طقس ذبح "البقرة الحمراء": ما خطورة نجاحه على المسجد الأقصى؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 آذار 2024 - 6:41 م    عدد الزيارات 392    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيقالكلمات المتعلقة البقرة الحمراء، المعبد

        


موقع مدينة القدس l أعلنت "جماعات المعبد" المتطرفة عن إقامة مؤتمر، يوم الأربعاء 2024/3/27، لمناقشة التحضيرات الدينية لإقامة طقوس ذبح البقرة الحمراء.

 

ويقام المؤتمر في مستوطنة "شيلو" شمال رام الله التي توجد فيها البقرات الخمس التي تم استيلادها بالهندسة الجينية في ولاية تكساس الأمريكية وإحضارها إلى فلسطين المحتلة في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، وتخضع لرعاية خاصة هناك ومراقبة على مدار الساعة.

 

ويتحدث في المؤتمر عدد من الحاخامات الذين يدعون لإجراء الطقوس بعد أن أتمت البقرات الخمس السن الشرعي الأدنى الذي يسمح بإجراء عملية التطهير وهو سنتان وشهران، حيث يشترط أن لا يقل سن البقرات عن هذا القدر ويمكن أن تكون أكبر سنًا.

 

وكان "معهد المعبد" قد نشر في شهر شباط/فبراير 2024 ، في أثناء الحرب على غزة، إعلانًا طلب فيه كهنةً متطوعين لتدريبهم على طقوس التطهر بالبقرة الحمراء، ووضع شروطًا خاصة للمتطوعين، ويفترض أن تتم هذه العملية في قطعة أرضٍ سبق أن استولت عليها هذه الجماعات لهذا الغرض على جبل الزيتون مقابل الأقصى.

 

يذكر أن الموعد المسجل في النصوص الدينية المقدسة لدى هذه الجماعات لذبح البقرة الحمراء والتطهر برمادها هو يوم الثاني من نيسان العبري، والذي يصادف هذا العام يوم 2024/4/10، الذي يتوقع أن يكون يوم عيد الفطر المبارك.

 

"معهد المعبد" والبحث عن البقرة الحمراء

 

في 2022/9/15، أعلن "معهد المعبد" عن وصول خمس بقراتٍ حمراء صغيرة السن إلى فلسطين المحتلة عبر مطار اللد، وهي مرشحة لتحقيق شروط البقرة الحمراء بعدم وجود أي شعرة من لون مختلف، وأن تتجاوز عمر سنتين من دون أي عيب ظاهر ومن دون أن تَلِد أو تُحلب أو تحرُث أو تُجرّ عليها عربة أو تُركب أو تُربط رقبت

 

ويقول تقرير عين على الأقصى الـ17 الصادر عن مؤسسة القدس الدولية، إنّ هذا الإعلان عن البقرة الحمراء هو الخامس في تاريخ "جماعات المعبد" على مدى 36 عامًا من العمل على إيجادها.

 

 

ويأتي الإعلان لاحقًا لبرنامجٍ لزراعة الأجنة دام أكثر من خمس سنوات لم يتمكن من الوصول إلى البقرة المطلوبة، ولذلك لجأ هذه المرة لاستيراد بقرات مرشحة من الولايات المتحدة، بدعم من جماعة مسيحية إنجيلية تسمي نفسها "بناء إسرائيل"، وبرعاية رسمية من وزارة الزراعة ووزارة شؤون القدس الصهيونيتين.

 

ماذا في حال إتمام طقس ذبح البقرة الحمراء؟

 

تقول ورقة صادرة عن مؤسسة القدس الدولية إن البقرة الحمراء تشكل حاجة مركزية عند تيار الصهيونية الدينية و"جماعات المعبد" المنبثقة عنه، إذ إن ذبح هذه البقرة وتطهير اليهود من نجاسة الموتى هو الشرط الحاخامي الذي يمنع اليهود المعاصرين من اقتحام المسجد الأقصى، وذبح هذه البقرة والتطهر برمادها في الطقس التلمودي المسمى "حَطات חַטָּאת" هو المدخل لتطهير هؤلاء اليهود وليحققوا الشرط المطلوب لاقتحام المسجد الأقصى، وحينها فإن عدد مقتحمي الأقصى سيصبح أضعافاً، وسيمسي الطريق إلى تأسيس "المعبد" ممهدًا مع اقتحام آلاف اليهود له بشكلٍ يومي.

 

لقراءة المزيد: الأقصى في رمضان: هل يتجدد الطوفان

 

ووفق الورقة، ينظر تيار الصهيونية الدينية إلى تأسيس "المعبد" على أنه البوابة لتحقيق الشرط الإلهي المطلوب لإرسال المخلص وفق نظرية "أعمال الرب" التي يؤمن بها هذا التيار، أو نسختها الأكثر تطرفًا "توريط الرب"، فإن كل هذا المسعى لتأسيس "المعبد" مصدره تحويل دولة الاحتلال إلى "مملكة الرب" بما يدفعه إلى التدخل المباشر في حركة التاريخ بإرسال المخلص والتجلي بمعجزاته وقدرته بما يحسم الصراع، وهذا يعني أن أتباع هذه الرؤية يرون في ذبح البقرة الحمراء إحدى المقدمات العظمى لتحقيق هذه الرؤية ومجيء المخلص.

 

وبحسب الورقة، فإنّ هذه الطبيعة الفكرية لتيار الصهيونية الدينية الذي يشكل 16% من جماعة المستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة (يقدر عددهم بنحو 1,1 مليون يهودي)، تعني أن أتباع هذا التيار سيصبحون أكثر سعيًا لاستنزال هذا التدخل الإلهي في مجرى التاريخ كلما شعروا بالخطر وباستعصاء مواجهة التحديات أمامهم بالأدوات المادية الأرضية، أي أن معركة طوفان الأقصى شكلت محطة فاصلة ستزيدهم تمسكًا بذبح البقرة الحمراء وبتأسيس "المعبد" وبذبح قربان الفصح ونفخ البوق من المسجد الأقصى، باعتبارها في مجموعها الأعمال التي تجلب المعجزة لتحسم المعركة، وهو نقيض التفكير العقلاني الذي يفترض أن يبتعد عن توسيع رقعة العداء وأن يتجنب المسجد الأقصى كمركز استنزاف للقوة الصهيونية، والواضح أن هذا التوجه الخلاصي بات مؤثرًا ومتغلبًا في القرار السياسي الصهيوني، وربما تزيده الحرب تغلبًا باعتباره الملاذ الأخير لكل الجماعة الاستيطانية الصهيونية في فلسطين.

 

ووفق تقرير عين على الأقصى الـ17، فإنّه في حال نجاح هذه المحاولة الخامسة وإتمام طقس ذبح البقرة الحمراء، فهذا من شأنه أن يساعد في كسر العزلة عن "جماعات المعبد" ومرشحٌ لأن يضاعف جمهورها أربعة أضعاف تقريبًا، وهذا ما يعني أن متوسط الاقتحام اليومي يمكن أن يصل إلى 800 وأن أكبر اقتحام يمكن أن يصل إلى محيط 9000 أما عدد المقتحمين السنوي فمن الممكن أن يصل إلى 200 ألف، وهذا ما يهدد بفرض هوية جديدة على المسجد الاقصى بوصفه مقدسًا مشتركًا، وهو ما يجب أن يُنظر إلى استباقه كأولوية.

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »