05 - 11 شباط/فبراير 2020
الأربعاء 12 شباط 2020 - 4:33 م 3107 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
05 - 11 شباط/فبراير 2020
إعداد: علي إبراهيم
عمليات نوعية في القدس تقلق المحتلّ
والعديد من المؤتمرات والفعاليات الرافضة لـ"صفقة القرن"
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن استهداف القدس وما فيها من حجر وبشر، فمع استمرار اقتحامات الأقصى، يصعد الاحتلال استهدافه للمصلين في "الفجر العظيم" كلّ يوم جمعة، ويقتحم المسجد منكلًا بالمشاركين، إضافةً إلى تصعيد إصداره لقرارات الإبعاد عن الأقصى التي تجاوزت في شهر كانون ثانٍ/يناير 100 قرار. وتسلط القراءة الضوء على إصدار الاحتلال قرارًا بحبس الشيخ رائد صلاح 28 شهرًا، في سياق فرض المزيد من التضييق والتكميم للمدافعين عن القدس والأقصى. وفي عنوان الانتفاضة شهدت الضفة الغربية بما فيها شرق القدس، أربع عمليات نوعية استهدفت الاحتلال، تنوعت ما بين الدهس وإطلاق النار والمواجهات المسلحة، مع استمرار الاحتجاجات الشعبية والمناوشات مع قوات الاحتلال في مختلف المناطق المحتلة. وشهد أسبوع الرصد العديد من الفعاليات الرافضة لصفقة القرن ولموجة التطبيع العربي مع الاحتلال، من بينها مؤتمر برلمانيون لأجل القدس، الذي عقد بحضور برلماني حاشد في العاصمة الماليزية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتابع أذرع الاحتلال اقتحامها للأقصى، ففي 5/2 اقتحمت مجموعة من المستوطنين باحات المسجد، بحراسة مشددة من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال، وبحسب شهود عيان، عملت قوات الاحتلال على إخلاء محيط مصلى باب الرحمة من المصلين، لتأمين أداء المستوطنين للصلوات التلمودية. وفي 6/2 اقتحم المسجد 78 مستوطنًا، من بينهم 20 طالبًا يهوديًا، تجولوا في أرجاء الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، التي شددت إجراءاتها على أبواب المسجد، ودققت في هويات المصلين.
واستمرت الاقتحامات خلال الأسبوع، ففي 10/2 اقتحم 79 مستوطنًا باحات الأقصى، من بينهم 30 طالبًا يهوديًا، نظّموا جولات استفزازية في أرجاء المسجد، وسبق هذا الاقتحام دعوات من "منظمات المعبد" لتنظيم اقتحامات حاشدة بمناسبة "يوم الشجرة العبري". وفي 11/2 اقتحم المسجد 123 مستوطنًا، من بينهم 80 طالبًا يهوديًا، تجولوا في أرجاء الأقصى، وأدى عددٌ منهم صلوات تلمودية في الجهة الشرقية من الأقصى.
وفي سياق مبادرة "الفجر العظيم"، اعتدت قوات الاحتلال في 7/2 على المصلين في الأقصى، ما أدى إلى إصابة عددٍ من المرابطين والمرابطات. وعملت قوات الاحتلال على منع انطلاق حافلات المصلين من المناطق المحتلة عام 1948 إلى القدس المحتلة، إضافة إلى إجراءات مشددة في أزقة البلدة القديمة ومحيط الأقصى. وعلى الرغم من جميع هذه الاعتداءات، نظم المصلون مسيرة حاشدة عقب الانتهاء من الصلاة، رددوا فيها هتافات التضامن مع المسجد.
وفي مقابل التفاعل الجماهيري مع "الفجر العظيم"، صعدت سلطات الاحتلال إبعادها للمصلين والمرابطين عن الأقصى، ففي 5/1 أبعدت سلطات الاحتلال 4 مرابطات من القدس والداخل الفلسطيني عن الأقصى، وتراوحت فترات الإبعاد ما بين 3 و6 أشهر. وفي 7/2 أبعد الاحتلال فتى عن الأقصى مدة أسبوع. وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، بلغ عدد قرارات الإبعاد التي أصدرتها سلطات الاحتلال في شهر كانون ثانٍ/ يناير 104 قرارًا، وبحسب المركز تفاوتت مدد الإبعاد ما بين يومين و6 أشهر، ومن بين المبعدين رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، الذي أُبعد مدة أسبوع، ثم جدد الاحتلال إبعاده 4 أشهر أخرى.
التهويد الديموغرافي:
لا تتوقف سلطات الاحتلال عن استهداف المقدسيين ومنشآتهم، ففي 5/2 هدمت جرافات الاحتلال سورًا استناديًا في حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، بحجة أن السور يطل على المسجد الأقصى. وفي 6/2 استهدفت سلطات الاحتلال منزلًا في حي بطن الهوى في سلوان للسيطرة عليه، بعد إصدار محكمة تابعة للاحتلال في 5/2 قرارًا بإخلاء المنزل بادعاء ملكية يهود للأرض المقام عليها، وجاء القرار لمصلحة جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية، التي تعمل على إقامة البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة، وتتفاقم معاناة الأسرة نتيجة محاولة الاحتلال تنفيذ القرار بشكلٍ مباشر، من دون إمهالهم إلى آب/أغسطس القادم، وفق القرار. وفي 9/2 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في جبل المبكر، بحجة البناء من دون ترخيص.
وفي إطار الهدم، رصد مركز معلومات وادي حلوة هدم 16 منشأة بالقدس خلال شهر كانون ثانٍ/يناير تحت ذريعة "عدم الترخيص"، من بينها 11 منشأة هُدمت ذاتيًا بأيدي أصحابها، وتركزت عمليات الهدم في حي جبل المكبر.
قضايا:
كشف مركز حقوقي فلسطيني في 6/2 أن نيابة الاحتلال حددت مكان دفن 123 جثمانًا لشهداء فلسطينيين في مقابر الأرقام، وهي المرة الأولى منذ عام 2016 التي تكشف فيها سلطات الاحتلال عن قبور الشهداء، ولفت بيان مركز القدس الحقوقي إلى أن تحديد المقابر التي دفن فيها الشهداء، ولكن من دون تحديد قبر كل واحدٍ منهم، ويعتزم المركز تقديم التماسات فردية منفصلة للمطالبة بإرجاع الجثمانين.
وفي قضية أخرى، أصدرت محكمة الصلح التابعة للاحتلال في 10/2، حكمًا بالسجن الفعلي مدة 28 شهرًا على الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، وسيقضي الشيخ 17 شهرًا في السجن بعدما قضى 11 شهرًا فيه، على أن يبدأ بقضاء محكوميته في 25 آذار/مارس القادم. ويأتي القرار في سياق استهداف الشيخ رائد ودوره في حماية ورفد المسجد الأقصى المبارك، خاصة أن خلفية الحكم فضفاضة تحت مزاعم "التحريض على الإرهاب وقيادة منظمة محظورة"، وهي واحدة من الأدوات التي تستخدمها سلطات الاحتلال لعزل مكونات الدفاع عن القدس والأقصى.
الانتفاضة:
على أثر كشف الرئيس الأمريكي عن بنود "صفقة القرن" واستمرار اعتداءات الاحتلال بحق القدس والأقصى، شهد أسبوع الرصد عددًا من العمليات النوعية، ففي 6/2 دهس فلسطيني مجموعة من جنود الاحتلال، قرب محطة للباصات في القدس المحتلة، ما أدى إلى إصابة 14 جنديًا بجراح متفاوتة، وبحسب وسائل إعلام عبرية تمت العملية على مرحلتين، وأن الجنود الجرحى من وحدة النخبة "جولاني"، وفي وقتٍ لاحق أعلن الاحتلال اعتقال الشاب سند الطرمان من بلدة الطور بحجة تنفيذه عملية الدهس.
وفي اليوم نفسه، استشهد الشاب شادي البنا (45 عامًا) من مدينة حيفا، بعد تنفيذه عملية فردية عند باب الأسباط أحد أبواب الأقصى، أدت إلى إصابة أحد عناصر الاحتلال، وأظهرت مقاطع مصورة تبادل الشهيد إطلاق النار مع شرطة الاحتلال، وأن عناصر الشرطة أطلقت عليه النار، ولاحقته ومن ثم احتجزته في مكان استشهاده ساعاتٍ عدة، بحجة إجراء التحقيق.
وشهدت الضفة الغربية في اليوم نفسه عمليتين، فالعملية الثالثة كانت في رام الله إذ استهدف مقاوم تجمعًا لجنود الاحتلال ما أدى إلى إصابة جندي بجروح في الرأس، وفي جنين اشتعل اشتباك مسلح بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامهم منزل عائلة الأسير أحمد القنبع لهدمه. إضافة إلى استمرار الاشتباكات في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
التفاعل مع القدس:
في 5/2 نظم سودانيون وقفة، أمام مقر مجلس الوزراء السوداني، في العاصمة الخرطوم، رفضًا للقاء الذي جمع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان. ورفع المتظاهرون شعارات: "لا للتطبيع مع إسرائيل"، "فلسطين عاصمة الإسلام الأبي". وصرح نقيب الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي، أن "موقف البرهان بيعٌ للقضية الفلسطينية، وخيانة لموقف الشعب السوداني الذي سيُسقط دعاة التطبيع".
وفي العاصمة الأردنية عمان، في 7/2 اعتصم العشرات أمام السفارة الأمريكية في عمان بعد صلاة الجمعة، رفضًا لصفقة القرن، وطالب المشاركون في الوقفة إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال كافة، وعلى رأسها اتفاقية "وادي عربة" واتفاقية الغاز. وفي اليوم نفسه خرجت مسيرة حاشدة في مخيم الحسين وسط العاصمة عمان، رفضًا للصفقة، وندد المشاركون في المسيرة بالإعلان الأميركي ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وفي المؤتمر الطارئ للبرلمان العربي في العاصمة الأردنية عمان في 7/2، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إن المكان الطبيعي لـ"صفقة القرن" هو سلة القمامة، وألقى في ختام كلمته بأوراق طبعت عليها بنود الصفقة في سلة القمامة، وقال: "مكانها الطبيعي هنا"، وقال: "نحن نعرض على المحتلين حزمًا مالية أضعاف ما عرضته صفقة القرن على الفلسطينيين ليعودوا من حيث أتوا وبهذا فقط ستكون صفقة قرن حقيقية.
وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور انطلقت في 8/2 فعاليات مؤتمر "برلمانيون لأجل القدس" بحضور رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، الذي قال في بداية افتتاح المؤتمر إنّ "صفقة القرن" مجحفة وغير مقبولة، وإنها لن تؤدي إلا إلى زيادة هيمنة الاحتلال العنصري على ملايين الفلسطينيين. وقال إن "خطة السلام" المقترحة لن تؤدي أبدًا إلى دولة فلسطينية ذات سيادة متجاورة، وترى ماليزيا أن الاقتراح غير مقبول مطلقًا وغير عادل إلى حد كبير.
ويشارك في المؤتمر إلى جانب مهاتير محمد نحو 500 برلماني عربي ودولي، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الناشطة في مجال الدفاع عن القدس والأقصى، بهدف التباحث حول دعم قضايا فلسطين والدفاع عن حقوق مواطنيها، تحت شعار "نحو استراتيجيات للدفاع عن القدس". وأكد المؤتمرون في البيان الختامي دعمهم الكامل للشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات للانتقاص من حقوقه المشروعة.