08 - 14 تموز/يوليو 2020
الأربعاء 15 تموز 2020 - 2:32 م 3519 350 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
08 - 14 تموز/يوليو 2020
إعداد: علي إبراهيم
الأقصى بين فتاوى الاقتحام، وقرارات المحاكم
ومصلى باب الرحمة عنوان تصعيدٍ قادمٍ في القدس
مع استمرار اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يومي، شكل قرار محكمة إسرائيلية بإغلاق مصلى باب الرحمة أبرز أحداث الأسبوع، ويأتي القرار في إطار ممارسة المزيد من الضغوط على الأقصى، بالتزامن مع إصدار عددٍ من الحاخامات في دولة الاحتلال وخارجها فتوى تحرض على اقتحام الأقصى وتدنيسه، ومن المعطيات التي تُنبئ بمزيدٍ من الاعتداء على المسجد في الأشهر القادمة، نصب "منظمات المعبد" مجسمًا كبيرًا "للمعبد" أمام جسر المغاربة، وإطلاق منظمة "طلاب لأجل المعبد" حملة تبرعات لدعم اقتحامات الأقصى شبه اليوميّة. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على إطلاق هيئة قانونية دولية تعنى بالدفاع عن المرأة المقدسية، وتنظيم "الملتقى العربي: متحدون ضد صفقة القرن وخطة الضم".
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تكثف أدوات الاحتلال وأذرعه المختلفة استهدافها للمسجد الأقصى، ففي 8/7 حررت شرطة الاحتلال مخالفة مالية لفتى كان يقرأ القرآن في المسجد الأقصى، بذريعة عدم ارتداء الكمامة، على الرغم من جلوس الفتى منفردًا في ساحة القبة الغزالية، ويشير هذا الاعتداء، إلى محاولة سلطات الاحتلال فرض المزيد من التحكم على الأقصى، بذريعة الوقاية من "كورونا".
وفي سياق الاعتداء على الأقصى وعلى كوادر دائرة الأوقاف، اعتقلت قوات الاحتلال في 8/7 مدير لجنة الإعمار في الأقصى المهندس بسام الحلاق، من مكان عمله داخل المسجد، واقتادته إلى أحد مراكزها في البلدة القديمة للتحقيق معه، وتكرر قوات الاحتلال اعتقالها عمال لجنة الإعمار ومهندسيها، في سياق التدخل في عمل الأوقاف، ومنع أي أعمال ترميم تجري داخل المسجد.
وفي سياق متصل، تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد بشكلٍ شبه يومي، ففي 9/7 اقتحم الأقصى 109 مستوطنين، من بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية أمام أبواب المسجد. وأشارت مصادر مقدسية إلى أن "منظمات المعبد" نصبت في اليوم نفسه مجسمًا كبيرًا "للمعبد"، عند جسر باب المغاربة، وتأتي هذه الخطوة الاستفزازية، في إطار اقتحامات "صوم تموز وذكرى خراب أسوار القدس". وفي 13/7 اقتحم الأقصى 51 مستوطنًا، نظموا جولات استفزازية في باحاته، وحاول عددٌ منهم أداء صلوات تلمودية قرب مصلى باب الرحمة. وفرضت شرطة الاحتلال قيودًا على دخول الفلسطينيين للمسجد. وأشارت معطيات من القدس، إلى أن 40 حاخامًا شاركوا في الاقتحام من بينهم "رئيس معهد المعبد"، ومؤسس هذه المنظمات الحاخام "يسرائيل إرائيل".
وشهد أسبوع الرصد تصعيدًا في استهداف الأقصى، فقد وقع 58 حاخامًا على فتوى تُجيز وتحث على استباحة المسجد الأقصى واقتحامه. وتأتي هذه الفتوى في محاولة تغيير الفتوى الرسمية، وجذب المزيد من المستوطنين لاقتحام المسجد. وفي اعتداء آخر، أطلقت منظمة "طلاب لأجل المعبد"، حملة تبرعات لدعم برامجها التهويدية واقتحامها للمسجد، وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع إطلاق هذه المنظمة حملة "جبل المعبد بأيدينا"، على أن تمتد ما بين 26 و30 تموز/يوليو، وتشمل إلى جانب جمع التبرعات، تنفيذ اقتحامات كبيرة للأقصى.
وتُظهر هذه المعطيات تصعيدًا قادمًا للأقصى، تنطلق شرارته مع قرار محكمة الاحتلال القاضي بإغلاق مصلى باب الرحمة، فقد وجهت شرطة الاحتلال في 2/7، كتابًا إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، لتبلغها بقرار المحكمة. وأثار القرار الإسرائيلي رفضًا مقدسيًا شاملًا، فقد أكدت المرجعيات الدينيّة في القدس أن مصلى باب الرحمة جزأ لا يتجزأ من الأقصى، وأنه للمسلمين وحدهم، وهو حق غير قابل للنقاش ولا للتنازل. وأشارت المرجعيات الدينية إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لا تذعن أبدًا إلى محاكم الاحتلال.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 8/7 هدمت جرافات الاحتلال بحماية عسكرية منزلًا في مجمّع أبو النوار بمنطقة الخان الأحمر. وهدمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال معملًا لصناعة الطوب في حي وادي الجوز، بذريعة البناء من دون ترخيص، وصادرت طواقم البلدية معدات المعمل إضافةً إلى عددٍ كبير من الآليات. وفي 13/7 وزعت طواقم بلدية الاحتلال إخطارات هدمٍ جديدة لمنازل في العيسوية، ومنزل في سلوان، وآخر في حي رأس العمود.
التفاعل مع القدس
في 11/7 أعلن ملتقى "كلنا مريم" الدولي تشكيل لجنة قانونية دولية تضم خبيرات وحقوقيات وعاملات في مجال حقوق الإنسان، تهدف لمتابعة جرائم الاحتلال بحق المرأة المقدسية، والتصدي لها بالتعاون مع منظمات حقوقية عبر العالم، وقالت رئيسة الملتقى إن اللجنة القانونية الدولية ستبذل كل ما في وسعها بالتعاون مع المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية، لملاحقة جرائم جيش الاحتلال واعتداءاته المتكررة بحق المقدسيات. وتتضمن مهام اللجنة إعداد الدراسات القانونية حول أوضاع المرأة المقدسية، سعيًا نحو مساعدتها في الحصول على حقوقها الإنسانية والقانونية ومنع الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها بشكل مستمر من قبل الاحتلال.
وفي سياق التفاعل الرافض لضم الضفة الغربية، انعقد الملتقى الإلكتروني "الملتقى العربي: متحدون ضد صفقة القرن وخطة الضم"، ما بين 11 و12 تموز/يوليو، بدعوة من ست هيئات عربية من بينها المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية. وشارك في الملتقى أعضاء الأمانات العامة لهذه الهيئات وقادة فصائل والاتحادات المهنية العربية وشخصيات أخرى.
وفي كلمة مدير عام مؤسسة القدس الدولية في الملتقى، قال: "أنه وبصرف النظر عن الفرملة التي أجبر عليها رئيس حكومة الاحتلال بسبب الخلافات الداخلية حول الضم، والمواقف الدولية الرافضة للخطوة، فإنّ الضم، سواء نفذ بشكل كامل أو جزئي، فإنّه لا يمكن إغفال حقيقة مفادها أنّه سيكون عاملًا أساسيًا في تثبيت المزيد من الحقائق على الأرض في القدس لإخراجها كليًا من دائرة أيّ تطلّعات فلسطينيّة، بحيث تكون واقعًا عاصمة العدو من دون أن يكون للفلسطينيّين نصيب فيها". وعدّ حمود أن الأغوار هي البوابة الشرقية للقدس والضفة الغربية عمومًا، والسيطرة عليها تعني السيطرة على مفصل مهمّ استراتيجيًا؛ أمّا الكتل الاستيطانية الكبرى في الضّفة الغربية المحتلة، فتصبّ في سياق مشروع "القدس الكبرى" وترسّخ القبضة الإسرائيلية على المدينة المحتلة.