20 - 26 آذار/مارس 2019
الأربعاء 27 آذار 2019 - 2:39 م 5322 1273 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
20 - 26 آذار/مارس 2019
إعداد: علي إبراهيم
أذرع الاحتلال تستهدف مبنى إسلاميًا قرب سور البلدة القديمة
واستمرار اعتقال وإبعاد المصلين عن مصلى الرحمة
بالتزامن مع استمرار اقتحام المسجد الأقصى، تعمل أذرع الاحتلال الأمنية على استهداف الوجود البشري في جنبات الأقصى، وخاصة في مصلى باب الرحمة، حيث تستمر شرطة الاحتلال باعتقال المصلين والمقدسيين وموظفي الأوقاف، وإصدار قرارات الإبعاد بحقهم. وفي سياق التهويد العمراني تسلط القراءة الضوء على مشروع جديد لجمعية "إلعاد" الاستيطانية يستهدف حفر مدخل في سور البلدة القديمة، لتسهيل دخول المستوطنين إلى "مدينة داود"، سيزيل أحد المباني الإسلامية التاريخية العائدة للعصر الأموي. وفي سياق استهداف الاحتلال للأسرى الفلسطينيين، نقلت سلطات الاحتلال الأسرى المقدسيين من الأطفال وجمعتهم في سجن الدامون، في سياق ما تمارسه بحقهم من اعتداء وإرهاب. وعلى صعيد التفاعل، تنطلق في الأردن حملة خيرية شعبية تستهدف تثبيت المقدسيين في منازلهم، تنظمها نقابة المهندسين الأردنيين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يشكل اقتحام المسجد الأقصى أبرز مظاهر التهويد الديني في القدس المحتلة، ففي 20/3 اقتحم 67 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، بحماية من شرطة الاحتلال. وفي 21/3 اقتحم 63 مستوطنًا باحات الأقصى، ونفذوا خلال الاقتحام جولات استفزازية في أرجاء المسجد، وتُشير مصادر متابعة إلى فشل "منظمات المعبد" في حشد أعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، حيث دعت لتكثيف اقتحام المسجد بالتزامن مع عيد "المساخر" اليهودي. وفي 25/3 اقتحم 78 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، من بينهم 43 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، وتركزت قوات الاحتلال في محيط مصلى باب الرحمة، لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وفي سياق رفد المسجد الأقصى بالعنصر البشري، خاصة مصلى باب الرحمة، تعمل جهات فلسطينية على تنظيم جولات في المسجد الأقصى، ففي 23/3 زارت مجموعات من الشبان والشابات من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 المسجد الأقصى المبارك، ونفذت جولات إرشادية في المصلى باب الرحمة، وشملت الجولة برنامج إرشادي للتعرف على تاريخ المصلى والباب ومختلف مصليات الأقصى.
وتعمل سلطات الاحتلال على استهداف هذه المبادرات، في سياق إفراغ المصلى من العنصر البشري، ففي 24/3 اعتقلت قوات الاحتلال مقدسية بسبب تقديمها شروحات عن تاريخ باب الرحمة والأقصى، بالإضافة إلى اعتقال مسنٍ من داخل المسجد الأقصى بسبب أدائه الصلاة بمصلى باب الرحمة.
وفي سياق استهداف العنصر البشري في الأقصى، تتابع سلطات الاحتلال إصدار قرارات الإبعاد بحق المقدسيين، ففي 24/3 أبعدت سلطات الاحتلال مسنة عن الأقصى، إضافة إلى إبعاد رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان جمال عمرو عن المسجد المبارك مدة أسبوع، وإبعاد أحد الشبان المقدسيين لمدة أسبوعين.
وفي متابعة لمشاريع الاحتلال التهويدية قرب المسجد الأقصى، كشف في 23/3 أن جمعية "العاد" الاستيطانية و"سلطة الآثار" الإسرائيلية تعملان على فتح ثغرة تحت أسوار القدس القديمة، بهدف تسهيل دخول المستوطنين إلى "مدينة داود" في بلدة سلوان، وإلى منطقة "الحديقة الأثرية" قرب حائط البراق، وبحسب المصادر العبرية فإن فتح هذه الكوة سيمر بتفكيك جزء من بناء أثري إسلامي يعود للعصر الأموي، ويأتي هذا المشروع في سياق مشروع سياحي ضخم تقوم عليه جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ويبدأ من عين أم الدرج في سلوان وينتهي قرب باب المغاربة. والبناء المستهدف جزءٌ من القصور الأموية الواقعة قرب أسوار المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
التهويد الديمغرافي:
لا تتوقف مخططات الاحتلال للسيطرة على أراضي الفلسطينيين، ففي 23/3 رفضت محكمة الاحتلال العليا الالتماس المقدم من قبل عائلة درويش، الذي طالب بإلغاء مصادرة الأرض المملوكة للعائلة، التي أقيمت بالقرب منها مستوطنة "جيلو" جنوب القدس المحتلة. وتبلغ مساحة الأرض الإجمالية 242 دونمًا، من بينها 14.5 دونمًا المساحة المقام عليها منزل العائلة، وبدأت محاولات السيطرة على هذا الجزء من عامين.
قضايا:
لا تتوقف معاناة الأسرى في سجون الاحتلال عند عمرٍ محدد، إذ تعاني جميع الفئات اعتداءات الاحتلال، ففي سياق استهداف الأسرى عامة وأسرى القدس على وجه الخصوص، كشفت هيئة شؤون الأسرى أن إدارة سجون الاحتلال نقلت أسرى القدس من الأطفال من سجن مجدو إلى سجن الدامون، ويبلغ عدد الأسرى الأطفال 32 أسيرًا أعمارهم أقل من 18 عامًا. ويعاني الأسرى عامة سوء المعاملة خلال عمليات نقل الأسرى، وهو ما يتفاقم مع الأطفال. وبحسب المصادر الفلسطينية، بلغ عدد الأطفال في سجون الاحتلال نحو 270 طفلًا، يتعرضون لاعتداءات متكررة والتنكيل المباشر، واستهداف صحتهم الجسدية والنفسية، إضافة إلى حرمانهم من التعليم وزيارات ذويهم وغيرها.
التفاعل مع القدس:
نظمت رابطة علماء فلسطين ووزارة الأوقاف والأسرى في 21/3 وقفة تضامنية مع الأقصى والأسرى في مدينة غزة، طالب خلالها الشيخ سالم سلامة نائب رئيس الرابطة علماء الأمة بأخذ دورهم في حشد الإمكانيات وتفعيل كافة الطاقات، لنصرة قضية الأقصى والأسرى، واستثمار خطب الجمعة، لخدمة هذه القضايا الإنسانية العادلة، وفضح ممارسات الاحتلال.
وفي سياق الرد على أنباء نقل رومانيا سفارتها إلى القدس المحتلة، قرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلغاء زيارة مقررة إلى رومانيا، على أثر تصريحات لرئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس. وفي سياق هذا الموقف أصدر الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس نفيًا لاتخاذ أي قرار حول نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس.
وفي سياق آخر من التفاعل، أطلقت "لجنة مهندسون من أجل فلسطين والقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين، المرحلة الثامنة من حملة "فلنشعل قناديل صمودها"، ضمن برنامج إعمار البلدة القديمة بالقدس المحتلة. وقال نقيب المهندسين الأردنيين أحمد سمارة الزعبي أن مراحل الحملة السبع الماضية حققت نسبة وصول بلغت نحو 4% لكل مقدسي في البلدة القديمة. وأعلن رئيس اللجنة شكيب عودة الله، أن النقلة النوعية في تاريخ الحملة تحققت عام 2015، إذ أنجزت الحملة 40 مشروعًا ضمت 90 وحدة سكنية يقطنها 465 مقدسيًّا. وتهدف الحملة إلى حمايةً المدينة وزرع الأمل لدى سكانها، وتثبيتهم أمام محاولات اقتلاعهم وتهويدهم.