30 آذار/مارس – 05 نيسان/إبريل 2022
الأربعاء 6 نيسان 2022 - 2:14 م 3004 275 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
30 آذار/مارس – 05 نيسان/إبريل 2022
إعداد: علي إبراهيم
حاخامات الاحتلال يقتحمون الأقصى، ويبحثون اقتحامات "الفصح اليهودي"
وساحة باب العمود تشهد محاولاتٍ جديدة لفرض سيطرة الاحتلال عليها
تصعد أذرع الاحتلال من استهدافها للمسجد الأقصى مع اقتراب "عيد الفصح" العبري، فقد شهد أسبوع الرصد اجتماعًا ضم عددًا كبيرًا من حاخامات الاحتلال للبحث باقتحامات "الفصح اليهودي" وتقديم "قربان الفصح" داخل الأقصى، وإلى جانب خطورة فحوى الاحتلال فقد تم ضمن اقتحام للمسجد الأقصى المبارك، وفي سياق متصل بالقربان، تقدم رفائيل موريس بطلب من شرطة الاحتلال لتقديم القربان الحيواني داخل الأقصى، مساء الجمعة في 15/4/200. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على مجريات الأحداث في ساحة باب العمود، ومحاولة الاحتلال إعادة فرض السيطرة عليها، عبر نصب حواجز حديدية، وإقامة مركز شرطة قريبٍ منها، وشهدت الأيام الأولى من شهر رمضان اشتباكاتٍ يومية في الساحة ومحيطها. وتتناول القراءة قراراتٍ جديدة للمستوى الأمني لدى الاحتلال، بتضمن الدفع بالمزيد من العناصر الأمنية إلى المناطق الفلسطينية المحتلة، وفتح باب التطوع أمام المستوطنين للالتحاق بكتائب مدنية تساند الاحتلال في حال تفجرت الأوضاع من جديد. أما على صعيد التفاعل تتناول القراءة الأسبوعية إطلاق مؤسسة القدس الدولة تقريرها السنوي "حال القدس السنوي 2021"، وعلى مسيرة في العاصمة الأردنية ترفض التطبيع وتحتفي بمعركة الكرامة، إضافةً إلى انسحاب لاعب رياضي كويتي من بطولة عالمية لألا يواجه لاعبًا "إسرائيليًا".
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 31/3 اقتحم الأقصى نحو 200 مستوطن، من بينهم 5 عناصر من مخابرات الاحتلال، أدى العديد منهم صلواتٍ يهودية في ساحات الأقصى الشرقية، وكان من بين المشاركين في الاقتحام عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن غفير، الذي اقتحم الأقصى بحماية عددٍ كبير من قوات الاحتلال. وفي 3/4 اقتحم الأقصى 164 مستوطنًا، تجولوا في أرجاء المسجد بحماية قوات الاحتلال. وفي 4/4 شهد المسجد الأقصى اقتحامًا بالغ الخطورة، شارك فيه مجموعةٌ من كبار حاخامات الاحتلال، وتضمن الاقتحام مناقشة تحضيرات المنظمات المتطرفة لاقتحامات "عيد الفصح" اليهودي، وضرورة تقديم "قربان الفصح" في الأقصى، وأكد المقتحمون على أن أداء القربان قد جاء أوانه، ولا يقف في طريق تنفيذه أي شيء. وبحسب مصادر مقدسية شارك في الاقتحام حاخامات من مختلف المنظمات المتطرفة والمستوطنات والمعاهد الدينية، إضافةً إلى "السنهدرين الجديد"، التي تعمل على إعادة إحياء سلطة الحاخامات القيادية للمجتمع اليهودي. وفي 4/4 اقتحم الأقصى 73 مستوطنًا، تلقوا شروحاتٍ عن "المعبد" قرب مصلى باب الرحمة.
وفي متابعة لمحاولة "منظمات المعبد" تقديم "قربان الفصح" داخل المسجد الأقصى، ففي 4/4 رئيس حركة "العودة إلى جبل المعبد" المتطرف رفائيل موريس، أنه قدم طلبًا إلى شرطة الاحتلال لتقديم القربان مساء الجمعة 15 نيسان/إبريل 2022، وبحسب منشور لموريس على فيس بوك قال بأن طلبه لتحقيق "ذروة العبادة اليهودية في أقدس الأماكن"، وقال أن رفض شرطة الاحتلال لطلبه هذا، يشكل سلوكًا "معاديًا لليهود واستسلامًا مخزيًا للإرهاب العربي"، وأكد موريس إصراره على تقديم القربان، وهو طقس لا يتم إلا في "المعبد" عشية "عيد الفصح" العبري، ويتضمن ذبح قربان حيواني.
وعلى صعيدٍ آخر من استهداف المكون البشري الإسلامي في الأقصى، ففي 4/4 سلمت مخابرات الاحتلال مدير عام أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات، قرارًا بإبعاده عن المسجد الأقصى لستة أشهر. وفي 5/4 جددت سلطات الاحتلال قرار إبعاد مدير مركز زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن في القدس، الشيخ عبد الرحمن بكيرات لمدة 4 أشهر إضافية. وحول قرارات الإبعاد، رصد مركز معلومات وادي حلوة إصدار سلطات الاحتلال 27 قرار إبعاد عن القدس في شهر آذار/مارس 2022، من بينها 20 قرار إبعادٍ عن المسجد الأقصى.
باب العمود
لم يكن المسجد الأقصى نقطة التصعيد الوحيدة في المدينة المحتلة، فمع بداية شهر رمضان بدأت سلطات الاحتلال بإعادة فرض القيود في ساحة باب العمود، في محاولة لإفراغها من المقدسيين، ومنع الشباب المقدسي من البقاء في الساحة في ليالي رمضان، وعلى الرغم من كون الساحة واحدة من القضايا التي أدت إلى اندلاع الهبة الفلسطينية الشاملة إلا أن سلطات الاحتلال تكرار التجربة للعام الثاني على التوالي، ففي 3/4 اندلعت مواجهاتٌ عنيفة في الساحة، على أثر وضع قوات الاحتلال حواجز حديدية في أطراف الساحة، وانتشارها مساءً بكثافة واعتدائها على الموجودين فيها، ما أدى إلى اعتقال 5 مقدسيين. وفي مساء اليوم نفسه اقتحم وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد ساحة باب العمود بحماية أمنية مكثفة، أدت إلى إغلاق شبه كامل للساحة.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بعرقلة الوجود المقدسي فقط، بل عملت على إقامة غرفة أمنية للقيادة الميدانية في محيط ساحة باب العمود، وأشار متخصصون في شؤون القدس إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد تصعيد المواجهة في القدس المحتلة. وهي ممارسات أدت إلى اشتعال المواجهات في 4/4 عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح، ما أدى إلى إصابة 17 مقدسيًا. وفي 5/4 اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان في محيط باب العمود، على أثر تجدد الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي.
الانتفاضة الفلسطينية
كشفت المعطيات السابقة بأن ما قامت به سلطات الاحتلال في الأسابيع الماضية ليس إلا مناورة لاستمرار ما تقوم به من استهداف للقدس والأقصى، ففي 30/3 أعلن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومر بارليف عن التجنيد الفوري لوحدات إضافية من قوات "حرس الحدود"، وتجنيد 300 جندي نظامي في الخدمة الدائمة لدى جيش الاحتلال. وصرّح بارليف بأنّه سيتم فتح وتوسيع وجود "الحرس المدني" في مختلف المناطق الفلسطينية، وأعلن فتح باب التطوع أمام المستوطنين. وسبق إعلان بارليف قرار قيادة الأركان الإسرائيلية، الدفع بـ 14 كتيبة قتالية إلى الضفة الغربية، في سياق تطويق أي تصعيدٍ قادم. وإلى جانب ما سبق كشفت وسائل إعلام عبرية بأن سلطات الاحتلال ألغت جولات جنود الاحتلال في القدس المحتلة، خوفًا من استهدافهم، واشتعال المواجهات في أحياء متفرقة من القدس المحتلة.
وعلى الرغم من تصعيد الوجود الأمني الكبير، ففي 31/3 نفذ الشاب نضال جمعة جعافرة (30 عامًا)، عملية طعن قرب مفترق "عتصيون" المتاخم لتجمع "غوش عتصيون"، ما أدى إلى إصابة مستوطن، واستشهاد المنفذ. وشهد شهر آذار/مارس تصاعدًا غير مسبوقًا في عدد العمليات النوعية وآثارها، فقد نفذ المقاومون 10 عمليات نوعية في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، أدت إلى مقتل 11 مستوطنًا وعنصرًا أمنيًا، إضافةً إلى جرح نحو 32 آخرين.
التفاعل مع القدس
بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض في 30/3 أطلقت مؤسسة القدس الدولية، تقريرها السنوي "حال القدس 2021: قراءة في مسار الأحداث والمآلات"، وذلك في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت عنوان "هبة باب العمود وسيف القدس في مواجهة "حارس الأسوار" واقتحامات الأقصى وإخلاء حي الشيخ جراح". بحضور عددٍ من الشخصيات الوطنية الفلسطينية واللبنانية، وعددٍ من القنوات الإعلامية. واستعرض مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود أبرز مضامين التقرير وما جاء فيه من معطيات تغطي الأوضاع في القدس المحتلة وتطور المقاومة والتفاعل مع قضايا المدينة في عام 2021، وختم حمود كلمته بتقديم أبرز توصيات التقرير إلى مختلف الجهات الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وفي 1/4 شارك آلاف الأردنيين في مسيرةٍ شعبيةٍ، في العاصمة الأردنية عمان، بالتزامن مع ذكرى معركة الكرامة الـ 54، وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني، دعمًا للمقاومة ورفضًا للتطبيع مع دولة الاحتلال. وأكد المشاركون في المسيرة إجماع الشعب الأردني على رفض التطبيع، وطالبوا الحكومة الأردنية بإلغاء الاتفاقيات المبرمة مع الاحتلال.
وفي 5/4 انسحب لاعب المنتخب الكويتي للمبارزة محمد الفضلي، من بطولة العالم للمبارزة المقامة في مدينة دبي رفضًا لمواجهة لاعب "إسرائيلي"، وهذا الموقف ليس الأول في مسيرة اللاعب الكويتي؛ إذ انسحب سابقا من بطولة العالم للمبارزة في هولندا عام 2019 رفضًا لمنازلة لاعب "إسرائيلي"، وشهد موقف الفضلي احتفاءً شعبيًا ورسميًا كويتيًا وعربيًا.