27 شباط/فبراير – 05 آذار/مارس 2019


تاريخ الإضافة الأربعاء 6 آذار 2019 - 2:28 م    عدد الزيارات 4703    القسم القراءة الأسبوعية

        


قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

27 شباط/فبراير – 05 آذار/مارس 2019

 

إعداد: علي إبراهيم

أذرع الاحتلال تستعدّ لتصعيد اعتداءاتها على الأقصى

ودولٌ عربية تستنكر "رفض" التطبيع ولو في البيانات

 

تتابع أذرع الاحتلال اقتحامها للمسجد الأقصى، بالتزامن مع تصاعد استهداف مصلى باب الرحمة، حيث اقتحم قادة في شرطة الاحتلال المصلى خلال هذا الأسبوع، ومتابعةً لهبة باب الرحمة، صعد الاحتلال من استهدافه لمجلس الأوقاف وحراس المسجد، حيث جدد إبعاد رئيس مجلس الأوقاف ونائبه، بالإضافة إلى عددٍ من حراس المسجد، وسجل شهر شباط/فبراير المنصرم إبعاد عشرات المقدسيين عن المسجد، ولم تقف اعتداءات الاحتلال عند هذه القرارات فقط، بل توعدت "منظمات المعبد" بعددٍ من الاعتداءات خلال الأسبوع القادم، تصل لاقتحام مصلى باب الرحمة وإقامة كنيسٍ داخله. وعلى صعيد التفاعل قامت مؤسسة القدس الدولية بحراك فاعل لدعم المقدسيين في هبتهم، في الوقت الذي كانت تعترض فيه دولٌ عربية على رفض التطبيع مع الاحتلال ولو في بيانات، ما يؤشر إلى حالة من التقارب غير مسبوقة مع الاحتلال، وهي حالةٌ لم تعد خافية على أحد.

 

التهويد الديني والثقافي والعمراني:

تستمر اقتحامات المسجد الأقصى على وقع استمرار رباط المقدسيين في باب الرحمة، ففي 27/2 اقتحم قائد شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، يرافقه مسؤولون في "الشاباك" الإسرائيلي، المسجد الأقصى المبارك، وقاموا باقتحام مبنى ومصلى باب الرحمة، بالتزامن مع اقتحام نحو 60 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، رافقهم فيها عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك. وفي عصر اليوم نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال مصلى الرحمة وقامت بتصوير المصلين داخله. وفي 28/2 اقتحم 27 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، في ظلّ فرض شرطة الاحتلال إجراءات مشددة أمام أبواب المسجد. وفي 4/3 اقتحم 38 مستوطنًا باحات الأقصى، وتلقى المقتحمون شروحات تلمودية خلال جولاتهم.

 

ومتابعة لهبة المقدسيين في مصلى باب الرحمة، أعلن "اتحاد منظمات المعبد" في اجتماع طارئ عُقد في 3/3 عن جملة قرارات ردًا على فتح المصلى، وهي تنظيم اقتحام مركزي للأقصى في 7/3 بهدف ما أسمته "دخول مصلى باب الرحمة والسيطرة عليه"، ومن ثم إقامة كنيس يهودي داخل المصلى، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرة كبيرة يوم الخميس في 21/3 للمطالبة بطرد الأوقاف الإسلامية من الأقصى وإخراجها عن "القانون"، ودفع الاحتلال إلى إعلان "السيادة الإسرائيلية" التامة على المسجد. وقد دعت الهيئات المقدسية إلى الرباط المكثف في جنبات المسجد خلال الأيام القادمة، ردًّا على هذه الدعوات. وتُشير هذه القرارات إلى حجم الارتباك الذي أصاب هذه المنظمات بعد كسر الاحتلال في باب الرحمة، وأن المسجد الأقصى سيشهد حملةً شرسة خلال المرحلة القادمة.

 

وفي سياق ردة فعل الاحتلال على هذه الهبة، تصاعدت قرارات الإبعاد عن المسجد، ففي 27/2 أبعدت شرطة الاحتلال، المقدسي نضال بدر الزغير عن الأقصى مدة 3 أشهر. وجددت قوات الاحتلال إبعاد المعلمة المقدسية خديجة خويص مدة ستة أشهر، تبدأ في شهر آب/أغسطس القادم. وفي 1/3 أبعدت سلطات الاحتلال، الموظف بقسم الإطفاء عماد عابدين عن مصلى باب الرحمة مدة سبعة أيام، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الإبعاد عن هذه المنطقة دونًا عن سائر المسجد الأقصى بشكل عام.

 

ولم تقف حملة الإبعاد عند موظفي الأوقاف من الحراس والعمال فقط، بل طالت مسؤولي الأوقاف، ففي 3/3 جددت قوات الاحتلال قرار إبعاد رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب عن الأقصى مدة أربعين يومًا، بعد انتهاء فترة إبعاده الأولى، وفي اليوم نفسه أبعدت سلطات الاحتلال نائب المدير العام لدائرة الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات عن المسجد الأقصى مدة أربعة أشهر. وفي 5/3 منعت قوات الاحتلال طواقم إعمار الأقصى من فرش مصلى الرحمة بحجة عدم وجود قرار بهذا الخصوص.

 

وبلغ عدد المبعدين عن القدس والأقصى خلال شهر شباط/ فبراير 133 فلسطينيًا، حيث صدرت جميع القرارات عقب أحداث باب الرحمة، باستثناء 6 قرارات أصدرت مطلع الشهر، وخلال الاعتصام في باب الرحمة، اعتقلت قوات الاحتلال 170 مقدسيًا، وبلغ مجمل عدد المعتقلين خلال شباط نحو 229 مقدسيًا.

 

ولا يكتفي الاحتلال بالاعتداء على المسجد، بل تستمر ليحاول فرض قرارات محاكمه على المسجد، ففي 5/3 أمهلت محكمة الصلح التابعة للاحتلال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، أسبوعًا واحدًا للرد على طلب سلطات الاحتلال إغلاق مصلى باب الرحمة. ورد مجلس الأوقاف أن مصلى باب الرحمة سيبقى مفتوحًا، وشدد المجلس على أن محاكم الاحتلال ليست صاحبة الولاية على الأقصى، والمجلس لا يعترف ولا يُخضع أي جزء من الـمسجد والأوقاف التابعة له لقوانين الاحتلال.

 

التهويد الديمغرافي:

وفي إطار حفريات الاحتلال أسفل بلدة سلوان، وعلى أثر هطول الأمطار الغزيرة، تم الكشف عن عددٍ من التصدعات في عددٍ من مباني سلوان، بالإضافة إلى انهيارات أرضية، وبلغ عدد المنازل المتضررة نحو 70 منزلًا، وتظهر هذه السيول حجم تفريغ سلطات الاحتلال للأتربة أسفل هذه المنطقة، وإلى تضرر البنية التحتية فيها بشكلٍ كبير.

 

وعلى صعيد التوسع الاستيطاني، سلّمت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية في 5/3 مواطنين مقدسيين بلاغات لمصادرة الأراضي المقامة عليها منازلهم، في حي "بطن الهوى" ببلدة سلوان. وتقام على الأرض بناية سكنية تضم 5 شقق، يقطنها 15 فردًا، في سياق تحويل هذه المنطقة لبؤرة استيطانية.

 

التفاعل مع القدس:

وعلى الرغم من موجة الاعتداءات بحق القدس والأقصى خلال هذه الفترة، لا تتوقف محاولات عددٍ من الدول عن تحويل التطبيع مع الاحتلال إلى أمرٍ اعتيادي، ففي ختام اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في الأردن، اعترضت كل من السعودية والإمارات ومصر، على أحد بنود البيان الختامي يتضمن رفض التطبيع مع "إسرائيل"، وقد رفض رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب الأردني، المهندس عاطف الطراونة، هذا المطلب وتمسك ببند رفض التطبيع مع "إسرائيل"، وأكد الطراونة، أن "الشعوب العربية ترفض جملة وتفصيلًا التقارب والتطبيع مع "إسرائيل"، وأدرج البند في نص البيان.

 

وفي سياق آخر، أبلغت عدة دول من بينها تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأيام القليلة الماضية، رفض مواصلة المشاركة في برنامج لدعم الأمن الفلسطيني انطلاقًا من القنصلية الأمريكية العامة في القدس المحتلة، بعد دمجها في 4/3 بالسفارة الأمريكية، وإلى جانب تركيا أبلغت كندا وبريطانيا الإدارة الأمريكية بالقرار ذاته.

 

وخلال أسبوع الرصد، قامت مؤسسة القدس الدولية بحراك فاعل لدعم الجهود المبذولة لنصرة المقدسيين في هبتهم في باب الرحمة، حيث شملت اتصالات مع وزير الأوقاف الأردني، ورئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ودعوات لاستنفار الأمة قيادة وشعوبًا للوقوف مع الهبة الشعبية في القدس المحتلة.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »