09 - 15 أيلول/سبتمبر 2020
الأربعاء 16 أيلول 2020 - 2:03 م 3362 308 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
09 - 15 أيلول/سبتمبر 2020
إعداد: علي إبراهيم
دعوات إسرائيليّة إلى صلاة مشتركة في الأقصى بين محمد بن زايد ونتنياهو
وسور القدس يدنس بأعلام الدول المطبعة
تتابع سلطات الاحتلال تركيب أجهزة وسماعات على أسطح المسجد الأقصى، ففي أسبوع الرصد ركبت سلطات الاحتلال السماعة السادسة. وفي سياق الاعتداء على المسجد بالاستفادة من اتفاقيات التطبيع الأخيرة، اقترحت صحفٌ عبرية إقامة صلاة مشتركة في المسجد الأقصى، بمشاركة نتنياهو وابن زايد، ويشير مراقبون إلى أن الإمارات تسعى إلى فرض المزيد من التدخل في القدس والأقصى. وفي إطار احتفاء الاحتلال باتفاقيات التطبيع الأخيرة، أضاء الاحتلال سور القدس التاريخي بأعلام الدول المطبعة، بالتزامن مع توقيع اتفاقية التطبيع في واشنطن. وعلى الصعيد الديموغرافي كشت أوتشا عن تصاعد غير مسبوق بعدد الأبنية المهدمة، وبحسب أوتشا أدت عمليات الهدم إلى تهجير 205 فلسطيني في شهر آب/أغسطس الماضي، وهو أكبر عددٍ منذ شهر كانون الثاني/يناير 2017.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تابعت سلطات الاحتلال تركيب الأجهزة والسماعات داخل المسجد الأقصى، ففي 10/9 ركّبت شرطة الاحتلال سماعة جديدة عند باب المطهرة في الرواق الغربي للأقصى، وبذلك يصبح عدد السماعات التي وضعتها سلطات الاحتلال 6 سماعات. ومع نشر هذه السماعات في أنحاء متفرقة من المسجد يؤكد خبراء أن الاحتلال ماضٍ في تأسيس نظام صوتي يوازي الصوتيات الموجودة في المسجد، ما يسمح له توجيه التعليمات والنداءات للمصلين وموظفي الأوقاف، ما يعطي للاحتلال فرصة للتدخل بشكلٍ أكبر في شؤون الأقصى.
وفي سياق متصل من الاعتداء على المسجد، تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 10/9 شارك في اقتحام المسجد الحاخام المتطرف يهودا غليك، الذي قام بتشغيل مقطع نفخه بالبوق التلموديّ في الأسابيع الماضية، ونشر ما قام به على وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك مع غليك مجموعة من عتاة المتطرفين. وفي 11/9 أبعدت سلطات الاحتلال حارسة وثلاثة موظفين عن الأقصى، وجاء الإبعاد على خلفية منع الموظفين قوات الاحتلال من اقتحام مصلى قبة الصخرة.
وتابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للأقصى، ففي 13/9 اقتحم الأقصى 56 مستوطنًا، وحاول عددٌ من المقتحمين أداء صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد. وفي 14/9 اقتحم الأقصى 44 مستوطنًا، من بينهم طلابٌ في معاهد الاحتلال التلمودية. وفي اليوم نفسه اقتحمت عناصرٌ من شرطة الاحتلال مصلى باب الرحمة، ودنسوه بأحذيتهم، وقاموا بتصوير المصلى والمصلين داخله. وفي 15/9 اقتحم المسجد 69 مستوطنًا، من بينهم 13 طالبًا يهوديًا، وسط حماية أمنية مشددة.
ومع عقد اتفاقية السلام بين الاحتلال والإمارات، بدأت أذرع الاحتلال محاولة الاستفادة من موجة التطبيع هذه، وفرض المزيد من الاعتداء على الأقصى، ففي 15/9 اقترحت صحيفة "جيروزاليم بوست" إقامة "صلاة مشتركة" في الأقصى، يحضرها كل من رئيس وزراء الاحتلال وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وأشارت الصحيفة إلى أن السلام يتطلب الإقرار"بحق اليهود بالصلاة في جبل المعبد".
وفي سياق احتفاء الاحتلال باتفاقية السلام هذه، خاصة على أثر انضمام البحرين إليها، أضاءت سلطات الاحتلال في 15/9 سور القدس التاريخي بأعلام الولايات المتحدة ودولة الاحتلال والإمارات والبحرين، بالتزامن مع توقيع اتفاقية السلام في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي ترامب. وأصبح سور الأقصى مسرحًا لاعتداءات مماثلة خاصة عند حلول الأعياد اليهوديّة.
التهويد الديموغرافي
رفضًا لقرار الاحتلال هدم مسجد القعقاع في سلوان، ففي 11/9 أدى عشرات المقدسيين صلاة الجمعة في المسجد، وأعلن أهالي سلوان أن مسجد القعقاع يمثل رمزًا للصمود والثبات وتحدي قرارات الهدم. وعلى الرغم من الرفض الشعبي للقرار، أعادت سلطات الاحتلال في 15/9 تعليق إخطار الهدم، ما يؤشر إلى بلدية الاحتلال في القدس ماضية في تنفيذ قرارها، واستفزاز مشاعر المقدسيين.
وفي سياق متصل بالهدم، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في 12/9، أن المدة ما بين آذار/مارس وآب/أغسطس 2020، شهدت هدم ومصادرة 389 مبنى يملكه فلسطينيون، بعدل 65 مبنى شهريًا، وهو ما يمثل أعلى متوسط لمعدل عمليات الهدم في أربعة أعوام. وبحسب أوتشا أدت عمليات الهدم في شهر آب/أغسطس وحده إلى تهجير 205 فلسطينيّ وحرمانهم من السكن، وهو أكبر عددٍ منذ شهر كانون الثاني/يناير 2017.
وفي سياق الهدم، أجبرت سلطات الاحتلال في 12/9 عائلة مقدسية على هدم منزلها في بلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 14/9 أجبرت بلدية الاحتلال عائلة أخرى على هدم أربع شقق سكنية، ما أدى إلى تشريد أفراد العائلة الذين أصبحوا من دون مأوى.
التفاعل مع القدس
زار وفد من مؤسسة القدس الدولية في 9/9 رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في بيروت، وقال وفد المؤسسة خلال زيارته هنية في بيروت:" من المتوقع أن يتعرض المسجد الأقصى المبارك خلال الفترة القادمة لعدوان كبير من عصابات المستوطنين الصهاينة ومحاولة أداء طقوس يهودية داخل المسجد بما يتناسب مع مضمون صفقة القرن فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك وإتاحة المجال أمام اليهود لاقتحامه بحرية وأداء الطقوس اليهودية فيه". ودعا الوفد إلى العمل لمنع تثبيت هذا البند من بنود صفقة القرن وتفريغ الصفقة من مضمونها وحماية حصرية الحق العربي الإسلامي في الأقصى، كما طالب الوفد بتأمين اسناد شعبي ورسمي للمقدسيين الصامدين في أرضهم والسعي لإنشاء صندوق وطني لحماية العائلات التي هدمت منازلها من الاحتلال. وأكد هنية أن القدس كانت وستبقى عنوان الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدّدًا على ضرورة توحيد جهود الأمة في معركة الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مثمنًا الدور الذي تقوم به مؤسسة القدس الدولية في الدفاع عن المقدسيين وبناء قوة عربية إسلامية صلبة لمواجهة التحديات التي تحدق بقضية القدس وفلسطين.