أمين عام مؤسسة القدس الدولية في حوار مع «السبيل»:

تاريخ الإضافة الإثنين 18 تموز 2005 - 10:03 ص    عدد الزيارات 12526    التعليقات 0    القسم أخبار المؤسسة

        


14-7-2005 في عددها الصادر يوم الأربعاء 12/07/2005 أجرت صحيفة السبيل الأسبوعية الأردنية حواراً مع أمين عام مؤسسة القدس الدكتور محمد اكرم العدلوني، وهذا نص الحوار:

د. العدلوني: علينا ان نعي انّ كل جهد هو دون المطلوب طالما بقيت القدس والمسجد الاقصى في قبضة المحتل

حاوره عبر الهاتف: مالك الذيب

تشهد الساحة المقدسية في الوقت الراهن تطورات سياسية خطيرة لها ما بعدها في التأثير في الواقع السياسي والديمغرافي للمنطقة المقدسة، حيث يقع عاتق التصدي لهذه التحديات الكبيرة على كل قوى الأمة الرسمية والشعبية القريبة والبعيدة.

«السبيل» حاورت رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس العالمية في لبنان الدكتور محمد اكرم العدلوني حول هذا المحور وحول مؤسسة القدس كمؤسسة عالمية تخدم قضايا القدس وكان الحوار التالي:

السبيل: هل تقدمون نبذة عن عمل مؤسستكم، أهدافها وطموحاتها؟

- مؤسسة القدس مؤسسة مدنية مستقلة تضم شخصيات وهيئات عربية وإسلامية وعالمية، غايتها العمل على إنقاذ القدس، والمحافظة على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، في إطار مهمة تاريخية لتوحيد الأمة بكل أطيافها الدينية والفكرية والثقافية والعرقية من أجل إنقاذ القدس عاصمة فلسطين. ونحن نرى في أنفسنا مؤسسة تتعدى البرامج الإغاثية إلى التخطيط المرحلي والاستراتيجي لخدمة المدينة وتأمين حاجات سكانها ومواجهة المخططات الصهيونية لتهويدها ومنع طمس معالمها الحضارية. ومن أجل ذلك نسعى إلى تنفيذ البرامج التي تساعد المدينة وأهلها الصامدين في الداخل، كما نسعى لنشر الوعي الدقيق لطبيعة الصراع مع الصهيونية وخطره على القدس، وتوحيد الجهود والمواقف في خدمة ذلك.

إننا نطمح أن نكون أكبر وأوسع إطار مدني عربي وإسلامي وعالمي، يجمع ويمثل ألوان الطيف الديني والمذهبي والفكري والسياسي والعرقي والثقافي للأمة العربية والإسلامية، وينظم جهودها للحفاظ على الهوية الحضارية للقدس وإنقاذها ودعم أهلها في الداخل والخارج، في إطار مهمة تاريخية هي العمل لتوحيد الأمة على تحرير فلسطين.

السبيل: في الآونة الأخيرة وجهتم دعوة لعدد كبير من الشخصيات العربية والإسلامية للمشاركة في مؤتمر مؤسسة القدس السنوي وقمتم بالاعتذار في اللحظات الاخيرة، ما السبب وراء التأجيل، وهل في نيتكم عقده في مكان آخر؟

- ما تفضلتم به صحيح، فقد قامت المؤسسة بالتحضير بشكل فعّال لمؤتمرها الرابع الذي كان مقرراً عقده في البحرين برعاية كريمة من ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة، ليكون على مستوى المرحلة التي تتطلّب الكثير من الجهد الهادف والعمل الدؤوب في ظل تحديات خطيرة تتعرض لها القدس وفلسطين، وقد وصلت بالفعل تأشيرات الدخول لـ266 مدعّواً ومدعوّة للمؤتمر، وكانت الأمور تسير حسب ما هو مخطط لها، إلى أن جاء الاعتذار الرسمي عن الاستضافة بشكل مفاجىء وفي ربع ساعة الأخير، وعلى الفور قامت المؤسسة بتوجيه رسائل اعتذار إلى الأمناء والضيوف المدعوين للمؤتمر، وقد أكّدنا في هذه الرسائل أن الاستعدادات كانت مكتملة لكن التأجيل جاء لأسباب خارجة عن إرادة المؤسسة، وأننا سنعلن عن زمان ومكان جديدين لانعقاد المؤتمر في أقرب وقت ممكن بإذن الله. ونحن بالمناسبة نوجه شكرنا إلى كل الذين عملوا في التحضير للمؤتمر، ولا سيما نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الإسلامية في البحرين والإخوة في جمعية المنبر الوطني الإسلامي وجمعية مناصرة فلسطين على جهودهم التي بذلوها، ونسأل الله أن تكتب في ميزان حسناتهم.

السبيل: هل لديكم نية لإنشاء فرع لمؤسستكم في الأردن؟ وهل ثمة ما يعوق ذلك؟

- لقد حصلت المؤسسة على ترخيص قانوني في لبنان كمؤسسة دولية يجوز لها فتح الفروع في العالم، وذلك بقرار من الحكومة اللبنانية بتاريخ 15-7-2002، والمؤسسة إضافة إلى مقرها الرئيس في لبنان، والمرخص باعتباره مؤسسة أجنبية، تملك حاليا فرعاً رسميا لها في اليمن، وهي تتعاون مع شخصيات وجهات تقيم معها اتفاقيات تعاون وتمثيل في مختلف الدول العربية والإسلامية.

أما بالنسبة للأردن فإننا موجودون فيه من خلال عدة مؤسسات فاعلة، ونسعى إلى إقامة فرع رسمي لنا، ونتمنى أن تتجاوب معنا الحكومة الأردنية في ذلك.

إن الساحة الأردنية هي الممر الأول إلى فلسطين، وهي الرئة التي يتنفس منها أهلنا في الأرض المحتلة، وصمود أهلنا في القدس في صراع الاقتلاع مع المحتل يتأثر كثيراً بنشاط هذه الساحة وبالدعم الذي تقدمه، ونأمل أن يتصدى الأهل في الأردن على المستويين الرسمي والشعبي لدورهم الهام والمحوري في التحدي الذي تواجهه الأمة ووجودها، وهو تحد نشترك جميعاً في مسؤولية مواجهته والتصدي له، والقدس هي مركزه وعنوانه.

السبيل: هل هناك ضغوطات صهيو-أميركية معينة لاعاقة عمل مؤسستكم؟ ما شكل هذه الضغوطات؟

- المعايير المزدوجة التي تعتمدها الإدارة الاميركية، وتحكم الصهيونية في العديد من قراراتها، تجعل كل من يواجه المشروع الصهيوني تحت دائرة الضغوط، فكيف بالذي يعمل للحفاظ على هوية وعروبة القدس وهي مركز المشروع الصهيوني في العالم؟ لا شك أن الضغوط ستكون كبيرة عليه.

نحن ومنذ اليوم الأول لقيامنا نواجه ضغوطا مختلفة الأشكال، وليس خافياً أن العديد من العواصم العربية والإسلامية لم تسمح أصلاً بقيام مؤتمرنا التأسيسي نتيجة ضغوط أجنبية، وثمة أنشطة كثيرة للمؤسسة أعيقت، وتهمة «الإرهاب» وتمويل الإرهاب أصبحت ثوباً فضفاضاً يفصل على قياس كل من لا يوافق مشروع المحتل الصهيوني مهما كان نوع نشاطه.

بدورها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على إقفال أذرع وجمعيات متعاونة مع المؤسسة في الداخل، رغم النشاط المدني البحت لمؤسسة القدس وللمؤسسات المتعاونة معها. هذه الإجراءات التعسفية تدفعنا لإخفاء بعض الجوانب المتعلقة بمشروعاتنا التنموية والخدماتية رغم ما تقتضيه الشفافية من إفصاح، لكننا لا نعمل في محيط مثالي، والاحتلال يسعى بكل الطرق لإضفاء صفة الإرهاب على كل من يواجه مشروعه.

السبيل: يجري الحديث عن مساع إسرائيلية لعزل مدينة القدس عن بقية الأراضي المحتلة من خلال إقامة الأحزمة الإستيطانية وتسمين المستوطنات، كيف تقرأون ذلك؟

- إن المتابع لما يجري في القدس يدرك بوضوح حجم الخطر المحدق بالمدينة وسكانها ومقدساتها، فالمتطرفون اليهود باتوا أشدّ صلفاً وقرباً من تحقيق أحلامهم إن لم يكن ببناء هيكلهم المزعوم فعلى الأقل بدخول المسجد الأقصى والصلاة فيه وقتما شاؤوا، ومخططاتهم في ذلك جارية على قدم وساق، ومحاولات اعتدائهم على المسجد الأقصى متوالية مطلع كل شهر عبري، فيما تتولى إدارات الاحتلال السياسية والبلدية مهمة تهويد المدينة من خلال التلاعب بحدودها، وإغراقها بالمستوطنين، وتغيير واقعها العمراني والسكاني بوتيرة جنونية لا تعرف المهادنة، إنهم جادون في حسم مصير المدينة لصالحم بأسرع وقت ممكن، وهذا يتطلب منا مشروعا شاملاً للمواجهة تشارك فيه الجماهير والمؤسسات والأنظمة، وكل ما دون ذلك تفريط في القدس سنُسأل عنه أمام الله والتاريخ.

السبيل: كيف تقيمون الموقف العربي - الرسمي والشعبي - إزاء الاستهداف الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك؟

- بالرغم من صدور مواقف رسمية لا تتعدى التنديد، وقيام هبات شعبية تستحق الإشادة، إلا أنه لا بد من التأكيد على أن حماية المقدسات تحتاج إلى برنامج عمل مدروس أكثر مما تحتاج إلى مواقف موسمية وتحركات عاطفية، وطالما أن هذا البرنامج لم يأخذ بعد شكله الفعال فإن كل موقف أو تحرك هو دون المستوى، ولا بد أن نعي جميعاً أن كل جهدٍ هو دون المطلوب ما دامت القدس في قبضة المحتل.

السبيل: هناك محاولات صهيونية لطمس الهوية الثقافية والدينية للمدينة المقدسة، ماهي نداءاتكم؟

- إننا في مؤسسة القدس نقوم بجزء من الواجب من خلال برامج متعددة: صحية، إسكانية، تعليمية، إعلامية، دعوية جماهيرية، إضافة إلى مشاريع المحافظة على المقدسات. وقد فاقت قيمة مشاريعنا الإجمالية المنفذة في القدس اعتبارا من العام 2002 ما كلفته 6,311,270 دولار أميركي، والمؤسسة تأمل في زيادة مساهمتها في خدمة مدينة القدس والتخفيف عن المقدسيين ما يلاقونه جراء الاحتلال الجاثم فوق صدورهم وسياساته المنهجية لاقتلاعهم وإفقارهم وتجهيلهم وذلك من خلال حزمة مشاريع يجري تسويقها خلال العامين 2005-2006.

وعلى الصعيد الإعلامي تقوم المؤسسة برصد ما يجري في القدس وتعمل على فضح ممارسات الاحتلال وزيادة وعي الأمة بقضية القدس والصراع حولها، وهي تعمل على إطلاق ثقافة تحريرية تواجه مشروع المحتل الذي يحاول تزييف الحقائق ويخلق ثقافة تدعي له حقاً تاريخياً في المدينة، ونحن من هنا نقوم بدورنا ونسعى في الشهور القادمة الى إطلاق منظومة من المشاريع الثقافية والمعرفية لتصحيح المفاهيم عن القدس والوصول بها إلى جماهير الأمة، كما ندعو كل المختصين والمهتمين إلى الاشتراك في الروابط الشعبية التي تعمل المؤسسة على إطلاقها كرابطة (صحافيون من أجل القدس) و(أدباء من أجل القدس)، حتى يقوم كلٌّ بدوره في مشروع تحرير تخدمه كل طاقات الأمة.

السبيل: هل لديكم تصور عن المرحلة القادمة ومستقبل الصراع الإيديولوجي المتنامي في القدس؟

- المرحلة القادمة ستكون قاسية جداً، ومن خلال متابعتنا للشأن اليومي الفلسطيني عموما والمقدسي خصوصاً، لا نستبعد حصول تطورات مأساوية بالنسبة للمدينة ومقدساتها، ولا سيما المسجد الأقصى المهدد كل يوم بالتدنيس، وصولاً إلى إقفال جزء منه لصالح «مجانين الهيكل»، فضلاً عن أعمال الحفر المستمرة تحت أساساته. هذا الواقع لا يعني أن علينا أن نستسلم فالقدس لنا وستعود، طال الزمن أم قصر، وإذا كانت الأمة اليوم غير قادرة على ذلك، فلا شك سيأتي اليوم الذي تكون فيه قادرة على اقتلاع الإحتلال وإعادة القدس إلى حضن الامة بعد سنوات الأسر المريرة.

وحتى المستسلمون من أبناء هذه الأمة اليوم لا يشكون في حقيقة أن القدس ستعود للأمة يوماً ما، لكنهم يعتقدون أن هذا اليوم بعيد، وأنه ليس في زماننا الذي تمتلك فيه الصهيونية كل هذه القوة، فالكل يعلم أن هذا اليوم آت، ويرونه بعيداً ونراه قريباً بإذن الله.

 


الكاتب: baksh

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »