07 - 13 نيسان/إبريل 2021
الأربعاء 14 نيسان 2021 - 4:05 م 3724 332 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
07 - 13 نيسان/إبريل 2021
إعداد: علي إبراهيم
تسريب ثلاث عقارات إلى جمعيات استيطانية في سلوان والاحتلال يقطع أسلاك الكهرباء والصوت في عددٍ من مآذن الأقصى
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكل شبه يومي، وفي أسبوع الرصد منعت قوات الاحتلال أعدادًا كبيرة من فلسطينيي الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وفي وقتٍ لاحق أصدرت قرارًا يحدد أعداد فلسطينيي الضفة المشاركين في جُمع رمضان، بما لا يتجاوز 10 آلاف مصلٍ فقط. وشهد أسبوع الرصد اقتحام قوات الاحتلال عددًا من مآذن المسجد الأقصى، وقطعوا أسلاك الصوت والكهرباء، في اعتداء واضح على المسجد، ولإسكات صوت الأذان والصلاة، لألا تشوش على المستوطنين في ساحة حائط البراق. وعلى الصعيد الديموغرافي، أقرت سلطات الاحتلال توسيع بعض مستوطنات المدينة المحتلة، إضافة إلى الكشف عن تسريب ثلاث بنايات في سلوان إلى جمعيات استيطانية، ما أثار رفضًا مقدسيًا واسعًا. وعلى صعيد التفاعل، تُسلط القراءة الأسبوعية الضوء على عددٍ من الحملات التطوعية في القدس المحتلة لتزيين شوارع المدينة المحتلة وتنظيفها، إضافة إلى الاهتمام بالمسجد الأقصى والمقابر الإسلامية المحيطة به.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 8/4 اقتحم الأقصى 86 مستوطنًا، نفذوا جولات استفزازية في أرجاء المسجد. وفي 11/4 اقتحم الأقصى 125 مستوطنًا، تجولوا في أرجاء المسجد بشكلٍ استفزازي، بحماية قوات الاحتلال. وفي 13/4 اقتحم الأقصى 228 مستوطنًا، بالتزامن مع اليوم الأول من شهر رمضان، وبحسب مصادر مقدسية، اقتحم المستوطنون المسجد على شكل مجموعاتٍ صغيرة بحماية قوات الاحتلال.
وفي سياق إجراءات الاحتلال للحد من وصول الفلسطينيين إلى الأقصى، فرضت قوات الاحتلال في 9/4 قيودًا على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى البلدة القديمة، ما حال دون وصولهم إلى المسجد الأقصى، والمشاركة في صلاة الجمعة، وبحسب مصادر مقدسية، أعادت قوات الاحتلال القادمين من الضفة، وهددتهم بالاعتقال في حال رفضهم الامتثال للأوامر.
وفي سياق تقليل أعداد الفلسطينيين القادمين إلى المسجد الأقصى، أصدرت سلطات الاحتلال في 13/4 قرارًا يقضي بالسماح لـ 10 آلاف فلسطيني من سكان الضفة الغربية لأداء الجمعة الأولى في شهر رمضان، بذريعة الوقاية من "كورونا"، وبحسب متابعين للشأن المقدسي، تهدف سلطات الاحتلال خفض أعداد المشاركين في صلاة الجمعة، في سياق فرضها المزيد من التحكم والسيطرة على القدس والأقصى، وتقليل الوجود البشري الإسلامي في شهر رمضان.
وفي سياق استهداف المظاهر الرمضانية في القدس المحتلة، في 13/4 صادرت قوات الاحتلال وجبات الإفطار بالقرب من باب الأسباط، ومنعت الموجودين من تناول طعام الإفطار في المنطقة. وفي اليوم نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال مئذنتي المغاربة والأسباط داخل المسجد الأقصى المبارك، وقطعت تمديدات الصوت والكهرباء، لإسكات صوت الأذان والصلاة، لألا تشوش على المستوطنين في ساحة حائط البراق.
التهويد الديموغرافي
تعمل سلطات الاحتلال على تعزيز الاستيطان في القدس المحتلة، ففي 7/4 صادقت "لجنة التخطيط والبناء المحلية" التابعة لبلدية الاحتلال على خطة توسيع مستوطنة "هار حوما"، المقامة على جبل أبو غنيم في القدس المحتلة، وبحسب المصادر العبرية سيتم بناء 540 وحدة استيطانية، إلى جانب أكثر من 2000 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات هاماتوس"، ما سيؤدي إلى عزل قرية بيت صفافا عن باقي المناطق الفلسطينية المحيطة بها.
وفي سياق متصل بالاستيطان، كشفت وسائل إعلام عبرية في 12/4 أن إدارة "الصندوق القومي اليهودي" صادقت على مقترح شراء أراضٍ في مستوطنات الضفة الغربية، وتستهدف عمليات الشراء الأراضي التي أقيم عليها مستوطنات وبؤر استيطانية معزولة عن المستوطنات الكبرى. وبحسب المصادر العبرية ستحاول شركات الاحتلال شراء أراضي الفلسطينيين الخاصة، بهدف توسيع المستوطنات القائمة، وتخصيصها لإقامة المشاريع المجتمعية والتعليمية.
وعلى صعيد آخر من التهويد، ففي 8/4 تم الكشف عن تسريب 3 بنايات سكنية وقطعة أرض في بلدة سلوان، وحولت ملكية العقارات إلى جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، اقتحم أكثر من 100 مستوطن منطقة الحارة الوسطى في سلوان بحماية قوات الاحتلال، وقاموا بالاستيلاء على البنايات الثلاث، ووضعوا غرفتين سكنيتين داخل قطعة الأرض، ونصبوا كاميرات مراقبة على مداخل البنايات، وبسبب هذا التسريب ارتفع عدد البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى في سلوان إلى 12 بؤرة. وعلى أثر التسريب تبرأت العوائل الفلسطينية في سلوان من أصحاب البنايات المسربة، مؤكدين تمسكهم بأرضهم، ورفضهم أي تغلغل استيطاني في مناطقهم.
وحول مشاريع البنية التحتية الخاصة بالاستيطان، تخطط "لجنة التنظيم والبناء" الإسرائيلية إلى استحداث أربعة أنفاق جديدة، تهدف إلى ربط المستوطنات شرق القدس المحتلة بالمدينة المحتلة، وستسهل تنقل المستوطنات بين مستوطنات "معالية ادميم" و"بسغات زئيف" و"النبي يعقوب" و"آدم" وباقي مستوطنات شرق مدينتي القدس ورام الله، وبحسب مصادر مقدسية ستخترق هذه الأنفاق مناطق العيسوية وشعفاط وبيت حنينا وعناتا وأجزاء من حزما، وتسهم في عزلتها بشكلٍ أكبر.
التفاعل مع القدس
في 8/4 انطلقت في البلدة القديمة فعاليات مهرجان القدس للتسوق "يلا على البلد"، بمشاركة واسعة من أهالي القدس المحتلة، والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وتضمن اليوم الأول من المهرجان فعاليات ثقافية وفنية في أسواق البلدة القديمة، واستمر حتى 13/4، ويهدف المهرجان لدعم التجار المقدسيين، وتنشيط الحركة التجارية في البلدة القديمة.
وفي أسبوع الرصد استكملت لجان الأحياء في القدس المحتلة تزيين شوارع وأزقة البلدة القديمة، استعدادًا لشهر رمضان المبارك، وانشغلت طواقم شبابية في مختلف الحارات والأحياء في تزيين الشوارع بحبال الزينة المضيئة، وفوانيس رمضان، ولافتات الترحيب بالوافدين إلى الأقصى. ونظمت مجموعات شبابية حملة تنظيف لبعض أحياء البلدة خاصة في شارع الواد ومنطقة سوق القطانين المفضي إلى الأقصى، وشملت تزيين الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى.
وفي 10/4 انطلق معسكر "القدس أولاً" الذي تنظمه جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات وعدد من المؤسسات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ويهدف المعسكر إلى تنظيم حملات تطوعية تشمل تنظيف ساحات المسجد الأقصى ومصلياته، إضافة إلى مقبرتي اليوسفية والرحمة، وغيرها من أعمال التطوع التي تشمل المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.
وفي سياق آخر من التفاعل، أعلنت مؤسسة وقف الأمة التركية في 12/4، عن إطلاق حملة لدعم مدينة القدس المحتلة وسكانها خلال شهر رمضان المبارك تحت عنوان "إسعاف القدس"، على أن يستفيد منها نحو 460 ألف فلسطيني، وأطلقت الحملة في مؤتمر افتراضي بمشاركة علماء ودعاة بارزين، وتضم الحملة عددًا من المشاريع الإغاثية، من أبرزها توزيع وجبات الإفطار في مدينة القدس، وتسديد ديون الغارمين، وتقديم كسوة العيد للمحتاجين، ومشروع لشد الرحال إلى المسجد الأقصى وغيرها من المشاريع.