19 - 25 أيار/مايو 2021
الأربعاء 26 أيار 2021 - 11:48 م 3889 263 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
19 - 25 أيار/مايو 2021
إعداد: علي إبراهيم
عودة اقتحامات المسجد الأقصى بعد 19 يومًا من التوقف
والهبة الفلسطينية مستمرة في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة
عاد المستوطنون إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك بعد منع الاقتحامات لنحو 19 يومًا، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، التي حولت المسجد الأقصى إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. وعلى الصعيد الديموغرافي، يتهدد حي بطن الهوى في سلوان خطر التهجير، إذ تنظر محاكم الاحتلال في قضية تهجير نحو 700 فلسطيني من منازلهم في الحي. وتتابع القراءة الأسبوعية مستجدات الهبة الفلسطينية في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، ونفذ شاب مقدسي عملية طعن بطولية في حي الشيخ جراح أدت إلى إصابة شرطيين إسرائيليين، وأشارت القراءة الأسبوعية إلى حجم الاعتقالات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، التي طالت نحو 2400 فلسطينيًا من مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
أدت المواجهة الفلسطينية الشاملة إلى إجبار الاحتلال على التراجع في بعض محطات التهويد، فلم يفتح باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين في عيد "الأسابيع" اليهودي، وأغلق الأقصى في وجه الاقتحامات نحو 19 يومًا، ولم تشهد المدينة المحتلة تطورات ملحوظة على مشاريع التهويد. وعلى أثر إقرار الهدنة مع المقاومة، دعت "منظمات المعبد" أنصارها لاقتحام الأقصى في 23/5/2021، وفي سياق حشد المستوطنين لاقتحام المسجد، صرح المتحدث باسم المنظمات المتطرفة أساف فريد أن "يوم الأحد صباحًا في تمام الساعة 7:00 سنعرف ما إذا كنا قد خسرنا الحرب".
وفي 23/5 اقتحم الأقصى 127 مستوطنًا، في فترة الاقتحامات الصباحية، وأدى عددٌ من المقتحمين صلوتٍ تلمودية علنية بحماية قوات الاحتلال، وحولت قوات الاحتلال محيط المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية منذ الصباح الباكر، وأخرجت المرابطين من ساحات المسجد في ساعة مبكرة. وفي اليوم نفسه، اعتقلت قوات الاحتلال 6 مقدسيين، من بينهم 4 من موظفي الأوقاف. وبحسب معطياتٍ صادرة عن مركز معلومات وادي حلوة، أبعدت سلطات الاحتلال 13 فلسطينية عن المسجد الأقصى مدة أسبوع، وتأتي حملة الإبعاد هذه في سياق فرض العقاب الجماعي على المكون الإسلامي في الأقصى. وفي 24/5 اقتحم عشرات المستوطنين باحات الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وأدى المقتحمون صلوات تلمودية علنية في باحات الأقصى.
التهويد الديموغرافي
تتصاعد محاولات الاحتلال السيطرة على المزيد من العقارات في القدس المحتلة، في سياق استهداف التركيبة السكانية للمدينة المحتلة، إذ تحاول سلطات الاحتلال تهجير مئات الفلسطينيين من حي بطن الهوى في سلوان، على أن تصدر محاكم الاحتلال قرارها في مسألة تهجير السكان في 26/5/2021، وبحسب متابعين للشأن المقدسي، يستهدف الاحتلال تهجير 86 عائلة تضم نحو 700 فلسطينيّ، ومن المتوقع أن تؤجل المحكمة إصدار القرار، بسبب المواجهات في المدينة، ولألا تكون قضية جديدة تُثار في وجه الاحتلال.
الهبة الفلسطينية:
تتابع الجماهير الفلسطينية هبتها في وجه الاحتلال وجنوده، ففي 19/5 سقط 4 شهداء ونحو 200 إصابة في المواجهات العنيفة التي دارت في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة. وفي 21/5 شارك الآلاف من الفلسطينيين في حملة الفجر العظيم تحت عنوان "فجر انتصار القدس"، ففي المسجد الأقصى المبارك شارك الآلاف في صلاة الفجر، وخرجوا على أثرها بمسيرات تبارك نصر المقاومة، وشهدت مساجد الضفة الغربية وقطاع غزة مشاركة فلسطينية حاشدة.
وفي 22/5 شهدت القدس المحتلة مواجهات عنيفة في العديد من أحياء المدينة وبلداتها، استخدم خلالها الاحتلال الأعيرة النارية والقنابل الصوتية الحارقة، والغازية المسيلة للدموع، وشملت المواجهات جبل المكبر وسلوان ومخيم شعفاط والصوانة، والطور، والعيزرية وأبو ديس، وغيرها.
ولم تتوقف العمليات الفردية خلال أسبوع الرصد، ففي 25/5 نفذ الفتى المقدسي زهدي الطويل (17 عامًا)، عملية طعن شمال حي الشيخ جراح، أدت إلى إصابة عنصرين في شرطة الاحتلال، واستشهاد المنفذ. وعلى أثر العملية احتجزت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد.
وفي سياق محاولات الاحتلال كبح الهبة الفلسطينية والحد من آثارها، صعدت أذرع الاحتلال من اعتقالها للفلسطينيين في المناطق المحتلة، وبحسب مصادر فلسطينية اعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية شهر أيار/مايو نحو 2400 فلسطينيًا، وأصدرت نحو 155 أمر اعتقال إداري في الضفة الغربية بمفردها. وبحسب مصادر متابعة تستهدف سلطات الاحتلال من حملة الاعتقالات هذه كل من له دورّ طليعيّ على المستوى الاجتماعيّ والمعرفيّ والسياسيّ في الساحة الفلسطينية. ولفتت مصادر قانونية أن سلطات الاحتلال تستخدم المقاطع المنتشرة على وسائل التواصل لإدانة المعتقلين، إذ تعتقل قوات الاحتلال كل من تُظهره المقاطع المصورة مشاركًا في المواجهات داخل القدس المحتلة وخارجها، وناشد محامون فلسطينيون، عدم نشر مقاطع تُظهر وجوه المشاركين، لألا تكون أداة في يد الاحتلال وأذرعه القانونية.
التفاعل مع القدس
في 21/5 قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سماعيل هنية أنّ المقاومة في غزة قد وقفت لتنتصر للقدس وتدافع عن المسجد الأقصى، وكانت عند حسن الظن ومستوى هذه المعركة. وشدد هنية في كلمته أن معركة "سيف القدس" معركة حاسمة، وأن ما بعد المعركة لا يشبه ما قبلها، وأكد بأن المقاومة هو أقصر الطرق نحو التحرير والعودة.
في 23/5 شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، أ مسيرة جماهيرية حاشدة، نصرة للقدس وفلسطين، والمقاومة في غزة، ورفع المشاركون في المسيرة علم فلسطين، ورددوا الهتافات المنددة بالاحتلال، والداعمة للمقاومة، وطالبوا بوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى، ووقف مخططات التهجير والإحلال في الشيخ جراح. وشارك في المسيرة، ممثلون عن القوى والأحزاب السياسية وأعضاء من مجلس الشعب الموريتاني، ووزراء ومنظمات المجتمع المدني.