25 - 31 أيار/مايو 2022
الأربعاء 1 حزيران 2022 - 4:17 م 2862 208 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
25 - 31 أيار/مايو 2022
إعداد: علي إبراهيم
عشرات المستوطنين يؤدون صلوات يهودية داخل المسجد الأقصى في "يوم القدس"
والفلسطينيون يواجهون "مسيرة الأعلام" بعشرات نقاط المواجهة في القدس والضفة
شكل "يوم القدس" محطة بالغة الخطورة في القدس المحتلة، ففي صباح ذلك اليوم شهد المسجد الأقصى اعتداءات عديدة، تمثلت بمشاركة مئات المستوطنين في اقتحام المسجد، وأداء العشرات منهم صلواتٍ يهودية علنية بحماية قوات الاحتلال، إضافةً إلى رفع علم الاحتلال، وأداء نشيد "الهاتيكفاه" وغيرها من الاعتداءات. وفي مساء ذلك اليوم اندلعت في القدس مواجهات عنيفة على أثر وصول "مسيرة الأعلام" إلى ساحة باب العمود، واستطاع الفلسطينيون مواجهة الأعداد الضخمة التي شاركت في المسيرة، رافعين الأعلام الفلسطينية في وجه المستوطنين، واندلعت في الضفة والقدس المحتلتين عشرات نقاط المواجهة، ونفذ مقاومون 12 عملية إطلاق نار استهدفت حواجز الاحتلال. وعلى الصعيد الديموغرافي تسلط القراءة الضوء على تصعيد سلطات الاحتلال من اعتقال المقدسيين، وعلى معاناة الأسيرة جعابيص التي ترفض سلطات الاحتلال تقديم أي علاج طبي لها. أما على صعيد التفاعل ترصد القراءة الأسبوعية عددًا من المسيرات التضامنية مع القدس والأقصى في لبنان والأردن وتركيا.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 25/5 اقتحم الأقصى مجموعة من المستوطنين، أدوا طقوسًا يهودي بحماية قوات الاحتلال. وفي 6/5 اقتحم الأقصى 140 مستوطنًا، من بينهم 30 طالبًا يهوديًا، تلقوا شروحاتٍ عن "المعبد"، وشهدت أبواب المسجد الأقصى إجراءات مشددة من قبل قوات الاحتلال. وشهد السجد الأقصى في 29/5 جملة من الاعتداءات غير المسبوقة، ففيه اقتحم الأقصى نحو 1687 مستوطنًا، بالتزامن مع "يوم توحيد القدس" بالتقويم العبري، وإلى جانب اقتحامات المسجد بأعداد كبيرة، أدى المستوطنون صلوات جماعية، وكشفت مقاطع مصورة عن أداء أعدادٍ كبيرة من المقتحمين "السجود الملحمي" الكامل في ساحات الأقصى الشرقية، وتخلل الاقتحام رفع المستوطنين علم الاحتلال داخل المسجد، وأداءهم رقصات استفزازية ونشيد "الهاتيكفاه"، بحماية قوات الاحتلال. وأشار متابعون لشؤون القدس إلى أن ما جرى في الأقصى سيفتح المجال أمام المزيد من الاعتداءات في الأقصى، خاصة أن "عيد الأسابيع/الشفوعوت" يحل في 5/6/2022، ومن المتوقع أن يشهد اقتحامات حاشدة تستكمل ما جرى في اقتحام المسجد في 29/5/2022. وفي 30/5 اقتحم الأقصى 128 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية بحماية قوات الاحتلال. وفي 31/5 اقتحم الأقصى 149 مستوطنًا، من بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك.
وفي سياق متابعة المشاريع التهويدية، ففي 25/5 أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة عن إطلاق العمل في القطار المعلق "التلفريك"، وبحسب وسائل إعلام عبرية بأن العمل انطلق على أثر رفض المحكمة العليا الالتماسات المقدمة لوقف تنفيذ المشروع.
مسيرة الأعلام
صعدت سلطات الاحتلال من استهداف المقدسيين لاستباق "مسيرة الأعلام"، ففي 25/5 أعلنت سلطات الاحتلال عن اعتقالها نحو مائة فلسطيني من القدس والداخل الفلسطيني في أقل من 24 ساعة، بذريعة تخطيط المعتقلين لعرقلة المسيرة. وفي 29/5 شارك في "مسيرة الأعلام" آلاف من المستوطنين بتحريض من أذرع الاحتلال المتطرفة وقيادات الاحتلال السياسية، وشارك في المسيرة أعضاء في "الكنيست" وحاخامات الاحتلال. ومع وصول المسيرة إلى ساحة باب العمود اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين في أكثر من نقطة في المدينة المحتلة، ورفع الفلسطينيون أعلام فلسطين عبر الطائرات المسيرة والبالونات وفي ساحات وأزقة المدينة، وأدت المناوشات مع قوات الاحتلال ومستوطنيه إلى إصابة 79 فلسطينيًا، نقل العديد منهم إلى مشافي القدس، واعتقلت قوات الاحتلال 25 فلسطينيًا على خلفية وجودهم في محيط باب العمود. وشهد هذا اليوم اعتداءات متعددة من قبل المستوطنين على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح.
التهويد الديموغرافي
كشف تقريرٌ لنادي الأسير الفلسطيني أن أكثر من 16 ألفًا و900 حالة اعتقال سُجلت في القدس المحتلة منذ عام 2015، من بين المعتقلين أطفال ونساء وكبار في السن وجرحى، وبحسب المركز بلغ عدد المعتقلين منذ بداية عام 2022 نحو 1530 حالة اعتقال.
وفي سياق متصل بمعناة الأسرى الفلسطينيين، ففي 27/5 رفضت محكمة الاحتلال المركزية التماسًا قدمته جمعية أطباء لحقوق الإنسان، لإجراء عملية بالأنف للأسيرة المقدسية إسراء جعابيص، رغم توصية الأطباء بأنّ هذه العملية تعدّ علاجًا طبيًا ضروريًا لها. وتستمر معاناة الجعابيص في سجون الاحتلال، خاصة أنها محرومة من الرعاية الطبية، وتعاني من آثار حروقٍ في أنحاء متفرقة من جسمها.
الهبة الفلسطينية
على أثر ما جرى في المسجد الأقصى و"مسيرة الأعلام" من اعتداءات، تصاعدت المواجهات الشعبية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبحسب مصادر فلسطينية شهدت المناطق المحتلة نحو 190 نقطة مواجهة، من بينها 12 نقطة مواجهة في القدس المحتلة و12 عملية إطلاق نار استهدفت مواقع عسكرية ومركبات الاحتلال ومستوطنيه، واستطاع الفلسطينيون إصابة 19 جنديًا ومستوطنًا إسرائيليًا. وفي 31/5 أصيب 4 من جنود الاحتلال على أثر اندلاع مواجهات في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
التفاعل مع القدس
شهدت العديد من الدول العربية والإسلامية وقفات متضامنة مع القدس والأقصى، ففي 29/5 شارك آلاف الفلسطينيين في مخيمات لبنان في مسيرات شعبية حاشدة تنديدًا باعتداءات الاحتلال بحق القدس والأقصى. وفي الأردن نظمت فعاليات شبابية وقفات تضامنية مع المسجد الأقصى. وفي 30/5 أقام الطلاب في جامعة بيرزيت وقفة حاشدة رفضًا لاعتداءات الاحتلال بحق المقدسيين والمقدسات. وفي 31/5 شارك آلاف الأتراك في مسيرة ضخمة في مدينة إسطنبول، انطلقت من مسجد الفاتح، نصرة للمسجد الأقصى وإحياء لذكرى شهداء "سفينة مرمرة".