مع اقتراب أعياد الميلاد..
قضية بيع وتسريب العقارات الارثذوكسية في القدس متواصلة
الأحد 26 تشرين الثاني 2017 - 8:30 م 4609 0 مشاريع تهويدية، مواقف وتصريحات وبيانات، شؤون المقدسات، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
تصاعدت قضية تسريب الأراضي التابعة للبطريركية الأرثوذكسية في القدس بشكل متسارع، خاصة مع اقتراب أعياد الميلاد المجيدة. وبعد سلسلة مؤتمرات واجتماعات للمؤسسات الأرثوذكسية في محافظة بيت لحم، وعبر مدنها الرئيسية بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، خرجت هذه المدن بقرارات جماعية للمرة الأولى بمقاطعة البطريرك اليوناني ثيوفيلوس في احتفالات الميلاد التي ستشهدها المدينة في السادس من يناير/ كانون الثاني من العام المقبل حسب التقويم الشرقي الذي يتبع اليونان.
فقد اعلنت الجمعية الخيرية الوطنية الأرثوذكسية وكافة المؤسسات الأرثوذكسية في مدينة بيت لحم، التزامها بوثيقة الشرف التي وقعت عليها الى جانب كافة المؤسسات الأرثوذكسية في الوطن وكذلك بقرارات المؤتمر الوطني الأرثوذكسي واجتماع المجلس المركزي الأرثوذكسي وأعضاء من لجنة المتابعة وممثلي المؤسسات الأرثوذكسية في كافة أرجاء الوطن.
وأكدت على الالتزام بكافة مخرجات المؤتمر والاجتماعات التي تم ذكرها وأهمها المقاطعة الشاملة والكاملة للبطريرك أو من يمثله في احتفالات الميلاد في مارالياس وساحة المهد، على أن يتم تنظيم احتفال شعبي خاص بجماهير الشعب الفلسطيني بعد دخول الموكب الى كنيسة المهد.
كما أعلنت لجنة وكلاء كنيسة الآباء الأجداد الأرثوذكسية في بيت ساحور أنها وبعد لقاء أبناء الرعية الأرثوذكسية وسماع رأيهم في موضوع دعوة البطريرك ثيوفيلوس إلى عيد الكنيسة كما هو معتاد في هذا الوقت من كل عام، قررت عدم دعوة البطريرك ثيوفيلوس، واقتصار عيد الكنيسة على أبناء مدينة بيت ساحور، على ان تقوم الاحتفالات بمشاركة مجموعة كشافة النادي الأرثوذكسي العربي في بيت ساحور وعمل غداء على شرف كهنة وجوقة الكنيسة وتكريمهم.
وقررت كذلك رفع كتاب توصية إلى اللجنة الرئاسية للإسراع في عملية انتخاب المجلس المختلط ليأخذ الدور المنوط به حسب قانون البطريركية الأرثوذكسية المقدسية المعروف باسم 27/ 1958 و"دعت لجنة وكلاء الكنيسة جميع أبناء وبنات الرعية للمشاركة في احتفالات عيد الآباء الأجداد واحتفالات إنارة شجرة الميلاد في بيت ساحور وكافة فعاليات وأنشطة الكنيسة بمناسبة عيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح".
من جهتها، قررت الهيئات الإدارية لمؤسسات مدينة بيت جالا، عدم استقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس نيقولاوس، ودعته إلى عدم زيارة المدينة بهذه المناسبة التقليدية السنوية، التي تسبق احتفالات الرعية الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته مؤسسات المدينة في مقر جمعية الإحسان، وشاركت فيه المجموعة الكشفية الأرثوذكسية والنادي العربي الأرثوذكسي ولجنة وكلاء الكنيسة وجمعية دار الشيوخ والمركز البلدي، وجمعية الإحسان الخيرية وبيت القديس نيقولاوس ومؤسسة رعاية الطفل.
وهي مجموع المؤسسات التي تقرر برنامج احتفالات عيد الميلاد المجيد.
واتفق المشاركون في الاجتماع على عدم دعوة البطريرك ثيوفيلوس للمشاركة بعيد القديس نيقولاوس في التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وعدم المشاركة بأي احتفالات يشارك فيها، بسبب تورطه في بيع وتسريب أملاك الوقف العربي الأرثوذكسي في القدس ويافا وحيفا وقيساريا وطبريا ومار الياس والطالبية والطور وغيرها من المناطق في أنحاء فلسطين التاريخية.
من جهته قال عيسى رشماوي الصحافي والناشط في القضية الأرثوذكسية إن أهميّة قرارات مقاطعة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، وعدم دعوته إلى المناسبات الخاصّة في كل بلدة فلسطينية، لا تكمن في التأثير على مواقفه أو الضغط عليه من أجل النزول عند مطالبات الرعيّة وحسب، بل تتعدّى ذلك لتكون أكبر وسيلة للتوعية الأرثوذكسية والوطنية لأفراد الرعيّة.
واعتبر، في تصريحات صحفية، أن هذه القضيّة، الّتي بدأ النّضال من أجلها منذ قرنٍ وأكثر، فشلت دوماً في الحصول على التأييد الشعبي الكامل، رُغم وضوحها وبروز الظلم فيها خاصّة على المطارنة والآباء العرب، ما جعلها قضيّة انتفاضات موسميّة، يتلاشى بريقها لعدم وقوف الجميع وِقفة رجل واحد، لكن الآن، فإن هذه المقاطعة الشاملة، ستجبر الجميع على التساؤل: "ما الذي يحصل؟"، والإجابة لن تكون هذه المرّة من بضعة محتجّين يحملون لافتات بعنوان "غير مستحق"، بل ستكون الإجابة في كل زاوية من أروقة المؤسسات الأرثوذكسية والوطنية، من نوادٍ ومجموعاتٍ كشفية وجمعيّات خيرية وغيرها. واعتبر أن "القضيّة أبعد من ثيوفيلوس كثيراً، وتكمن في قوانين وُضعت لتُحصّن نفسها بنفسها، لذا فهي تحتاج إلى نفسٍ طويل، وسياسات مُحنّكةٍ في النضال".