمين للمدينة من مختلف أنحاء فلسطين للرابط فيها والعمل على تخفيض الأسعار وجعلها منافسة كمًا ونوعًا، خصوصًا أنّ المولات والمحلات التجارية الإسرائيلية اعتادت أن تقدم الكثير من العروض والإغراءات لتضيع هذه الحركة الاقتصادية في جيب المحتل، ونتطلع إلى أن تبادر الغرفة التجارية الصناعية العربية ولجنة تجار القدس الشريف بالتنسيق مع اللجان الوطنية والمرجعيات في الداخل الفلسطيني في ما يتعلق بكل الترتيبات الخاصة بالمرابطين والمصلين القادمين للمدينه، بما يسهل عليهم رباطهم ويضمن تحقيق أعلى قدر من الفائدة البلدة القديمة خاصة ومدينة القدس عامة".
"القدس الدولية": ندعو لتوحيد كل الجهود لمنع اقتحامات "عيد الفصح"
قالت مؤسسة القدس الدولية إنّ الأسبوع الثالث من شهر رمضان القادم سيشهد تقاطعًا مع "الفصح العبري"، وقد ثبت بالتجرية من تقاطع المناسبات الإسلامية والعبرية في السنوات الثلاث السابقة أن الاحتلال يتخذها فرصة لفرض الطقوس التوراتية الجماعية في الأقصى؛ ولفرض سمو الهوية اليهودية العبرية على تلك الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما تصدى له المرابطون ومنعوه بصدورهم العارية.
وأشارت المؤسسة، في بيان صادر في 2022/3/15، إلى أنّ المتطرفين يتطلعون لاقتحام الأقصى في "الفصح" بالآلاف على مدى خمسة أيام على الأقل؛ كما يعملون منذ 2015 على محاكاة طقوس "قربان الفصح" أملاً في إدخاله للمسجد الأقصى المبارك.
وشددت المؤسسة على ضرورة حشد كل الطاقات وتوحيد كل الجهود لمنع اقتحامات "عيد الفصح" العبري هذه، والبناء على ما تحقق من إنجاز في 28 رمضان بالرباط ووحدة الصف والإرادة الشعبية الغامرة التي تمكنت في رمضان الماضي من منع الاقتحام وإفشال العدوان.