خلال اللقاء التضامني المصاحب لإطلاق تقرير حال القدس 2022

دعوات لدعم القدس استراتيجيًا ووجوب نصرة المقدسيين قولًا وعملًا



 

كمال الجعبري – موقع مدينة القدس l أطلقت مؤسسة القدس الدولية، الاثنين، 20/3/2023، تقريرها السنوي "حال القدس 2022" وذلك خلال لقاء تضامني مع القدس وأهلها ومقدساتها بمشاركة ممثلين عن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية واللبنانية والأحزاب العربية والإسلامية وبحضور لفيف من الجهات العلمائية.

 

 

وافتتح اللقاء التضامني معالي الوزير بشارة مرهج، القائم بأعمال رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، بكلمة قال فيها: " نجتمع اليوم في هذا اللقاء التضامني لنؤكد وقوفنا إلى جانب أهلنا في فلسطين، وأهل القدس بما يمثلونه من خط دفاع أول، وفي وقوفنا معهم نؤدي جزءًا من دورنا في معركة التصدي نحن وأحرار العالم".

 

خلاصات "حال القدس 2022" 

 

استعرض عقب ذلك، هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية أبرز ما جاء في تقرير "حال القدس 2022" حيث وصف يعقوب المشهد الحالي قائلاً: " نحن الآن في معركة حقيقية وصلت إلى نقطة الصفر من حيث المواجهة، مواجهة بين معسكرين: الاحتلال ومن يدعمه، والشعب الفلسطيني ومن يدعمه ويناصره، وهنا نستذكر الموقف الشعبي الأصيل في مونديال قطر دعماً للشعب الفلسطيني".

 

 

وأشار يعقوب خلال استعراضه لخلاصات تقرير "حال القدس 2022" إلى أنّ استهداف الأقصى خلال فترة رصد التقرير يمكن تلخيصها في 3 عناوين رئيسية، وهي: إيقاظ نزعات المستوطنين المتعلقة بـ "المعبد"، وتكريس أجندة "التأسيس المعنوي للمعبد"، واستهداف الأوقاف والوجود الإسلامي في الأقصى.

 

 

وقال يعقوب: "خلال فترة الرصد لتقرير "حال القدس 2022" لوحظ ارتفاع عدد مقتحمي الأقصى في العام 2022 بنسبة زيادة قدرت بـ 40% عن العام الماضي، إذ بلغ عدد مقتحمي المسجد 48238 مستوطناً".

 

 

وعلى صعيد الاستيطان كما رصده تقرير "حال القدس 2022"، تناول هشام يعقوب توثيقًا للوحدات الاستيطانية المقرة في القدس المحتلة والتي بلغ عددها 18 ألف وحدة.

 

 

دعوات لمضاعفة الجهود للدفاع عن القدس 

 

رحب ياسين حمّود، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية بالحضور في اللقاء التضامني، وقال: "أوجِّهُ التحيةَ باسمِكم إلى أهلِنا في فلسطينَ، الصامدينَ، الصابرينَ، المقاومينَ. وأعلنُ باسمِ هذا الجمعِ الكريمِ تضامنَنا معَ أسرانا البواسلِ الذينَ قرَّروا خوضَ معركةِ الإضرابِ عن ِالطعامِ في بدايةِ شهرِ رمضانَ، ضدَّ تشديدِ اعتداءاتِ الاحتلالِ عليهم، وحرمانِهم من حريتِهم وحقوقِهم، وضدَّ سياساتِ بن غفير المجرمِ ومحاولاتِ إقرارِ قانونِ "إعدامِ الأسرى".

 

 

ووضح حمّود في كلمته خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم، والقدس على وجه الخصوص مطالباً بمضاعفة الجهود فيها، قائلاً: "نحن في مرحلةٍ خطيرةٍ تتطلبُ تصليبَ جبهةِ الحقِّ الفلسطينيِّ والعربيِّ والإسلاميِّ، ومضاعفةَ الجهودِ للدفاعِ عن قدسِنا وأقصانا وقيامتِنا وأهلِنا، وكلَّما اشتدَّتْ صخرتُنا كانَ ذلك أدعى لتحطُّمِ كيانِ الاحتلالِ الذي بدا جليًّا أنَّه بلغَ منَ الوهنِ، والتشرذمِ، والتصدُّعِ ما يجعلُه أقربَ لتتحطمَ مطامعُه على صخرةِ مقاومةِ شعبِنا، وإسنادِ أمتِنا وأحرارِ العالمِ".

 

 

مقاومة التطبيع ودعم المقاومة والرباط 

 

بعد إطلاق التقرير افتتح الكلمات التضامنية الحاج حسن حدرج، عضو المكتب السياسي في حزب الله، ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، والذي وجه التحية للمقاومين في فلسطين والمرابطين في الأقصى، وقال: "باسم قادة ومجاهدي المقاومة في لبنان بكل فصائلها أوجه تحية إجلال وتقدير لأهلنا في فلسطين الذين استطاعوا تحويل القدس والضفة لساحة مواجهة أساسية مع الاحتلال في هذه المرحلة، وحافظوا على غزة كقاعدة للمقاومة، ونحن على يقين بأنّ جذوة المقاومة ستزداد بوجه المحتل".

 

 

واستنكر حدرج انخراط عدد من الدول والأنظمة العربية بالتطبيع، وقال: "بلغ الحال ببعضهم بإدانة عمليات المقاومة، وتعاطفهم مع قتلى الصهاينة ولا يرف لهم جفن على جرائم الاحتلال".

 

 

وأكدْ حدرج في كلمته على أنّ محور المقاومة بكافة مكوناته سيبقى السند الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه ومقاومته، وأضاف: "لن نتخلى عن ذلك مهما زادت الضغوط والتضحيات، وسنبقى مع أحرار الأمة والعالم ملتزمين بمركزية القضية الفلسطينية حتى تحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيوني".

 

 

أمّا فتحي أبو العردات أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، فقد أشار إلى أن هذا اللقاء التضامني الذي نظمته مؤسسة القدس الدولية يأتي في إطار دعم القدس، حيث قال: "القدس ركن أساسي من هويتنا العربية والإسلامية، وبدون القدس لا يمكننا الادعاء بأنّ هويتنا الوطنية والعروبية والإسلامية مكتملة".

 

 

وحيّا أبو العردات المرابطين والمرابطات والأسرى والشهداء، قائلاً: "اليوم الأسرى يخوضون معركة حياة أو موت ووجهوا لنا نداءات للتحرك والدعم، بكل ما نستطيع من قوة، مادياً سياسياً ومعنوياً"، مذكراً بالآية الكريمة و"جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله".

 

 

القدس وفلسطين حاضرة في الوجدان والفعل الشعبي في لبنان 

 

أكدّ أحمد علوان، رئيس حزب الوفاء اللبناني، على الموقف الشعبي اللبناني من القضية الفلسطينية، وقال: "نحن في عهد الصفقات على العهد ثابتون فلا تنازل ولا تفريط والحل الوحيد لتحرير فلسطين الوحدة، وحدة البندقية والمقاومة، وما أُخذ بالقوة لا سترد بغير القوة".

 

 

ونقل رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، علي أبو ياسين، رسالة الجماعة للمجتمعين في اللقاء، إذ قال: "نجتمع اليوم لنقول بشكل واضح أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المحورية، وقضية كل حر في الأمة، فلا ازدهار ونهضة للشرق، ولبنان جزء من الشرق، والمحتل جاثم على أرض فلسطين".

 

 

وأعلن أبو ياسين عن إطلاق هيئة نصرة الأقصى، التي تمثل مكتب العمل الفلسطيني في الجماعة، لحملة "رمضان ينبض بالأقصى" والتي يتقاسم فيها اللبناني مع الفلسطيني رغيف الخبز ليصنعوا من الضعف قوة ورباطاً لحماية الأقصى ودعماً المقاومة.

 

 

وختم أبو ياسين مداخلته بالإشارة لمقولة الزعيم التركي نجم الدين أربكان، والذي قال فيها: " كما كان البحر الأحمر مقبرة لفرعون فسيكون البحر الأحمر مقبرة لبني صهيون".

 

أمّا النائب السابق كريم الراسي، منسق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، فقد أشار إلى أنّ كافة الأحزاب والقوى اللبنانية تختلف على العديد من القضايا في الشأن الداخلي اللبناني ولكنها تتفق على " قضية واحدة مقدسة ولا يمكن لها أن تموت وهي قضية تحرير فلسطين.

 

 

وأضاف الراسي: " نحن مررنا بمرحلة احتلت فيها أراضينا وخلال هذه المرحلة جربنا الكثير من العمل الدبلوماسي ولكننا اكتشفتا أن التحرير لا يتم إلا عبر المقاومة العسكرية وهذا أكبر إنجاز بتاريخ لبنان الحديث".

 

 

وتابع قائلاً: "ما يؤخذ منا غصبًا لا يتم استعادته إلا بلغة القوة وما نراه اليوم من مقاومة في فلسطين هو بداية لتحقيق ما تحقق في لبنان".

 

 

وجوب العمل ضمن استراتيجيا لدعم الجهد الميداني 

 

استنكر أحمد عبد الهادي، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان عدم وجود استراتيجية ممتدة على مستوى الأمة، لمواجهة استراتيجية الاحتلال الخطيرة الممتدة منذ احتلال القدس بشطريها، وفي المقابل لا يواجه هذه الاستراتيجية سوى المقاومة الفلسطينية مدعومة من أحرار الأمة.

 

 

وأشاد عبد الهادي بصمود الفلسطينيين وبمقاومة المقدسيين الذي يشكلون بصدورهم العارية الحاجز الأول دون الأقصى، كما أشاد بحالة المقاومة المسلحة، التي تصاعدت في الضفة مؤخراً، بمشاركة كافة أبناء الشعب الفلسطيني وحدة ميدانية توصل رسالة للمحتل الصهيوني "بأنّ الضفة لنا وسنحررها قريباً".

 

 

وختم عبد الهادي مداخلته قائلاً: "هذه المقاومة التي يجتمع من يريد وأدها ولن يعرف هؤلاء بأن الشعب الفلسطيني قد أخذ قراراً لا رجعة فيه بمواصلة المقاومة".

 

 

ودعا الشيخ أحمد العمري، رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان، ورئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أن يكون دعم المرابطين والمقاومين والمقدسيين غير محصوراً "بالدعم بالكلام والمقال وحسب بل لا بد أن يكون بالساعد والمال والجهاد في سبيل الله".

 

 

وقال الشيخ العمري: "أهل القدس وفلسطين يمثلون رأس الحربة في القضية فهم يقدمون أغلى ما يملكون من الدماء والعلماء والقادة والأبناء والحجر والشجر، فلا أقل من أن نشاركهم في الحد الأعلى من تلك التضحيات".

 

 

 

وشدد الشيخ حسين غبريس، مسؤول العلاقات العامة في تجمع علماء المسلمين في لبنان، على خروج المجتمعين في اللقاء التضامني بإعلان صريح "بأننا نؤمن بعودة فلسطين بالعمل الجهادي المقاوم المسلح وهذه أول خطوة يجب أن نقبل عليها للتضامن مع فلسطين".

 

 

واستنكر الشيخ غبريس مسار التطبيع الذي تنخرط به عدد من الأنظمة العربية والإسلامية، ودعا لرفض كافة أشكال التطبيع مع العدو، واعتبار أي دولة تطبع مع العدو "الإسرائيلي" عدواً بحد ذاتها.

 

 

وختم الشيخ حسن غبريس كلمته قائلاً: "يا شعب كل فلسطين أبشروا وانتظروا وتحضروا لأفواج المقاومين والمجاهدين الذين قرروا الدخول لفلسطين".

 

 

 

وقال محفوظ منور، مسؤول العلاقات الدولية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خلال مداخلته: " القدس ساحة حسم الصراع مع الاحتلال، ويدرك قادة الاحتلال أن الاحتلال العسكري لن يحسم الصراع، ما دام الأقصى خارج سيادتهم وفيه مرابطون يحمونه، وما دام يلهب الثورات".

 

 

وأضاف منور: "الصراع في فلسطين والقدس خصوصاً صراع حضاري ونحن نؤكد على أنّ المشروع الصهيوني في فلسطين رأس حربة المشروع الغربي الموجه ضد أمتنا".

 

 

وأكدّ منور على أنّ القدس شأنها يخص كل عربي ومسلم وكافة المؤسسات وعلى رأسها الدينية معنية بالمعركة لأنها معركة وجود.

 

 

وأشار إلى أنّ المقاومة المسلحة المتنامية في الضفة ميلاد أمل جديد يتجاوز حالة الانقسام ويؤسس لوحدة وطنية فلسطينية تقوم على وحدة الميدان.

 

 

وختم منور مداخلته قائلاً: " ندعو للالتفاف حول المقاومة وحاضنتها لأنها السبيل الوحيد لدحر الاحتلال". 

 

فيما قال، عميد الإعلام في الحزب القومي السوري الاجتماعي، معن حمية: "المشهدية التي رأيناها في التقرير تحتاج لتكثيف الجهود وتعزيز المقاومة مع المحتل الذي لا يفهم إلا لغة الحديد والنار".

 

 

دعوات لدعم مؤسسة القدس الدولية 

 

أشاد عمر الزين، عضو لجنة المتابعة في المؤتمر العربي (متحدون ضد التطبيع) بما تقوم به مؤسسة القدس الدولية من رصد لاعتداءات الاحتلال في القدس والواقع العام للمدينة المحتلة، وطالب المؤسسة بالمباشرة بالعمل على تطبيق خطة الدعم الشامل للقدس التي وضعتها، واضعاً ما يمتلكه المؤتمر من إمكانيات في تصرف المؤسسة لتطبيق الخطة.

 

 

وفي السياق ذاته، وضع طارق عكاوي، رئيس منسقية لبنان في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، كافة إمكانيات المؤتمر في تصرف مؤسسة القدس الدولية للعمل على دعم صمود المقدسيين، والمشاركة في معركة الدفاع عن الأقصى والقدس.

 

 

وأعلن عكاوي عن إطلاق المؤتمر لـ (الاستراتيجية الوطنية)، والتي تهدف لتوحيد جهود الفلسطينيين في الداخل والخارج لدعم صمودهم والتوجه نحو مشروع العودة والتحرير.

 

 

وعرّج عضو المكتب السياسي في حركة أمل، حسن قبلان، على دور المؤسسات البحثية في المعركة مع الاحتلال واستشهد بما حدث في العام 1982، حينما توازت عدوانية القصف "الإسرائيلي" على لبنان مع الهجوم على مركز أبحاث منظمة التحرير ونهبه والاستيلاء على ما فيه من وثائق ودراسات.

 

 

وأضاف قبلان: "ومن هنا أشير إلى ضرورة دعم مؤسسة القدس الدولية لما تقوم به من جهود لتوثيق وتجلية واقع القدس وهو واجب على كافة المكونات في هذه الأمة، فالمؤسسة تكمل ما يقوم به الشهداء في فلسطين والقدس". 

 

 

بين اليوم والأمس 

 

تحدث الشيخ الدكتور بسام كايد رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان في مداخلته عن ما ورد عن المؤرخ الإسلامي ابن شداد نقلاً عن القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي قابل نسوةً من الأكراد قبيل تحرير بيت المقدس، فأعطوه عطوراً من زهور بلادهم لتطهير الأقصى بعد تحريره، وقال تعقيباً على ذلك: "اليوم النساء تعد دماء أبنائهنّ لتطهير الأقصى من دنس الاحتلال".

 

 

 

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »