اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، 29 حزيران/يونيو 2021 بلدة سلوان، وسط القدس المحتلة، تمهيداً لهدم منازل في حي البستان بعد انتهاء مهلة الهدم الذاتي التي حددتها بلدية الاحتلال لأصحاب 13 منزلًاً في الحي.

وأفادت مصادر محلية بأنّ أكثر من 40 مركبة عسكرية وجرافة تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، اقتحمت حي البستان، وسط بلدة سلوان.

وأشارت المصادر إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قد فرضت حصاراً على حي البستان بشكل كامل.

وذكرت مصادر مقدسية أنّ الاحتلال حاصر محلًا تجاريًّا يعود للمواطن نضال الرجبي في حي البستان بسلوان، وشرعت جرافاته في هدمه.

وأوضحت المصادر أنّ التكبيرات علت في سماء سلوان من المساجد والمنازل رفضاً لسياسة الهدم، وتعالت الدعوات لشد الرحال إلى الحيّ للدفاع عنه.

وقمعت قوات الاحتلال أهالي سلوان واعتدت عليهم بشكل وحشي، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام والرصاص المطاطي بالتزامن مع عملية الهدم، ومنعت الأهالي والصحفيين من الوصول لمكان هدم المحل التجاري.

وأوضح الهلال الأحمر بالقدس، أنّ 4 مواطنين مقدسيين قد أصيبوا خلال قمع الاحتلال للأهالي بسلوان، منهم 3 إصابات بالغاز، وإصابة بالرصاص المطاطي نقلت إلى المستشفى.

وكان المواطن نضال الرجبي قد قال سابقا إن محل والده التجاري ضمن المحلات التي أمهلت فترة الـ 21 يوم لهدمها ذاتياً، ومن المتوقع أن يتم هدمه في أي لحظة من قبل جرافات الاحتلال.

وبيّن الرجبي أن عائلته المكونة من 9 أفراد مهددة بالتهجير، مشدداً على إصراره على الصمود في القدس حتى لو تم هدم منزله فسيعيش في خيمة ولن يترك الأرض المقدسة فليس هناك عنها أي بديل.

ويرى الرجبي أن حكومة الاحتلال بهذه التصرفات تريد أن تحيل حياة المقدسيين إلى كابوس لكي تدفعهم إلى الهجرة وتركها لقمة سائغة للمجموعات الاستيطانية".

وأردف: "الهدم الذاتي خطأ كبير لأن الاحتلال يريد أن يسوق لنفسه أنه حضاري، والخسارة التي قد نتكبدها في حال هدم الاحتلال محالنا وبيوتنا كبيرة ولكن الخسارة الأكبر أن نستسلم لتهديدات الاحتلال".

وتابع الرجبي: "هم يطلبون منا أن نهدم بيوتنا بأنفسنا، أنا لست أعلم أي مبدأ وأي دين يجعل شخص يقتل نفسه، إذا فرض علينا الهدم الذي يوازي الموت فليقتلنا الاحتلال ولن نقتل أنفسنا".

وختم نضال الرجبي كلمته قائلاً: "لن يستطيعوا كسرنا فهناك، ضريبة من الصمود وهذا جزء منها ومهما حاولوا لن نلين ولن نستكين".