02 - 08 أيار/مايو 2018
الأربعاء 9 أيار 2018 - 12:56 م 7036 1734 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
02 - 08 أيار/مايو 2018
مع اقتراب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الكشف عن تفاصيل "خطة السلام الأمريكية"
والعرب تطبيع فاضح من قلب القدس المحتلة
أصبح التهويد وتفاصيل خطط واعتداءات الاحتلال ثابتًا لا يتغير أبدًا، فخلال الأسبوع الماضي تابعت أذرع الاحتلال اعتداءها على مقبرة باب الرحمة في محاولة لاقتطاع أجزاء منها، وعلى الصعيد الديموغرافي أظهرت معطيات حديثة تنامي الهجرة العكسية للمستوطنين من القدس، وهو ما يؤكد فشل إجراءات الاحتلال في جذب المزيد من المستوطنين إلى المدينة المحتلة. ومع اقتراب نقل السفارة الأمريكية، بدأت غواتيمالا تحضيراتها لافتتاح سفارتها في القدس، وبدأ الكشف عن تفاصيل "خطة السلام الأمريكية" التي تقضي بتسليم عدد من الأحياء في المدينة المحتلة إلى السلطة الفلسطينية. وخلال الأسبوع كشفت مشاركة الإمارات والبحرين في سباق للدراجات الهوائية في القدس، عن المدى الذي وصل إليه التطبيع مع الاحتلال، الذي يتخذ صورًا أكثر استفزازية ووضوحًا.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتابع سلطات الاحتلال الحفريات أسفل منطقة وادي حلوة في سلوان جنوب المسجد الأقصى، وأفاد مواطنون بأن هذه الحفريات تتسبب بإحداث تشققات وتصدعات، بالإضافة إلى انهيارات أرضية في المنطقة، وتتجه هذه الأنفاق أسفل المنطقة باتجاه المسجد الأقصى وساحة حائط البراق.
وفي سياق الاعتداء على مقبرة باب الرحمة، تابعت "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية في 2/5، اعتداءاتها على المقبرة، عبر وضع جدار حديدي بين المنطقة التي تريد السيطرة عليها وباقي أرجاء المقبرة. وفي 3/5، تابعت أذرع الاحتلال أعمالها التهويديّة في المقبرة، بحماية من حرس الحدود، حيث قامت بقلع بعض الأشجار وتحطيم عددٍ من القبور.
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، مع اقتراب شهر رمضان، والتحضير لاستقبال الآلاف من المصلين خلال الشهر الفضيل، ففي 3/5 اقتحم 63 مستوطنًا الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال، وفي 8/5 اقتحم 97 مستوطنًا باحات الأقصى. وقد نشرت "منظمات المعبد" وسم "ألفان في يوم القدس"، بهدف تكثيف الاقتحامات بشكل تدريجي لتصل إلى ألفي مستوطن يقتحمون الأقصى، خلال ما يسمى "ذكرى توحيد القدس" التي يحتفل بها الاحتلال بمرور 51 عامًا على احتلال كامل المدينة.
وفي سياق فرض تحكم الاحتلال بأبواب المسجد، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط مصور يظهر منْع أحد عناصر الاحتلال أمام أبواب الأقصى، لطفلة مقدسية من دخول المسجد، بسبب كلمة "فلسطينية" المكتوبة على حقيبتها.
التهويد الديمغرافي:
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن استهداف منازل الفلسطينيين، ففي 7/5 أجبرت سلطات الاحتلال عددًا من المواطنين من قلنديا، على هدم أجزاء من منازلهم بأيديهم. وفي 8/5 هدمت جرافات الاحتلال محطة وقود في بلدة العيسوية.
ومع ما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات لجذب المستوطنين للسكن في القدس المحتلة أو المستوطنات الضخمة التي تحيطها، كشف "معهد القدس لأبحاث إسرائيل" عن ارتفاع "الهجرة السلبية المعاكسة" لليهود من مدينة القدس المحتلة، رغم ما تقوم به سلطات الاحتلال لتغيير الواقع الديمغرافي في المدينة، بهدف الحفاظ على الأغلبية اليهودية فيها، مقابل تقليص الوجود العربي. وبحسب المعطيات ففي عام 2016، وصل نحو 9800 مستوطن إلى المدينة المحتلة، بينما غادرها 17700 مستوطن آخر، وفي العام نفسه، بلغت نسبة المستوطنين اليهود من مجمل السكان في القدس المحتلة 64%، مقابل 38% من الفلسطينيين.
قضايا:
متابعة لقرار بعض الدول الاحتذاء بالقرار الأمريكي، ونقل سفارات بلادها إلى القدس المحتلة، بدأت غواتيمالا في 1/5 بعملية نقل سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة. وستجري مراسم رسمية لتدشين سفارتها الجديدة في 16 أيار/مايو الجاري، بعد افتتاح مبنى السفارة الأمريكية في المدينة المحتلة. على أن يشارك في الافتتاح رئيس غواتيمالا جيمي مورالس في مراسم الافتتاح، بعد يومين على الافتتاح المقرّر للسفارة الأمريكية.
وفي إطار افتتاح السفارة الأمريكيّة، وضعت سلطات الاحتلال في 7/5 لافتات إرشادية على الطرق المؤدية لمبنى السفارة، تمهيدا لافتتاحها الأسبوع القادم، وفي 8/5 أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات بأنه سيطلق اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الساحة المجاورة لمقر السفارة الأميركية في القدس المحتلة. وتعتبر هذه الساحة إحدى الساحات المركزية في المدينة وتقع عند تقاطع شارعيّ "دافيد فلوسر" و"كفار عتصيون" في حيّ "أرنونا" الذي سيكون مقر السفارة فيه.
تظل انتفاضة القدس والعمليات التي تجري خلالها، واحدةً من أكبر المخاوف التي تواجه الاحتلال، ومع الدعوات المتكررة منذ انطلاقتها لإيقاف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية في 3/5 بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أحبطت 40% من الهجمات المخطط لها ضد أهداف إسرائيلية، وبأنها ساهمت في "كبح المظاهرات الفلسطينية والحفاظ على النظام العام في الضفة الغربية". وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الاحتلال الأمنية تقدم لنظيرتها الفلسطينية معلومات تساهم في حصار حماس، ومواجهتها في الضفة الغربية، بالإضافة لتشجيع الولايات المتحدة على تدريب وتطوير قدرات الأجهزة الفلسطينية الأمنية. وتشير هذه المعيطات لعمق التبعية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، وعدم استجابتها للمطالب الشعبية الفلسطينية في ملف حساس، يلقي بظلاله على الفلسطينيين أولًا، من خلال القتل والاعتقال وغيرها.
التفاعل مع القدس:
ترتفع وتيرة الانزياح العربي إلى التطبيع مع الاحتلال، وتتخذ صورًا مستفزة بالشكل والتوقيت، فخلال سباق للدراجات الهوائية "جيرو دي إيطاليا" الذي انطلق من القدس الحتلة، شارك في السباق فريقان عربيّان من دولتي الإمارات والبحرين، وتنظم سلطات الاحتلال السباق ضمن فعاليات احتفالها إقامته بذكرى "إقامتها الـ70"، ويشتمل بالإضافة إلى المرحلة في القدس المحتلة، إلى مرحلتين في المناطق المحتلة عام 1948، ومرحلة تتجه من حيفا إلى "تل أبيب". ووصف مقدسيون مشاركة الفرق العربية بأنها خطوة مستفزة، في وقت تتعرض له القدس والمقدسيون لحملات تهويديّة قاسية، وتأتي هذه المشاركة بعد معارضة حركة المقاطعة العالمية BDS، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #اسحبوا_دراجاتكم، لكن الإمارات والبحرين لم تلقيا بالًا لهذه الاحتجاجات. ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة ستشكل مقدمة لمشاركات عربية أخرى ومتزايدة، والتي تأتي ضمن سياق الحل الأمريكي الشامل للقضية الفلسطينية، وجعل وجود دولة الاحتلال في المنطقة وجودًا طبيعيًا.
وفي سياق هذه الخطة الأمريكية التي يعمل عليها ترمب، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن بنود جديدة في "خطة السلام الأمريكية"، تتضمن نقل إدارة أربعة أحياء في الشطر الشرقي من القدس، من سلطات الاحتلال إلى السلطة الفلسطينية. حيث سيتم نقل شعفاط، وجبل المكبر، والعيسوية، وقسم من أبو ديس إلى السلطة الفلسطينية، ما يؤهلها لتصبح "عاصمة فلسطين". وبحسب دبلوماسي فرنسي لصحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن: "إن خطة ترمب تشمل إقامة دولة فلسطينية موزعة على أنقاض 40% من الضفة الغربية، وستكون شرقي القدس (الأحياء الأربعة) عاصمة لها. ومن المحتمل أن يكون نقل الأحياء في القدس للسلطة الفلسطينية هو المرحلة الأولى من تطبيق الخطة الأمريكية".