26 شباط/فبراير - 03 آذار/مارس 2020
الأربعاء 4 آذار 2020 - 9:16 ص 2905 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
26 شباط/فبراير - 03 آذار/مارس 2020
اقتحامات الأقصى تستمرّ على وقع انتخابات "الكنيست"
ودعوات متجدّدة للمشاركة في "الفجر العظيم"
شهد أسبوع الرصد استمرار اقتحامات الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال، وقاد الحاخام المتطرف يهودا غليك أحد هذه الاقتحامات، فيما شارك أكثر من 200 مستوطن في اقتحام المسجد يوم انتخابات "الكنيست" الإثنين الماضي فيما وجّهت "جماعات المعبد" دعوات لاقتحام الأقصى يومي 10-11/3/2020 بالتزامن مع "عيد البوريم". وفي موازاة ذلك، استمرت حملة الاعتقال والإبعاد التي يشنّها الاحتلال ضدّ المصلين والمرابطين والمشاركين في الفجر العظيم، وطالت الاعتقالات المرابطة مدلين عيسى بعد اقتحام منزلها في كفر قاسم وتفتيشه. وعلى مستوى التهويد الديمغرافي، لم تتوقف حملة الاحتلال التي تستهدف العيسوية، إذ اقتحمت القوات الإسرائيلية القرية ونكّلت بأهلها مساء الإثنين الماضي، ونفّذ الاحتلال عمليات هدم منها هدم منزل قيد الإنشاء في حزما وآخر في سلوان. كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال مدير جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي بعد اقتحام منزله وتفتيشه. وعلى صعيد التفاعل، حذر الشيخ كمال الخطيب، من اتجاه الاحتلال إلى حسم وضع الأقصى بعد انتخابات "الكنيست" فيما تجدّدت الدعوات إلى إحياء حملة الفجر العظيم عبر المشاركة في صلاة فجر الجمعة القادم تحت عنوان فجر الأحرار.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
استمرت اقتحامات المستوطنين للأقصى، فاقتحم المسجد يوم أمس الثلاثاء 64 مستوطنًا يقودهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، وأدى المستوطنون صلوات وطقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد بالقرب من باب الرحمة، تحت حماية قوات الاحتلال المدجّجين بالسلاح. وشهد يوم انتخابات "الكنيست" المصادف 2/3، مشاركة 226 مستوطنًا في الاقتحامات الصباحية و66 آخرين في فترة الاقتحامات المسائية، فيما منعت شرطة الاحتلال عددًا من المصلين من دخول الأقصى في جولة الاقتحامات الثانية واحتجزت هويّات بعضهم. وكانت "جماعات المعبد" دعت أنصارها إلى اقتحام الأقصى يوم الانتخابات قبل أن يدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، علاوة على دعوات مشابهة لتكثيف الاقتحامات في ما يسمى "عيد البوريم" الذي يصادف يومي 10 و11/3/2020.
وفي إطار الاعتقالات التي تطال المرابطين والمرابطات، اعقتلت قوات الاحتلال، في 26/2، المرابطة مدلين عيسى عقب اقتحام منزلها وتخريب محتوياته في كفر قاسم بالداخل الفلسطيني المحتل؛ وكانت عيسى نشرت على صفحتها على موقع فيسبوك، في 25/2، دعوات تحثّ جماهير القدس على تكثيف الجهد والحشد للمشاركة في "الفجر العظيم".
وأشار تقرير صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أنّ الأقصى شهد 20 اقتحامًا في شهر شباط/فبراير الماضي، مع مواظبة الاحتلال على ملاحقة المصلين والمرابطين، ولا سيما المشاركين في حملة الفجر العظيم. ومن ضمن المبعدين عن المسجد الشهر الماضي، الحاج مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية بالقدس، وشادي مطور أمين سر حركة فتح. علاوة على اعتقال مدير الإعمار في الأقصى بسام الحلاق، والموظف كايد جابر، وعددًا من الحراس والأهالي والمرابطين والمرابطات.
التهويد الديموغرافي:
تستمر حملة الاحتلال التي تستهدف العيسوية منذ حزيران/يونيو 2019، واندلعت مساء الإثنين 2/3 مواجهات بين قوات الاحتلال وأهالي القرية، وصفت أنّها الأعنف منذ أسابيع. واقتحم عشرات من شرطة الاحتلال القرية وتمركزوا في حي عبيد، ونكلوا بالمواطنين، وأغلقوا عدة طرقات، وسط إطلاق قنابل الصوت.
وفي سياق الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال في القدس، اعتقلت الشرطة، ظهر الأربعاء 26/2، مدير جمعية الدراسات العربية خليل تفكجي، بعد تفتيش منزله، واقتحمت منزل رئيس الغرفة التجارية كمال عبيدات وفتشته. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الأحد 29/2، الفتى محمد عابدين (16 عامًا) من منزله في حي رأس العامود ببلدة سلوان، والشاب رشيد الرشق (22 عامًا) من منزله في البلدة القديمة؛ وحررت بلدية الاحتلال عددًا من المخالفات للمركبات في حي عين اللوزة بالبلدة.
وفي حزما، هدمت آليات تابعة لسلطات الاحتلال منزلاً قيد الإنشاء، في 3/3، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي شعفاط، بدأ الشاب محمد عبد السلام البشتي هدم منزله في 27/2 بعدما ألزمته محكمة الاحتلال بالهدم الذاتي تحت طائلة تحميله أجرة الهدم البالغة حوالي 70 ألف شيقل. وفي 28/2، أجبرت سلطات الاحتلال الشاب ماهر صيام على هدم منزله في سلوان بطلب من بلدية الاحتلال.
التفاعل مع القدس:
شهد فجر الجمعة 28/2 مشاركة واسعة في حملة الفجر العظيم في مختلف المساجد الفلسطينية، وشارك الآلاف في صلاة الفجر بالأقصى فيما أدّى مبعدون عن المسجد الصلاة في طريق المجاهدين. كذلك، شارك الآلاف في صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي بالخليل، وفي نابلس، وغيرها. ومع استمرا ر الحملة، وجّهت دعوات إلى المشاركة في صلاة الفجر يوم الجمعة القادم تحت عنوان فجر الأحرار.
وحذّر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، من مساعي الاحتلال الرامية إلى حسم وضع الأقصى بعد انتخابات "الكنيست". وقال الخطيب إن الزيادة في أعداد المبعدين عن القدس والأقصى والاقتحامات المتواصلة تأتي في سياق التمهيد لتنفيذ بنود صفقة القرن. ووفقً للخطيب، فإنّ اعتقال الشيخ رائد صلاح، الذي سينفذه الاحتلال في 25/4، يأتي في السياق المؤدي إلى تهيئة الأجواء لتمرير بنود الصفقة.
وقال المطران عطالله حنا، رئيس رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، في أثناء استقباله وفدًا من الكنيسة الأرثوذكسية القبرصية: "نعتقد أنه من واجب الكنائس المسيحية في العالم أن تدافع عن القدس، والمجزرة التاريخية والحضارية وسياسات التزييف والتضليل التي تستهدف القدس هي استهداف لنا كمسيحيين كما هي استهداف للمسلمين ولكافة أبناء شعبنا الفلسطيني"، وناشد حنا الكنائس المسيحية وطالبها بعدم نسيان فلسطين وشعبها الجريح ومدينة القدس.