قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

26 آب/أغسطس – 01  أيلول/سبتمبر 2020

إعداد: علي إبراهيم

القدس بين هدم منازل أبنائها، وتدنيس الأقصى بالصلوات التلموديّة

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، وشهد أسبوع الرصد اقتحام متطرفة وهي ترتدي علم الاحتلال، وتردد عبارات عنصرية، وأبرزت القراءة قيام الحاخام يهودا غليك بنفخ البوق التلمودي مجددًا قرب أحد أبواب المسجد الأقصى. وعلى الصعيد الديموغرافي، تجبر سلطات الاحتلال المقدسيين على هدم منازلهم، لكي يتجنبوا الغرامات الباهظة، وكشفت مصادر مقدسية أن أكثر من 30 ألف منزلٍ ومنشأة في القدس المحتلة معرضة للهدم من قبل بلدية الاحتلال وأذرعه الأخرى، ما يؤدي إلى استمرار حملة الهدم المسعورة في المدينة المحتلة.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تابع الحاخام المتطرف يهودا غليك تدنيسه محيط المسجد الأقصى، ففي 26/8 أدى غليك برفقة عددٍ من المستوطنين طقوسًا تلمودية قرب أبواب الأقصى، ونفخوا البوق التلموديّ أمام باب الأسباط، ويكرر غليك هذا الاعتداء في الآونة الأخيرة، في محاولة لاستفزاز مشاعر المقدسيين، وتكريس هذه الممارسة في محيط المسجد.

وفي سياق اقتحام الأقصى، تابع المستوطنون اقتحاماتهم شبه اليومية للمسجد، ففي 27/8 اقتحم المسجد 104 مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، ومشاركة عددٍ من عناصر "منظمة طلاب لأجل المعبد"، وانتشرت صور لمتطرفة شاركت في الاقتحام وهي ترتدي علم الاحتلال، وبحسب مصادر مقدسية، قامت بترديد عبارات تدعي ملكية الاحتلال للأقصى. وفي 30/8 أدى عددٌ من المستوطنين صلوت تلمودية داخل المسجد الأقصى، على أثر إخلاء قوات الاحتلال للمصلين من الصباح الباكر.

وعلى صعيد الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في 31/8 اكتشاف حفرة عند باب المغاربة، قرب المكتبة والمتحف الإسلامي، وغرفة الصوتيات التابعة للمسجد. وبحسب الدائرة فإن الحفرة هي مسرب لتجميع المياه، بعد فحصها من قبل متخصصين، وفي وقتٍ لاحق قام عمال لجنة الإعمار في الأقصى، بإصلاح هذه الحفرة.

التهويد الديموغرافي

لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 26/8 هدم الشقيقان محمد وبلال دبش منزليهما، تفاديًا للغرامات الباهظة. وفي 27/8 رفض المقدسي عطا جعفر من جبل المكبر، هدم منزله، مصرًا على الرباط داخله ورفض إخلائه.

ولا تقف قرارات الهدم عند المنازل فقط، ففي 29/8 أبلغت سلطات الاحتلال أهالي بلدة سلوان قرار هدم مسجد القعقاع المبني في البلدة منذ سنوات عدة، وقد سلمت قوات الاحتلال أهالي البلدة إخطارًا إداريًا بهدم المسجد، ما يعني أن القرار سريع التنفيذ، وبني المسجد منذ عامين، ولا يوجد في المنطقة سواه، ويؤدي فيه نحو 7 آلاف نسمة صلواتهم، ويأتي قرار الهدم في سياق استهداف سلوان.

وحول قرارات الهدم الأخيرة، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" أن سلطات الاحتلال هدمت وصادرت نحو 25 مبنى فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها الشطر الشرقي من القدس المحتلة في الأسبوع الماضيين، بحجة البناء من دون ترخيص. وأدت هذه القرارات إلى تهجير 32 فلسطينيًا، وإلحاق الأضرار بنحو 160 آخرين، علمًا أن 15 مبنى منها يستخدمها أصحابها لكسب معيشتهم. وبحسب مصادر مقدسية، هناك أكثر من 30 ألف منزل تخطط بلدية الاحتلال لهدمها كونها بنيت من دون ترخيص حسب زعمها.

التفاعل مع القدس

على أثر قيام وفد أمريكيّ- إسرائيليّ بزيارة إلى الإمارات، وعبور طائرة الوفد فوق الأراضي السعودية، أكدت مصادر حكومية كويتية أن طيران الاحتلال لن يمر إطلاقاً عبر الأجواء الكويتية للوصول إلى أبو ظبي، ونقلت صحيفة القبس الكويتية أن الخط الملاحي الجوي الذي دُشن ما بين الاحتلال والإمارات لا يمر بالطريق الجوي للبلاد، بل من طريق آخر بعيد من الكويت تماماً، مبيّنًا أن ما يشاع حول إمكان السماح بعبور طائرات إسرائيلية عبر الأجواء الكويتية عار عن الصحة جملة وتفصيلاً. وقد لاقت الخطوة الإماراتية المتمثلة باستقبال وفد إسرائيلي أمريكي حملة شجب عارمة.