13- 19 كانون الثاني/يناير 2021
الأربعاء 20 كانون الثاني 2021 - 5:39 م 3671 286 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
13- 19 كانون الثاني/يناير 2021
إعداد: علي إبراهيم
أذرع الاحتلال تجري مسحًا هندسيًا للأقصى
والاحتلال يتلطى خلف "كورونا" ليمعن في استهداف المقدسيين
شهد المسجد الأقصى إجراء أذرع الاحتلال مسحًا هندسيًا لمصلياته وساحاته، وأثار هذا الاعتداء رفضًا مقدسيًا، وقد أشار متابعون إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق فرض واقع جديد في الأقصى، وتطبيق المزيد من المخططات التهويديّة أسفل وفي محيط المسجد، خاصة أن سلطات الاحتلال نفذت في الأسبوع الماضي حفريات في ساحة البراق، في مقابل استمرار سياستها بمنع أي أعمال ترميم وصيانة داخل المسجد. وفي سياق اقتحام الأقصى، استمرت في أسبوع الرصد اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يومي، بمشاركة شخصيات متطرفة. وفي سياق التهويد الديموغرافي، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وكشفت معطيات عبرية عن مخطط استيطاني لتوسيع السفارة الأمريكية في القدس المحتلة. وفي سياق التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على مسيرات احتجاجية رافضة لتعيين ممثل دبلوماسي للاحتلال في البحرين، وعلى تصريحات رسمية عراقية داعمة للقدس وفلسطين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتصاعد اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، ففي 13/1 أخذ مساحون ومُصورون بحماية قوات الاحتلال قياساتٍ هندسية في باحات الأقصى، وقاموا بمسحٍ وتصويرٍ ثلاثي الأبعاد لهذه المنطقة من المسجد، مستخدمين أجهزة وأدوات متطورة، بالتزامن مع منع المصلين والمرابطين من الاقتراب من العمال. وأثارت هذه الخطوة رفضًا مقدسيًا واسعًا، ففي 13/1 حذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني من مخاطر إجراء الاحتلال أعمال مسح هندسي للأقصى، وأشار الكسواني إلى أن سلطات الاحتلال تستغل الإغلاق العام بذريعة "كورونا"، لتشدد الحصار على القدس والبلدة القديمة، والتضييق على سكانها المقدسيين، وتحقق المزيد من مخططاتها التهويديّة.
وفي سياق آخر من الاعتداء، تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 13/1 اقتحم الأقصى 24 مستوطنًا، من بينهم القيادي في منظمات الاحتلال المتطرفة الحاخام المتطرف "الياهو ويبر"، الذي قدم شرحًا عن مدرسة "جبل المعبد" ونشاطها، ونشر مقطعًا مصورًا على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: "أنهم يقتحمون الأقصى نيابة عن كل اليهود، خاصة من لا يستطيع القدوم بسبب إجراءات الحجر الصحي"، وشهد الاقتحام أداء عددٍ من المستوطنين طقوسًا تلمودية بحماية شرطة الاحتلال. وفي 17/1 اقتحم الأقصى 14 مستوطنًا، بالتزامن مع فرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملًا في البلدة القديمة. وفي 18/1 اقتحم الأقصى 29 مستوطنًا، بحماية شرطة الاحتلال الخاصة، وفي اليوم نفسه اعتقلت قوات الاحتلال حارس الأقصى طارق صندوقة من داخل المسجد، وحولته إلى أحد مراكز التحقيق في المدينة المحتلة.
التهويد الديموغرافي
على الرغم من فرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملًا بذريعة الحد من انتشار "كورونا"، إلا أنها تتابع هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 14/1 أخطرت بلدية الاحتلال مقدسيًا في جبل المكبر، لهدم منزله بذريعة البناء من دون ترخيص، وأمهلته 21 يومًا لإخلاء المنزل قبل هدمه، ويتكون المنزل من طبقة واحدة، ولا تتجاوز مساحته 80 مترًا، يقيم فيه مع زوجته وأبنائه وأحفاده. وفي 17/1 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله، في حي رأس العمود ببلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص.
وفي سياق متصل بالبناء الاستيطاني، في 15/1 صادقت "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال، على مخططٍ استيطانيٍ يقضي بتوسعة مبنى السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، وكشفت صحف عبرية أنّ المخطط يشمل توسيع باحة السفارة القائمة في بؤرة "أرنونا" الاستيطانية، لتصل مساحتها إلى 50000 متر مربع، وتتضمن الخطة إقامة أبنية إضافية لأمن السفارة، إضافة إلى بناء تحصينات مختلفة.
قضايا:
ومع استمرار فرض سلطات الاحتلال الإغلاقات المتكررة، كشفت مصادر مقدسية في 20/1 أن سلطات الاحتلال تتعامل بازدواجية واضحة في تطبيق الإغلاق، إذ تشهد المناطق المحتلة التي يقطنها مستوطنون تسهيلات وتراخيًا في تطبيق إجراءات الإغلاق، في المقابل تشدد سلطات الاحتلال إجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة، إذ نصبت العديد من الحواجز في أزقة البلدة وأمام أبوابها، وتسطر شرطة الاحتلال مخالفات يوميّة بحق الأهالي بذرائع عدم وضع الكمامة أو الالتزام بمسافة تباعد كافية، ولو كان المقدسي يمشي منفردًا في الشارع، وأشارت هذه المصادر إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف المصلين والمرابطين الذين يصلون أمام أبواب البلدة القديمة، ممن لا يسمح له بالوصول إلى المسجد الأقصى، وتسطر بحقهم محاضر الضبط.
التفاعل مع القدس
في 15/1 شارك مئات البحرينيين في مظاهرات حاشدة رفضًا للتطبيع مع الاحتلال، ولإقامة علاقات دبلوماسية بين النظام البحريني والاحتلال، وتأتي التظاهرة على أثر تعيين الاحتلال قائمًا بالأعمال ليمثل دولة الاحتلال في مملكة البحرين، ورفع المشاركون لافتات ترفض التطبيع، وتعلن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي 18/1 أكد نائب رئيس البرلمان العراقي بشير حداد أن القدس المحتلة ستبقى عاصمة فلسطين المحتلة وهي مفتاح السلام، وقال حداد إن "السلام والعدل الشامل في العالم لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين"، وأعرب حداد عن قلق العراق من تفاقم الأوضاع في فلسطين على أثر
"صفقة القرن"، ودعا حداد إلى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني، سواء "بالمساعدات المادية أو المعنوية لمواصلة صمود المسلمين في فلسطين لمواجهة التحديات والتصدي لمحاولات تهويد القدس وتحريك ملف الأسرى للإفراج عن إخواننا المعتقلين في سجون الاحتلال".