01 - 07 آب/أغسطس 2018
الأربعاء 8 آب 2018 - 3:59 م 7778 866 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
01 - 07 آب/أغسطس 2018
اقتحامات كبيرة للأقصى خلال الشهر الماضي واستهداف المناطق المحيطة بالمسجد بحملة تهويد متصاعدة
لا تتوقف اعتداءات الاحتلال على المقدسات والمقدسيين في المدينة المحتلة، وتشهد المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى اعتداءات متتالية، حيث ينشط المستوطنون في اقتحام مقبرة باب الرحمة وإقامة الصلوات التلمودية داخلها، بالإضافة إلى استمرار اقتحامات الأقصى، والتي تتزامن مع تصاعد إبعاد سلطات الاحتلال للمقدسيين عن المسجد الأقصى، والتي وصلت لإبعاد 35 مقدسيًا في يومٍ واحد. وعلى الصعيد الديموغرافي، تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين في شعفاط وسلوان، وتعمل سلطات الاحتلال على إقامة مشاريع ذات أبعاد بيئية تعنى بفرز وتدوير النفايات، لتسيطر على المزيد من أراضي الفلسطينيين، وتوسعة صلاحيات ومساحة المستوطنات المحيطة بالقدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر اعتداءات الاحتلال على مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور الأقصى، ففي 5/8 اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان فلسطينيين من المقبرة، بعد تصديهم لمستوطنين حاولوا القيام بصلوات تلمودية في المقبرة، ويعمل الشبان على زيارة المقبرة بشكلٍ مستمر، والقيام بأعمال صيانة وتنظيف لها، لمنع سلطات الاحتلال من وضع يدها عليها. ويفيد ناشطون بأن المستوطنين يقتحمون المقبرة بشكل شبه يومي، ويؤدون الصلوات التلمودية بين القبور الإسلامية.
وفي سياق اقتحام المقدسات الإسلامية، تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 1/8 اقتحم 113 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، ورافق المقتحمين مجموعة من مخابرات الاحتلال، نفذت جولات استكشافية في المسجد. وفي 2/8 اقتحم الأقصى 122 مستوطنًا، من بينهم 25 طالبًا وعدد من جنود الاحتلال. وفي 7/8 اقتحم 145 مستوطنًا من بينهم 23 طالبًا من المعاهد التلمودية.
وخلال هذه الاقتحامات، ترفع قوات الاحتلال وتيرة استهدافها للمصلين والمرابطين في الأقصى، خاصة عبر إبعاد المصلين لمددٍ تتراوح بين أسبوع وستة أشهر، وشهد اقتحام الأقصى في 27/7 الماضي إبعاد 35 فلسطينيًا عن المسجد، في محاولة لإضعاف الوجود الإسلامي في المسجد، مع ارتفاع أعداد مقتحمي المسجد، الذين وصلوا إلى 3800 مستوطنٍ خلال شهر تموز/يوليو الماضي.
ولا تتوقف اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى فقط، بل تطال المناطق المجاورة له، حيث كشفت وسائل إعلام عبرية عن مصادقة لجنة "الأماكن المقدسة اليهودية" الأسبوع الماضي على أعمال بناء في ساحة البراق، ويأتي المشروع لينهي الخلافات حول "ساحة الصلاة" بين الطوائف اليهودية.
وفي إطار افتتاح المراكز التهويديّة في القدس المحتلة، افتتحت سلطات الاحتلال في 1/8 مركزًا تهويديًّا تحت مسمى "مركز تراث يهود اليمن" ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وحول الاحتلال منطقة سلوان إلى ثكنة عسكرية، وشارك في افتتاح المركز وزير "القدس والتراث" زئيف إلكين، ووزيرة الثقافة ميري ريغيف وحاخام القدس، وممثلون عن الجمعيات الاستيطانية، وأقيم المشروع داخل عقار أبو ناب على أرض مساحتها حوالي 700 متر مربع، حيث افتتح فيه كنيس العام الماضي.
التهويد الديمغرافي:
لا تتوقف آلة الاحتلال التهويديّة عن استهداف منازل المقدسيين في المدينة المحتلة، ففي 5/8 سلمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس إخطارات هدم لعددٍ من المنازل في منطقة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بالإضافة إلى تسليم إخطارات بغرامات مالية باهظة، في سياق فرض المزيد من الضغوطات المعيشية على المقدسيين. وفي 7/8 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في منطقة شعفاط، بحجة البناء من دون ترخيص، وقامت جرافات الاحتلال بتجريف وتخريب طرقات مؤدية للأراضي الزراعية ولبعض المنشآت التجارية التي يعتاش منها أهالي البلدة، وتسعى سلطات الاحتلال إلى السيطرة على هذه الأراضي لإقامة "الحدائق التلمودية" على أراضي القرية. وفي اليوم نفسه أجبرت سلطات الاحتلال المقدسي بسام عبيدات على هدم منزله بحي جبل المكبر بحجة البناء من دون ترخيص.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، كشفت صحيفة "هآرتس" عن مشروع جديد لسلطات الاحتلال لإقامة مكب للنفايات ومصنع لإعادة تدويرها على أراضي الفلسطينيين شرق مستوطنة "معاليه أدوميم"، بكلفة تصل إلى أكثر من مليار و400 مليون شيكل (نحو 300 مليون دولار)، على أن يكون المشروع تابعًا لمجلس مستوطنة "معاليه أدوميم"، وسيقام المشروع رغم وجود منشآت إسرائيلية مشابهة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، حيث يحمل أهدافًا استيطانية أخرى، وهو ما أعلنه عضو "الكنيست" موسي راز (حزب ميرتس)، حيث قال بأن المخطط يهدف إلى "تكريس سياسات وواقع الضم الزاحف تحت ستار حماية البيئة، من خلال توفير آليات لبناء بنى تحتية "مدنية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمكن من خلالها تمويل المستوطنات الإسرائيلية".
التفاعل مع القدس:
في القدس المحتلة اختتم مئات الأطفال الفلسطينيين في 4/8 مخيمهم الصيفي بجولة تعريفية في رحاب المسجد الأقصى ومنطقة باب العمود، وشارك في مخيم الرجاء لهذا العام نحو 600 طفل وطفلة من المدينة المحتلة، تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا، وتتناول الدورة برنامجًا تثقيفيًا يركز على تاريخ فلسطين والقدس وقضايا الأسرى، بالإضافة للمناشط الترفيهية. وخلال مدة المخيم تم تنظيم 200 رحلة ترفيهية وتعليمية وتثقيفية، زار خلالها المشاركون المدن والقرى الفلسطينية المهجرة، وتعرفوا على أسمائها الفلسطينية وتاريخها من قبل مرشدين متخصصين.
وفي العاصمة الأردنية عمان، أطلق ملتقى القدس الثقافي إصداره الجديد كتاب "العالم في مدينة... القدس كما لم تعرفها من قبل"، في احتفال برعاية وزير التربية والتعليم الأردني الدكتور عزمي محافظة، ويتضمن الكتاب أهم المحاور التي تساهم في الإحاطة بعلوم بيت المقدس، وتشمل التاريخ والجغرافيا وواقع القدس والعقائد الدينية، ويعتبر الإصدار أول كتاب يضم علوم بيت المقدس مجتمعة بشكل أكاديمي اعتمد على البحث والتحقيق العلمي، على يد مجموعة من الباحثين والمختصين في مجالاتهم.