16- 22 أيار/مايو 2018
الأربعاء 23 أيار 2018 - 12:41 م 7082 1696 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
16- 22 أيار/مايو 2018
أسبوع افتتاح "البؤر الدبلوماسية" في القدس المحتلة ورمضان القدس تهويدٌ واقتحامات
شهدت القدس المحتلة خلال هذا الأسبوع افتتاح بؤر دبلوماسية جديدة، حيث افتتحت كل من غواتيمالا وباراغواي سفاراتها في المدينة المحتلة، وكشفت المعلومات عن عمل الولايات المتحدة مع دولة الاحتلال على دفع مزيدٍ من الدول لافتتاح سفاراتها. وتأتي هذه التطورات مع استمرار اعتداءات الاحتلال في القدس المحتلة، فمن الاقتحامات شبه اليومية في المسجد الأقصى، وصولًا لاستهداف الفلسطينيين في المناطق المحتلة، هي حلقات متفرقة من سلسلة التهويد التي تقوم به الاحتلال، وتسعى من خلاله تحويل القدس المحتلة إلى مدينة يهوديّة المعالم والسكان.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتابع سلطات الاحتلال اعتداءاتها على مقبرة باب الرحمة، ففي 21/5 استأنفت طواقم "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية عملها للسيطرة على جزء من مقبرة باب الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي من المسجد الأقصى، وستخصص المساحة المقتطعة لإقامة حدائق تلمودية، ويشير مراقبون إلى خطورة هذا الاعتداء، فإضافة لمكانة هذه المقبرة ستشكل انطلاقة لاعتداءات جديدة بحق الأقصى، خاصة في سياق التقسيم المكاني للمسجد.
وفي سياق اقتحامات الأقصى، تستمر الاقتحامات بشكلٍ شبه يومي، ففي 16/5 اقتحم المسجد نحو 104 مستوطنًا بحماية من شرطة الاحتلال. ومع حلول شهر رمضان المبارك وضعت سلطات الاحتلال قيودًا عمرية على سكان الضفة للمشاركة في صلاة الجمعة، فلم تسمح إلا للرجال فوق سنّ الـ 40 عامًا. وفي اليوم الأول من رمضان في 17/5 اقتحم عشرات المستوطنين باحات الأقصى، بمشاركة أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال وعناصره الأمنية. ومع حلول "عيد الشفوعوت" تصاعدت الاقتحامات، ففي 20/5 اقتحم 287 مستوطنًا المسجد الأقصى، وفي اليوم الثاني من العيد اليهوديّ اقتحم المسجد 184 مستوطنًا من بينهم 30 طالبًا يهوديًا.
قضايا:
بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، تعمل الولايات المتحدة على الدفع بعددٍ متزايد من الدول لنقل سفاراتها إلى القدس، فقد كشفت الإذاعة العبرية في 17/5 أنّ الإدارة الأمريكية تجري اتصالات مع العديد من الدول لحثها على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، وبحسب الإذاعة تعمل كل من واشنطن و"تل أبيب" بشكل متواصل لتحقيق هذ الهدف.
في 16/5 افتُتِحت بشكل رسمي سفارة غواتيمالا في مدينة القدس المحتلة، وشارك في الافتتاح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس غواتيمالا جيمي موراليس. وفي 21/5 افتتح رئيس دولة باراغواي هوراسيو كارتيس سفارة بلاده في القدس المحتلة، وألقى كارتيس كلمةً خلال حفل الافتتاح وصف فيه يوم نقل سفارة بلاده إلى القدس بأنه "تاريخي وعظيم"، وألقى نتنياهو كلمة خلال الحفل واصفًا رئيس الباراغواي بأنه "صديق مخلص للدولة العبرية".
وفي متابعة لما يسمى بالخطة الأمريكية للسلام، نشر موقع "ديبكا" العبري بأن الإدارة الأمريكية ستعلن عن الخطة منتصف الشهر القادم، وبحسب الموقع قام ترمب بمناقشة الخطة مع عددٍ من المسؤولين العرب، من بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. بالإضافة لاتصالات مع عددٍ من الشخصيات الفلسطينية التي تقيم في الخارج لإقناعها بتبني الخطة، وعلى رأسهم محمد دحلان.
وتتضمن الخطة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة على نصف الضفة الغربية وعلى كل قطاع غزة، وحول موقع مدينة القدس في بنود الخطة التي نشرها الموقع:
تنضم الأحياء العربية في الشطر الشرقي من القدس إلى الدولة الفلسطينية، باستثناء البلدة القديمة، التي ستكون جزءًا من "القدس الإسرائيلية".
تتشارك فلسطين والأردن المسؤولية الدينية عن الأماكن الإسلامية المقدسة في مدينة القدس.
وفي سياق الانحياز الأمريكي إلى جانب الاحتلال، نشرت القناة الإسرائيلية العاشرة في 22/5، صورة تظهر السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال ديفيد فريدمان وهو يتسلم صورة لمدينة القدس يظهر فيها "المعبد" وقد بُني مكان المسجد الأقصى المبارك، وبرزت تعليقات عن سرور فريدمان عند تلقيه الصورة، وبأنها إشارة للمرحلة الخطيرة القادمة على القدس والأقصى.
التفاعل مع القدس:
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 17/5، قادة الدول العربية والإسلامية إلى تشكيل جبهة لحماية فلسطين ومخاطر تصفية قضيتها. وطالب هنية في رسالته القادة باتخاذ موقف حازم وقوي يضع حدًا للانحياز الأمريكي الفاضح للاحتلال. وأكّد هنية ضرورة رفض كل القرارات التي تنتقص من الحقوق والثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس "عاصمة" للاحتلال، والوقوف ضد كل محاولات بعض الدول للتساوق مع نهج الإدارة الأمريكية في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وشارك آلاف الأتراك والجاليات المختلفة في مسيراتٍ شعبية حاشدة في 18/5، دعمًا للقدس ورفضًا لنقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس، ونظمت هذه المسيرات في مدينة إسطنبول ومدن تركية أخرى. وشهدت العاصمة الإيرانية طهران مسيرة حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدًا بمجزرة الاحتلال في غزة، واستنكارًا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
أما قمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول في 18/5، فطالبت في بيانها الختامي المؤسسات الدولية باتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على حدود غزة، وإرسال قوة دولية لحماية الفلسطينيين. وشدّد البيان على ضرورة اتخاذ تدابير سياسية واقتصادية تجاه الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال. وجدّدت القمة رفضها للقرار غير المشروع لترمب الذي يعترف بالقدس عاصمة لـلدولة العبرية المحتلة، واعتبرته باطلًا بموجب القانون، واعتبرت قرار ترمب انتهاكًا للقرارات الدولية، وهجومًا على الحقوق التاريخيّة والقانونيّة والطبيعيّة والوطنية للشعب الفلسطيني. ودعا البيان الختامي للقمة الولايات المتحدة إلى الوقوف على الحياد.