القطار السريع .. مشروع تهويدي في القدس وإعلام إسرائيلي موجه
الجمعة 20 كانون الأول 2019 - 9:29 ص 1760 0 شؤون مدينة القدس، مشاريع تهويدية، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
خاص موقع مدينة القدس
إعداد وسام محمد
افتتح وزير النقل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، يوم الأربعاء، مشروع القطار الحديدي التهويدي الذي يربط بين تل أبيب والقدس المحتلة، بتكلفة وصلت إلى نحو 2 مليار دولار أمريكي.
في خبايا المشروع الكثير من التفاصيل التهويدية التي تستهدف هوية القدس وكل القرى والمدن الفلسطينية التي يمر فيها القطار وصولًا إلى تل أبيب المحتلة.
المشروع بدأ عام 1996، وكان من المقرر افتتاحه عام 2008، لكن أسبابًا عديدة –تقنية وأمنية- أدت إلى تأخير الافتتاح حتى اليوم، رغم أن المشروع لم ينته بعد، وإنما اقتصر الافتتاح على جزء منه.
الاحتلال احتفى بهذا المشروع على أنه مشروع العام، ونشر في الإعلام الإسرائيلي والعالمي فوائد وإيجابيات المشروع على المستوى الاقتصادي والفني والتكنولوجي، مؤكدًا أنه سيسهم في تخفيف مدة السفر من تل أبيب المحتلة إلى القدس المحتلة كذلك، وأظهر في الخبر الرئيس الموزع على وكالات الأنباء والمواقع الإعلامية مميزات المشروع والوقت المستغرق للرحلة.
في المقابل، اعتبرت أوساط فلسطينية أن المشروع يهدف إلى تكريس الاحتلال في مدينة القدس وتكريس القدس كعاصمة له لا سيما بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالدو ترمب بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما بدا واضحًا في السياسات الإعلامية التحريرية لمؤسسات الاحتلال ووسائل إعلامه.
الإعلام الموجه .. قناة مكان الإسرائيلية
نشرت قناة مكان الإسرائيلية – وهي قناة إسرائيلية ناطقة باللغة العربية- تقريرًا مصورًا عن المشروع أكدت فيه بدء العمل بأول رحلة من القدس المحتلة إلى تل أبيب وبالعكس مساء يوم السبت، تحت عنوان " القطار السريع بين العاصمة وتل أبيب يبدأ مشواره الأول بعد أيام" أعده الصحفي الإسرائيلي زكي بنحاس، ويسرد فيه أهمية المشروع مشدّدًا على استخدام وصف العاصمة للقدس المحتلة، وهنا يبرز دور الإعلام الإسرائيلي الموجه في تدشين المشاهد العربي على أن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
هنا يبرز أهمية العمل الإعلامي العربي الفلسطيني الاستراتيجي في صد هذه الحملات السياسية الإعلامية التي تستهدف هوية مدينة القدس المحتلة والتأكيد على عروبة المدينة لتبقى كذلك في عقل الجيل القادم الذي من المؤكد أنه لن ينسى أن القدس كانت وستبقى إلى يوم التحرير مدينة فلسطينية عربية عاصمة لهذا الوطن.
وفي مشروع تهويدي مشابه، نشرت مؤسسة القدس الدولية ورقة بحثية حول مشروع التلفريك التهويدي أظهرت فيه الأثر التهويدي على مدينة القدس برمزيتها الدينية والتاريخية وفرادة الإرث الإنساني المخزون في معمارها ونسيجها، وقالت المؤسسة :" يسعى المشروع إلى تخريب أفق البلدة القديمة، وتهميش التاريخ الماثل في شوارعها وأبنيتها ومقدساتها لمصلحة الرواية التاريخية الصهيونية المصنّعة في المراكز التهويدية والأنفاق إضافة إلى تشكيل عنصر طردٍ لأهل سلوان، وهو أخطر مشروعات تغيير هوية المدينة منذ احتلالها".
مشاريع تهويدية متنوعة يسعى الاحتلال إلى تنفيذها في فلسطين والقدس المحتلة على وجه الخصوص بهدف تكريس المدينة كعاصمة له مرتبطة بالمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 لا سيما مدينة تل أبيب حيث مطار بن غوريون الذي يستقبل السياح والوافدين إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.