11- 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020 - 3:51 م 3641 298 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
11- 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يمدد الاقتحامات نصف ساعة،
و"منظمات المعبد" تسعى إلى الاستيلاء على المنطقة الشرقية من الأقصى لتدريس التوراة
وأذرع الاحتلال تلهث لإقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية في أيام ترامب الأخيرة
استمرت في أسبوع الرصد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وشهد أسبوع الرصد تمديد سلطات الاحتلال مدة الاقتحام اليومية للأقصى نصف ساعة، بناء على مطالبة أذرع الاحتلال المتطرفة، وفي سياق مطالبات هذه الأذرع، طلبت مؤسسة "تراث المعبد" السماح لها بتدريس التوراة في المنطقة الشرقية للأقصى، ما يعني تحويل هذا الجزء من المسجد إلى مدرسة دينية يهوديّة لعددٍ من الساعات يوميًا. وعلى الصعيد الديموغرافي تلهث أذرع الاحتلال إلى إقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية في الأيام الأخيرة للرئيس ترامب في الرئاسة، فقد كشفت صحفٌ عبرية، أن أذرع الاحتلال تتخوف من تجميد المشاريع الاستيطانية بعد استلام بايدن مهامه الرئاسية رسميًا.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى، ففي 11/11 اقتحم الأقصى نحو 100 مستوطن، من بينهم 47 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، إضافةً إلى وزير الزراعة السابق أوري أرئيل، و7 عناصر من مخابرات الاحتلال، وفي 12/11 اقتحم الأقصى 53 مستوطنًا، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وفي 16/11 اقتحم الأقصى 111 مستوطنًا، من بينهم 75 من طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، وأدى بعض المقتحمين صلوات تلموديّة في المنطقة الشرقية من الأقصى. وفي 17/11 اقتحم الأقصى 120 مستوطنًا، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في ساحات المسجد، وغادروه من باب السلسلة.
وفي تصعيدٍ يتصل باقتحام المسجد الأقصى، مددت سلطات الاحتلال الاقتحام المسائي للأقصى نصف ساعة، ليصبح من الساعة 12:30 حتى الساعة 2:00، بدلاً من الساعة 1:30. وتأتي هذه الخطوة على أثر مطالبات متكررة لـ "منظمات المعبد" بتمديد أوقات الاقتحامات. وتشير كذلك إلى قدرة الاحتلال على استهداف الأقصى بشكلٍ أكبر، وعدم التفاته إلى الوصاية الأردنية ولا إلى الوضع القائم.
وفي إطار تصعيد المنظمات المتطرفة مطالباتها لاستهداف المسجد، وجهت مؤسسة "تراث المعبد" في 16/11، رسالة إلى وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال أمير روحانا، مطالبة إياه بالسماح لطلاب المدارس الدينية قضاء كامل المدة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، أي أن "منظمات المعبد" تحاول تغيير شكل الاقتحامات، من المشي ضمن مسار محدد، إلى التمركز في نقطة محددة، والمكوث فيها أطول مدة ممكنة، ما سيحول المنطقة الشرقية من المسجد إلى مدرسة تلموديّة، وسيفتح شهية المنظمات المتطرفة لمزيدٍ من المطالبات، وإدخال الكتب ولفائف التوراة وغيرها.
التهويد الديموغرافي
تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 11/11 هدمت قوات الاحتلال بناية قيد الإنشاء في حي الطور شرق القدس المحتلة. وفي 12/11 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا وعددًا من المنشآت في قرية الولجة. وفي 16/11 أمهلت سلطات الاحتلال خمس أسرٍ من عائلة الصباغ حتى 24 من تشرين الثاني/نوفمبر لإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح لتسليم هذه المنازل إلى جمعيات استطيانية، ولم تكتف سلطت الاحتلال بهذا القرار، بل أجبرت العائلات على دفع 7 آلاف شيكل بدل أتعاب محامي الجمعية الاستيطانية. وفي 16/11 أجبربت بلدية الاحتلال في القدس عائلتين في جبل المكبر على هدم منزليهما ذاتيًا، تجنبًا للغرامات الباهظة.
وفي سياق تصاعد قرارات الاستيطان في المناطق المحتلة في الأسابيع الماضية، كشفت صحيفة هآرتس العبرية في 12/11، أن قيادة الاحتلال طلبت من بلدية الاحتلال في القدس و"سلطة الأراضي"، العمل على تحديد وتعزيز خطط البناء الاستيطاني في أحياء القدس المحتلة، قبل أن يؤدي جو بايدن اليمين الدستورية في كانون الثاني/ يناير القادم، وستدرس هذه الجهات تعزيز خطط البناء الاستيطاني في مستوطنات "هار حوما" و"جفعات همتوس" و"عطروت". وتتوقع سلطات الاحتلال أن يتراجع البناء الاستيطاني مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض، خاصة أنه لعب دورًا في تجميد بعض المشاريع الاستيطانية، إبان شغله منصب نائب الرئيس أوباما.
وفي إطار استفادة الاحتلال من أواخر عهد الرئيس ترامب، كشفت وسائل إعلام عبرية في 15/11، أن "سلطة التخطيط والأراضي" طرحت عطاءات لبناء 1257 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيڤعات هاماتوس" جنوب القدس المحتلة، ونقل موقع "واللا" العبري عن عضو بلدية الاحتلال أرييه كينغ أن "بناء الحي بأسرع ما يمكن هي مهمة استراتيجية وصهيونية من الدرجة الأولى، وستضمن ربط مستوطنات غيلو وهار حوما بـمستوطنة "تلبيوت" وقطع التواصل العربي بين بيت صفافا وبيت لحم". وأشارت المعطيات إلى أن فكرة الحي الاستيطاني جُمدت عام 2010 من قبل نائب الرئيس الأمريكي حينها جو بايدن.
التفاعل مع القدس
في 17/11 أصدرت مؤسسة القدس الدولية كتاب "التكوين السياسيّ والتاريخيّ لمدينة القدس" من تأليف الدكتور رياض حمودة ياسين، الذي يتناول فيه تشكُّلَ التاريخ السياسيّ لمدينة القدس عبر العصور المتلاحقة، منذ العصر الكنعانيّ وصولًا إلى عصرنا الحالي، ومؤلّف الكتاب أكاديميّ أردني، أشرف على ملف القدس في اليونسكو ووزارة التربية والتعليم الأردنية، وأصدر العديد من الكتب والدراسات. ويستفيض المؤلف في استعراض اللوحة الحضاريّة المميزة التي ازدانت بها القدس في عهد الدولِ الإسلاميّةِ المتعاقبة، منذ الفتحِ الإسلاميّ لها حتى الاحتلال البريطانيّ عام 1917، ذاكرًا أبرز الأحداث التي شهدتها المدينة المقدّسة، واهتمام المسلمين بها. ويتوقف المؤلف عند المرحلة التي وقعت فيها القدس تحت سيطرة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى حتى تأسيس كيان الاحتلال في أيار/مايو 1948، ويبرِز دور بريطانيا في تسهيل استيلاء اليهود على أراضي القدس، ودعمها للعصابات الصهيونيّة.
وفي 16/11 أدان الأزهر الشريف في مصر، توسع الاحتلال في بناء المستوطنات بالقدس المحتلة، واصفًا إياه بأنه "إرهاب صهيوني"، وطالب الأزهر "المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم لوقف الاستيطان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية"، ورفض بشكل قاطع "هذه القرارات الباطلة التي تسعى لتغيير الهوية الديموغرافية على الأراضي الفلسطينية واستكمال مسلسل اغتصاب أرض دولة فلسطين"، وجدد الأزهر تأكيده "دعمه الكامل للشعب الفلسطيني المظلوم".