قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس

تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات

30 أيار/مايو - 05 حزيران/يونيو 2018

اعتقال المقدسيين من داخل الأقصى بسبب قراءة القرآن الكريم ومشاريع استيطانية قادمة قرب قرية خان الأحمر المهجّرة

لا تتوقّف آلة الاحتلال التهويديّة عن استهداف المقدسيين والمقدسات في المدينة المحتلة، ومع دخول العشر الأواخر من رمضان، تُمعن سلطات الاحتلال في استهداف المسجد الأقصى ومكوناته البشريّة، حيث تستمر الاقتحامات بشكلها المعتاد، بالإضافة لاعتقال عددٍ من المقدسيين من داخل المسجد بحجة قراءتهم القرآن الكريم بصوتٍ مرتفع. وعلى الصعيد الديموغرافي، كشفت المعطيات عن مشاريع استيطانية جديدة، تستهدف قرية الخان الأحمر المهجرة، في تأكيد متجدّد بأن استهداف الاحتلال للمناطق الفلسطينيّة يتبعه تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة.

ما تشهده المدينة المحتلة من تهويدٍ شرس لأرجائها يتقاطع معه انحياز متزايد للولايات المتحدة الأمريكيّة مع الاحتلال، حيث تستمر في عرقلة أيّ قرار دولي يؤكد الحق الفلسطيني، أو يهدف لحمايتهم في مقابل التغوّل الإسرائيليّ المتزايد.

التهويد الديني والثقافي والعمراني:

يتابع الاحتلال من اقتحاماته للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، ففي 30/5 اقتحم 68 مستوطنًا باحات الأقصى، وفي 31/5 اقتحم الأقصى نحو 131 مستوطنًا. وفي 3/6 اقتحم 74 مستوطنًا الأقصى، في ظل وجود كثيف لجنود الاحتلال، حيث أدى عددٌ من المستوطنين طقوسًا تلمودية في باحات الأقصى، وتلقى المقتحمون خلال جولاتهم شروحاتٍ حول "المعبد". ومع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان، تتعمد سلطات الاحتلال متابعة الاقتحامات، ففي 5/6 اقتحم 66 مستوطنًا باحات الأقصى، وتأتي هذه الاقتحامات في سياق اعتداءات الاحتلال على المقدسيين خلال شهر رمضان، وفرض المزيد من التضييق عليهم داخل الأقصى وخارجه.

وفي سياق اعتداءات الاحتلال على المقدسيين خلال شهر رمضان، اعتقلت قوات الاحتلال 15 مصليًا من أمام المصلى القبلي في المسجد الأقصى، بحجة تلاوة المصلين للقرآن الكريم بصوتٍ مرتفع خلال اقتحام المستوطنين باحات المسجد الأقصى.

التهويد الديمغرافي:

تعمل أذرع الاحتلال على متابعة البناء الاستيطاني، ففي 30/5 صادقت سلطات الاحتلال على بناء 2070 وحد استيطانية، بالإضافة لإقامة 92 وحدة استيطانية في مستوطنة "كفار أدوميم"، سيصادق عليها "مجلس التخطيط الأعلى" التابع للاحتلال.

وتُشير المعلومات إلى أن هذه الوحدات ستقام على بعد كيلو متر واحد من قرية خان الأحمر، التي صادقت محكمة الاحتلال على هدمها وترحيل سكانها خلال الأسبوع الماضي، وكشفت صحيفة "هآرتس" أن المخطط الاستيطاني الجديد يمتد على مساحة 145 دونمًا، وهو جزء من مخطط أكبر لبناء 322 وحدة استيطانية على مساحة 660 دونمًا، تمت المصادقة عليه في شباط/فبراير من عام 2017.

قضايا:

تستمرّ الولايات المتحدة الأمريكية بانزياحها المتنامي لدولة الاحتلال، وآخر مواقفها استخدامها حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار مقدم من الكويت، يتعلق بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وقد وافق على القرار 10 دولٍ من أصل 15 دولة عضو في مجلس الأمن. وبعد عرقلة القرار تعهّد السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة بالذهاب إلى الجمعية العامة من أجل تأمين الحماية للفلسطينيين.

هذا الاصطفاف الدولي مع قضايا فلسطين، تجلى مرةً أخرى في رفض مجلس الأمن الدولي لمشروعٍ آخر، قدمته الولايات المتحدة لإدانة حركة حماس على خلفية الأحداث الأخيرة في غزة، ولم يصوّت للقرار سوى الولايات المتحدة، وامتنعت 11 دولة عن التصويت، وعارضته كل من بوليفيا والكويت وروسيا.

وفي السياق نفسه، كشف موظفون أمريكيون كبار بأن الرئيس ترمب سيقوم بتوسيع صلاحيات سفير بلاده لدى دولة الاحتلال، ونقلت وسائل إعلام أنّ القنصلية الأميركيّة في القدس التي كانت مكلّفة بالعلاقات بين واشنطن ورام الله، ستقع تحت مسؤوليّة السّفارة. ويُشير مراقبون إلى أنّ هذه الخطوة تؤكّد بأنّ الولايات المتّحدة تعامل السلطة ككيانٍ تابع للاحتلال، وبأنّ أيّ تواصل بين الجانبين سيتمّ من قبل سفارة تابعة أو منحازة بشكل أو بآخر للاحتلال.

التفاعل مع القدس:

أعلن وزير الأوقاف والشّؤون الدينية يوسف ادعيس في 4/6، عن إطلاق "حملة رمضان الخير والتمكين" لدعم المقدسيين، وتمكين تجّار المدينة ومؤسساتها. وتهدف الحملة لدعم التجار، والمؤسّسات الاجتماعية والتعليمية.

وفي السياق نفسه تنظم عددٌ من الحملات الخيرية لدعم صمود وثبات المقدسيين، ففي لبنان ينظم وقف القدس للرعاية والتنمية بالتعاون مع هيئة علماء المسلمين في لبنان حملة خيريّة تهدف إلى دعم وتثبيت الفلسطينيين في القدس وغزة، وتشهد الحملة تفاعلًا كبيرًا من قبل اللبنانيين في مختلف المناطق، ونظمت عدة لقاءات إذاعية خاصة بالحملة، على أن تختتم فعالياتها خلال الأسبوع القادم.