30 كانون الثاني/يناير – 05 شباط/فبراير 2019
الأربعاء 6 شباط 2019 - 1:51 م 5918 1431 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
30 كانون الثاني/يناير – 05 شباط/فبراير 2019
إعداد: علي إبراهيم
أسبوعٌ من الاقتحامات السياسية والأمنية للأقصى
وإقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية في المدينة المحتلة
تواجه القدس حملة تهويدية شرسة، فمن اقتحامات الأقصى، ومشاركة شخصيات سياسية وأمنية في هذه الاقتحامات، وما يتصل بذلك من قيود تفرضها سلطات الاحتلال على أبواب المسجد، وصولًا إلى المشاريع الاستيطانية لرفع حجم البناء الاستيطاني في المدينة المحتلة، واستجلاب مئات الآلاف من المستوطنين إلى الضفة الغربية المحتلة. هذه الهجمة التهويدية المستمرة لا تجد أي محاولات جادة لردعها أو التخفيف من آثارها، في وقتٍ يقف فيه المقدسيون متفردين، لا يملكون إلا إرادة الصمود والتجذر في مدينتهم وأقصاهم.
التّهويد الديني والثقافي والعمراني:
لا تتوقف أذرع الاحتلال التهويدية عن اقتحام الأقصى، ففي 30/1 اقتحم 48 مستوطنًا باحات المسجد، أدى بعضهم طقوسًا وصلوات تلمودية عند باب الرحمة، وبالتزامن مع الاقتحام فرضت شرطة الاحتلال قيودًا على دخول المصلين إلى المسجد. وفي 31/1 اقتحم 44 مستوطنًا باحات الأقصى، من بينهم 20 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، إضافة إلى اقتحام 40 ضابطًا من شرطة الاحتلال بلباسهم المدني، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وفي 3/2 اقتحم 106 مستوطنين باحات المسجد المبارك، من بينهم 26 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، تلقوا خلالها شروحات حول "المعبد".
ولا تقتصر المشاركة في الاقتحامات على المستوطنين، ففي 4/2 اقتحم قائد شرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي يرافقه عددٌ من ضباط الاحتلال ومذيعة لإحدى القنوات العبرية، وقام المقتحمون بجولاتٍ مشبوهة في أرجاء الأقصى. وفي 5/2 اقتحم وزير الزراعة المتطرف أوري أريئيل باحات الأقصى، يرافقه عددٌ من غلاة المستوطنين، وبلغ عدد المقتحمين في هذا اليوم نحو 93 مستوطنًا، من بينهم مجموعة من ضيوف شرطة الاحتلال.
وبالتزامن مع الاقتحامات شبه اليومية للمسجد، تستمر سلطات الاحتلال في إبعاد الفلسطينيين عن الأقصى، ففي 4/2 أبعدت سلطات الاحتلال سبع مرابطات عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين، وبحسب محامي المبعدات جاء القرار بحجة "الجلوس في المنطقة الشرقية داخل الأقصى عند باب الرحمة".
وفي سياق تصعيد الاعتداء على الأقصى، ففي الأول من شباط/ فبراير حلق 3 مستوطنين بطائرات شراعية على علوٍ منخفض فوق المسجد الأقصى، ثم هبطت الطائرات في "حارة اليهود"، وحملت دائرة الأوقاف مسؤولية هذا الاعتداء على سلطات الاحتلال، خاصة في ظل التهديدات باستهداف أجزاء من المسجد.
وفي سياق متصل بالاعتداء على المسجد ومحيطه، نظم عددٌ من الجماعات اليهوديّة مسيرة حول أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، وتأتي المسيرة مع حلول شهر عبري جديد، وهو الشهر الثالث عشر من السنة العبرية، ويُطلق عليه اسم "آذار الصغير"، حيث يُضاف في السنوات الكبيسة، ويضم ما يُسمى "عيد البوريم الصغير".
التهويد الديمغرافي:
تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين، ففي 30/1 هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال بناية سكنية في حي وادي الجوز قرب سور القدس التاريخي، بحجة البناء من دون ترخيص، وتتكون البناية من طبقتين، تشتمل على ثلاث شقق سكنية وثلاثة مخازن ومحل تجاري. وفي 31/1 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في بلدة سلوان، على الرغم من صدور مخالفة بناء بقيمة 55 ألف شيكل.
وعلى صعيد المشاريع الاستيطانية، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، أن عشرات الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود، وأحزاب يمينية أخرى، وقعوا على عريضة للدفع بخطة استيطانية من أيام رئيس وزراء الاحتلال السابق يتسحاق شامير، تهدف إلى توطين مليوني يهودي في الضفة الغربية. وتعمل على إقرار الخطة حركة "هنحلاه" اليمنية المتطرفة، لبناء مستوطنات جديدة في أنحاء الضفة الغربية، تستوعب مئات الآلاف من المستوطنين.
وفي سياق متصل بالاستيطان، صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة للاحتلال خلال شهر كانون ثانٍ/ يناير الماضي، على بناء 559 وحدة استيطانية جديدة، في مستوطنات قائمة على أراضي القدس المحتلة. وفي 5/2 أقرت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، خطة لبناء 13 وحدة استيطانية غربي الشيخ جراح، بالقدس المحتلة. وأعلنت بلدية الاحتلال في القدس عن مخطط جديد لشق طريق استيطاني من ملعب جامعة القدس في بلدة أبو ديس، حتى مستوطنة "معاليه ادوميم"، ولتنفيذ هذا المشروع ستستولي سلطات الاحتلال على ما يزيد عن 1000 دونم من أراضي خلة عبد جنوب شرق القدس المحتلة.
قضايا:
كشفت صحيفة عبرية عن طباعة سلطات الاحتلال لمنهاج إسرائيلي جديد، خاص بمادة التربية المدنية، يُلغي كلمة "فلسطين" وعبارات فلسطينية أخرى، ويخص هذا الكتاب الطلاب الفلسطينيين بالدّاخل المحتل. وبحسب الصحيفة أوعزت وزارة التعليم في حكومة الاحتلال لمترجمين بتحريف ترجمة بعض العبارات للعربية وإدخالها في المنهاج، وجرى استبدال كلمة "أورشليم القدس" بكلمة "القدس"، وكلمة "فلستينا" بـ "فلسطين". وأعلنت وزارة التعليم الإسرائيلية أنها ستوزع الكتاب على المدارس الفلسطينية بعد الانتهاء من تدقيقه.