13 - 19 نيسان/إبريل 2022
الأربعاء 20 نيسان 2022 - 3:09 م 2892 227 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
13 - 19 نيسان/إبريل 2022
إعداد: علي إبراهيم
الرباط في الأقصى يعرقل اقتحامات "عيد الفصح"
وقوات الاحتلال تستخدم العنف لإدخال أكبر عددٍ من المستوطنين
شهد أسبوع الرصد اقتحامات عنيفة للمسجد الأقصى، فمع حلول اليوم الأول من "عيد الفصح" اليهودي، حاولت قوات الاحتلال إفراغ المسجد الأقصى من المرابطين، مستخدمة العنف المفرط، ما أدى إلى إصابة واعتقال مئات الفلسطينيين، وعلى الرغم من مشاركة العشرات في اقتحام الأقصى في أيام "الفصح" إلا أن صمود المرابطين في الأقصى أدى إلى عرقلة هذه الاقتحامات، فلم يستطع المقتحمون التجول أو أداء الصلوات العلنية، نتيجة استخدام المرابطين الإرباك الصوتي، ونثر الزجاج في مسارات الاقتحام المعتادة، إلى جانب استخدام الردم لسد طريق المستوطنين إلى المنطقة الشرقية من الأقصى، ومع استمرار الصمود الفلسطيني، صعدت سلطات الاحتلال من إصدار قرارات الإبعاد، التي تجاوزت 500 قرار إبعاد منذ بداية شهر رمضان. وعلى الصعيد الديموغرافي، تتناول القراءة الأسبوعية استمرار هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وبحسب مصادر مقدسية هدمت سلطات الاحتلال 64 منشأة سكنية وتجارية في القدس المحتلة منذ بداية عام 2022. أما على صعيد التفاعل تتناول القراءة الأسبوعية تحضير جهاتٍ كويتية لعقد مؤتمر دولي حول الوضع القانوني للقدس يتناول نظام الفصل العنصري، وعلى إطلاق حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حملة لدعم الرباط في الأقصى، ونشر ثقافته في الأردن، وعلى مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في حملة "الفجر العظيم" تضامنًا مع أهلهم في القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
شهد المسجد الأقصى أسبوعًا حافلًا من الاعتداء عليه بالتزامن مع "الفصح العبري"، وقبل حلول العيد صعدت أذرع الاحتلال دعواتها إلى اقتحام المسجد الأقصى، إلى جانب استمرار دعوات تقديم "القربان" داخل المسجد. ومع اليوم الأول للعيد العبري في 15/4 اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى على أثر انتهاء صلاة الفجر، وعملت على إنهاء الرباط في المسجد، مستخدمة الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز ورذاذ الفلفل، وشهد الاقتحام تدنيس قوات الاحتلال المصلى القبلي واعتقال عشرات المرابطين من داخله وتحويلهم إلى مراكز التحقيق. وإلى جانب تدنيس المسجد وتكسير عدد كبير من شبابيك المصلى القبلي، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 500 فلسطيني من داخل المسجد، فيما سجل الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة أكثر من 180 فلسطينيًا بجراح متفاوتة. وكشف متخصصون في شؤون القدس بأن الاحتلال حاول إنهاء حالة الرباط في الأقصى، واعتكاف مئات الفلسطينيين داخل المسجد قبل انطلاق الاقتحامات في 17/4/2022، التي تتحضر لها أذرع الاحتلال وتتوعد أن تكون كثيفة.
وفي أول أيام اقتحام المستوطنين للأقصى في 17/4 عملت قوات الاحتلال على تأمين اقتحامات المسجد عبر مشاركة مئات عناصر الشرطة، التي حاولت إفراغ المسجد من المصلين، إلا أن المعتكفين سدوا الطرق المؤدية إلى المنطقة الشرقية من الأقصى بالحجارة والردم الذي كان موجودًا في ساحات المسجد الشرقية، وأدت إجراءات المرابطين إلى تأخير دخول المستوطنين نحو 40 دقيقة، وإجبار المستوطنين على استخدام مسارٍ قصير منعهم من أداء الصلوات اليهودية، وبلغ عدد مقتحمي الأقصى نحو 545 مستوطنًا. وفي 18/4 اقتحم الأقصى 561 مستوطنًا، مع استمرار إغلاق مسار الاقتحام بالردم والحجارة، وشهد الاقتحام استخدام المعتكفين في الأقصى الإرباك الصوتي لمنع المستوطنين من أداء صلواتهم اليهودية، وبث الرعب في قلوبهم، إلى جانب استخدام المفرقعات النارية واستهداف جنود الاحتلال بشكلٍ مباشر، واستبقت قوات الاحتلال الاقتحام بفرض قيودٍ مشددة أمام أبواب الأقصى، وعرقلة وصول المصلين من خارج البلدة القديمة إلى المسجد. وفي 19/7 اقتحم الأقصى 622 مستوطنًا، وسط استخدام المرابطين للإرباك الصوتي والمفرقعات النارية، وبحسب مقاطع صورة بث المرابطون في الأقصى خطابًا للناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" وأصوات صافرات الإنذار، ما دفع المستوطنين إلى الهرب من محيط المصلى. وقام المعتكفون بنثر الزجاج في مسار الاقتحام لعرقلة تجول المقتحمين، الذين يدخلون إلى الأقصى حفاة في سياق أدائهم الطقوس اليهودية الخاصة بـ"المعبد"، ما دفع شرطة الاحتلال إلى تقليل عدد المقتحمين في كل فوج إلى 30 مستوطنًا، وسرعت مسيرهم ولم تسمح لهم بالتوقف لأداء الصلوات اليهودية العلنية.
ومع استمرار المواجهات اليومية في المسجد الأقصى، صعدت سلطات الاحتلال من إصدار قرارات الإبعاد بحق الفلسطينيين، وبحسب مركز معلومات وادي حلوة أصدرت سلطات الاحتلال نحو 520 قرار إبعاد عن الأقصى منذ بداية شهر رمضان، ومن المتوقع أن يتصاعد أعداد المبعدين مع استمرار محاولات الاحتلال فرض اقتحامات الأقصى في عيد "الفصح اليهودي".
التهويد الديموغرافي
أجبرت بلدية الاحتلال في 16/4 مقدسيًا على هدم منزله في حي وادي الجوز، إذ تسعى سلطات الاحتلال إلى إقامة "حديقة توراتية" في المنطقة، وتستهدف بالهدم نحو 25 منزلًا. وحول أعداد المنازل المهدمة في القدس المحتلة ووثقت شبكة القسطل هدم 64 منشأة سكنية وتجارية وزراعية منذ بداية عام 2022، عددٌ كبيرٌ منها هدمها أصحابها قسريًا تحت تهديد الغرامات الباهظة.
التفاعل مع القدس
أعلنت الحملة الدولية للدفاع عن القدس وجمعية المحامين الكويتية، عن تحضيرها لعقد "مؤتمر القدس القانوني الدولي" في الكويت، ما بين 17 و20 أيار/مايو القادم، وسينعقد المؤتمر تحت عنوان "انتهاكات نظام الأبرتهايد والاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة"، ويتضمن برنامج المؤتمر ثلاثة محاور تتناول جوانب قانونية مختلفة مما تقوم به سلطات الاحتلال، ويسعى القائمون عليه إلى حشد أكبر مشاركة ممكنة.
وفي 11/4 أعلن حزب حزب جبهة العمل الإسلامي والهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، عن إشهار مشروع "الرباط المقدسي"، الذي يتضمن وأنشطة عملية حول الرباط ونشر ثقافته بين أبناء الشعب الأردني، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من خلال إطار تأصيلي وشرعي ومشاريع عمل على صعيد المؤسسات والأفراد، ويضم المشروع 10 مبادرات عملية أبرزها: "مبادرة اصبروا وصابروا، مبادرة المجتمع العصامي، مبادرة الفجر العظيم، إعادة الزخم إلى جهود مواجهة التطبيع، مبادرة نداء الأقصى، رباط المؤاخاة، تعظيم البلد المقدس" وغيرها.
وفي 16/4 ندد أمير الجماعة الإسلامية في باكستان سراج الحق، باقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، وبالعنف الذي اقترفته قوات الاحتلال بحق المصلين، وحذر سراج الحق من أن حكومة الاحتلال تسعى إلى تغييب الهوية الإسلامية للقدس، وأشاد بثبات المرابطين في القدس.
وفي 17/4 شارك اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في "حملة الفجر العظيم"، وشهدت المساجد في المخيمات الفلسطينية مشاركة فاعلة نصرة للقدس والأقصى، وبعد انتهاء الصلاة ألقى العلماء كلمات أثنت على ثبات المقدسيين في وجه الاحتلال، ودعت المصلين إلى دعم إخوانهم في القدس المحتلة.