03 - 09 حزيران/يونيو 2015
الأربعاء 10 حزيران 2015 - 3:30 م 20024 1446 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
03 - 09 حزيران/يونيو 2015
الحدائق "التوراتية" قيدٌ يطبق على القدس
لا يترك الاحتلال فرصة للإطباق على القدس وحصار المسجد الأقصى إلا ويستخدمها ويقوم بها، ويستخدم مسميات عامة كالحدائق والمتنزهات لتطبيق خططه في التهويد والاستيطان، ويظل اقتحام الأقصى جرعةً يومية لتطبيق رؤيته الدينية في الأقصى مع بعض التجاوب المحدود في الحد لبعض المشاريع الاستيطانية ومنع بعض الوجوه من اقتحام المسجد الأقصى.
التهويد الديني:
تقف القدس وحيدة في وجه الاحتلال وأذرعه الأمنية والقضائية والسياسية والإنمائية، ولكنه مع ذلك لا يستطيع التغافل عن فظاظة الطروحات والمشاريع إضافة للقرارات التي يريد تنفيذها على المدينة والمسجد الأقصى، فبعد قرار محكمة الصلح السماح للمتطرف "يهودا غليك" اقتحام المسجد الأقصى مرة في الشهر، قامت المحكمة المركزية بإلغاء هذا القرار معللة ذلك ببقاء المخاطر على حياة "غليك" وأنه لم يحصل تغيير على ظروف المنع، وهو قرار يدلل من جهة على أثر العمليات الفردية في ردع مقتحمي المسجد الأقصى، ومن جهة أخرى على هشاشة الإرادة المباشرة للمستوطنين في حال تهديد حياتهم بشكل مباشر.
وفي سياق متصل بقرارات الاحتلال ومشاريعه، استطاعت عدد من الجهات والمؤسسات المقدسية تقديم استئناف إلى "لجنة الاستئنافات في مجلس التخطيط الأعلى" حول المخطط الاستيطاني "كيدم" المزمع إقامته في وادي حلوة، وقد وافقت هذه اللجنة على الطلب وطالبت جمعية "إلعاد" الاستيطانية بتقديم مخطط جديد ضمن شروط محددة تتناول حجم المبنى وملحقاته من مواقف وغرف وصالات، الأمر الذي سيقلل مساحة المخطط لنصف المساحة السابقة، مع أن هذا القرار هو إنجاز في تقليل مساحة أي مشروع تهويدي فهو في الوقت نفسه يفتح الباب أمام معارك جديدة أمام هذه اللجان، والمفارقة أنها هي التي تشرع التهويد والاستيطان من جهة ثم تفصل في حجمه ووجوده من جهة أخرى.
كما شهد هذا الأسبوع اقتحامات يومية من المستوطنين وقوات الاحتلال وبعض الطلاب الإسرائيليين، حيث اقتحمت مجموعات طلابية يهودية من الجامعة العبرية بالقدس المحتلة المسجد الأقصى صباح الثلاثاء 9/6 ضمن ما أسموه الاحتفاء بنهاية العام الدراسي، وقد تم الاقتحام بحماية أمنية مشددة ومضايقات للمرابطين.
على صعيدٍ آخر يلاحظ أن هناك إغفالًا نسبيًا لطريقة أخرى للتغلل والتغيير ينتهجها الاحتلال تلقي بظلالها الكئيبة على البعدين الديني والديمغرافي في القدس، فقد أصدرت "كيوبرس" دراسة جديدة عن الحدائق التوراتية في مدينة القدس المحتلة، هذه الحدائق عبارة عن مساحات شاسعة يصادرها الاحتلال لتحويلها لمساحات خضراء يطلق عليها الحدائق الوطنية ولكن الوثائق والخرائط المسربة تؤكد أنها حدائق "توراتية/تلمودية"، تحاصر البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بلغ عددها سبع حدائق على مساحة ضخمة تقدر بـ 2680 دونمًا.
هذه الحدائق لها العديد من الآثار السلبية، فهي تقام على مساحات مصادرة مباشرة من السكان المقدسيين أو عبر قانون أملاك الغائبين الجائر، وتتضمن مشاريع استيطانية وتهويدية، يركز الاحتلال على جعلها نقاط جذب للسياح الأجانب وتمرير الرواية التلمودية التي يدعيها لهم وللأجيال الإسرائيلية الجديدة، كما تعيق هذه المساحات والمتنزهات أي إمكانية لتمدد المقدسيين في البناء والسكن، بل وتحاصرهم في مناطق محددة تقضمها أذرع الاحتلال المختلفة بشكل بطيء ومتتابع.
وقد تصاعد الاهتمام بهذه الحدائق من الحكومات الإسرائيلية المتتابعة حتى وصلت الميزانية المرصودة لها خلال أقل من عشر سنوات بين 2005 و 2013 إلى نصف مليار شيكل، ويشرف على هذه المشاريع التهويدية الاستيطانية عدد من أذرع الاحتلال على رأسها بلدية الاحتلال في القدس وجمعية "إلعاد" الاستيطانية، وتُدار كثير من المخططات ضمن ما يسمى بـ "سلطة الطبيعة والحدائق العامة"، وكذلك شركة تطوير القدس، مما يجند إمكانيات هائلة في تمويل وتنفيذ هذه المخططات.
التفاعل مع القدس:
يؤشر التفاعل مع القدس على قدر الاهتمام بها وبقضيتها، ويظل التفاعل أحيانًا سجين التصريحات والكلام ومبادرات المؤسسات بعيدًا عن الدول والحكومات. ويظل التفاعل الأهم مع قضايا المدينة المحتلة هو ما يحدث داخلها، ففي مواجهة مهرجان الأنوار التهويدي نظم "الحراك الشبابي المقدسي" فعالية "القدس لنا" وهو مهرجان يضم مناشط عديدة لمواجهة الاحتلال وجوانب ترفيهية وتثقيفية، وقد قام الاحتلال بالاعتداء بالضرب على المشاركين في الفعالية، معتقلًا عددًا منهم.
ومن الأنشطة المتفاعلة التي تعزز انتماء الأطفال للمسجد الأقصى المبارك، فعاليات "الأقصى مسؤوليتي" التي يشارك فيها أكثر من 250 طفلًا ضمن مناشط تربوية وترفيهية مميزة، تم اختيار المسجد الأقصى لعمارة رحابه بما هو مفيد للأطفال ولقضاء فترة الصباح في هذا المكان المبارك. ورسالة هذه الفعاليات التأكيد أن المسجد للمسلمين وحدهم، إضافةً لتنشئة جيل مميز على حب الأقصى والقدس.
وفي إطار التفاعل الخارجي مع القدس طالبت جامعة الدول العربية، بضرورة وجود تحرك إسلامي وعربي لوقف المد التهويدي في مدينة القدس المحتلة. كما صدر عن مجلس "الوحدة الاقتصادية العربية" بيان يشدد على عروبة القدس ورفض جميع الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية وغير القانونية التي تستهدف تهويد المدينة وضمها وتهجير سكانها، داعيًا المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية ولا سيما منظمة "اليونسكو" إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعا المجلس الدول العربية إلى ضرورة التحرك السريع لإحباط مخططات الاحتلال، وتنفيذ قرارات القمم العربية الخاصة بدعم صمود المقدسيين على أرضهم وفي مدينتهم.