22 - 28 حزيران/يونيو 2022
الخميس 30 حزيران 2022 - 10:01 ص 2564 174 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
22 - 28 حزيران/يونيو 2022
إعداد: علي إبراهيم
الأقصى بين اقتحامات ساحاته والحفريات أسفل منه
والاحتلال يحاول تسجيل أراضٍ وقفية قرب الأقصى بأسماء يهود
تستمر أذرع الاحتلال التهويدية في اقتحام المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وفي أسبوع الرصد شهد المسجد الأقصى جملةً من التطورات، أبرزها استمرار أذرع الاحتلال في تنفيذ حفرياتٍ في الجهة الجنوبية الغربية من الأقصى، ودق رموز القدس ومتخصصون في شؤون المدينة ناقوس الخطر، وأن الاحتلال يتحضر للسيطرة على تسوية تشبه المصلى المرواني، ما يستوجب تحركًا جماهيريًا عاجلًا. إلى جانب ما كشفته صحفٌ عبرية من محاولة الاحتلال تسجيل أراضٍ وقفية قرب المسجد الأقصى بأسماء يهود، في سياق السيطرة على المدينة، وفرض المزيد من التضييق على الأقصى. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع القراءة هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على تصريح مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، الذي دعا الفلسطينيين وجموع الأمة إلى مواجهة اعتداءات الاحتلال على الأقصى في موسم الأعياد اليهودية القادمة، وعلى رفض زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى، ففي 22/6 اقتحم الأقصى 119 مستوطنًا، ونفذ عددٌ من المقتحمين صلوات يهودية علنية في باحات الأقصى الشرقية. وفي 23/6 اقتحم الأقصى 139 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، وشارك في الاقتحام الحاخام المتطرف يهودا غليك، الذي قدم شروحاتٍ عن "المعبد" للمقتحمين. وفي 26/6 اقتحم الأقصى اقتحم الأقصى 151 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية في باحات المسجد. وفي 28/6 اقتحم الأقصى 207 مستوطنين، تلقوا شروحاتٍ عن "المعبد"، وأدى عددٌ منهم صلوات يهودية علنية في باحات المسجد الشرقية.
وفي سياق محاولات الاحتلال فرض سيطرته المباشرة على أبواب المسجد الأقصى، ففي 28/6 أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد، واقتحمت ساحاته وبعض مصلياته المسقوفة، بادعاء تنفيذ شاب فلسطينية عملية طعن قرب باب المجلس. وتُعد سياسة إغلاق الأقصى واحدة من أدوات الاحتــلال لفرض سيطرته على المسجد، وجزءًا من مخططاته الرامية إلى فرض الإغلاق المسجد إبان الأعياد اليهودية التي تشهد اقتحامات حاشدة، إلى جانب محاولة تطويع المقدسيين للقبول بالأمر الواقع.
وفي أسبوع الرصد شهد المسجد الأقصى ومحيطه جملة من التطورات، فقد تابعت سلطات الاحتلال حفرياتها المريبة قرب الجهة الجنوبية الغربية للمسجد، وتعمل طواقم الاحتلال على إزالة كمية من الأتربة بشكلٍ يومي، ويُشير متخصصون في شؤون القدس إلى أن المكان المستهدف عبارة عن تسوية في المساحات الداخلية من المسجد، تشابه المصلى المرواني، الذي افتتح على أثر محاولات الاحتلال للسيطرة عليه وتحويله إلى كنيس يهودي، وتقع هذه التسوية بين الجامع القبلي والمتحف الإسلامي في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد.
وقد أثارت حفريات الاحتلال رفضًا مقدسيًا كبيرًا، فقد صرح خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري بأن الحفريات تؤثر على أساسات المسجد، وتجعلها مكشوفة أمام العوامل الخارجية. وفي 25/6 كشفت مصادر مقدسية عن وجودٍ تشققات في أرضيات المسجد الأقصى، نتيجة حفريات الاحتلال بالقرب من المتحف الإسلامي، وفي ساحة حائط البراق، وتؤشر الحفريات المتصاعدة إلى أن سلطات الاحتلال مستمرة في تصعيدها، وأنها ماضية في تحقيق أهدافها من هذه الحفريات.
وفي سياق متصل باستهداف المنطقة المحيطة بالأقصى، ففي 27/6 كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن سلطات الاحتلال بدأت بعملية تسجيل أراضٍ باسم مستوطنين يهود، حول المسجد الأقصى، وتأتي خطوة الاحتلال ضمن قرار لتسجيل الأراضي في القدس المحتلة صدر عام 2018، وبدأت أذرعه التنفيذية بتطبيقه في عام 2021. وبحسب معطيات مقدسية فإن الأراضي المستهدفة، أراضٍ وقفية، ما يفتح المجال أمام الاحتلال للمضي بمخططاته من دون الالتفات إلى اعتراضات المقدسيين.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 22/6 هدمت جرافات الاحتلال منشأة تجارية وأسوارًا واسطبل خيول في بلدة عناتا، شمال شرق القدس المحتلة، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 28/6 هدمت آليات الاحتلال بيتًا متنقلًا، بالإضافة إلى تجريف منشآت زراعية في بلدة الزعيم شرق القدس المحتلة، بذريعة البناء من دون ترخيص.
التفاعل مع القدس
في 26/6 دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية إلى "تجديد وحدة تيارات الأمة في إطار مؤسسة القدس الدولية دفاعًا عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتعزيزًا لصمود أهلها المرابطين فيها"، وجاء تصريح هنية خلال مشاركته في المؤتمر القومي الإسلامي، الذي افتتح أعماله بكلمة هنية.
وفي 28/6 عقد مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية اجتماعه الدوريّ، وحذر المجلس من موجة اعتداءات الاحتلال القادمة بحق المسجد الأقصى، التي تبدأ أواخر شهر أيلول/سبتمبر وتستمر حتى منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، بالتزامن مع أعياد رأس السنة العبرية، والغفران، والعُرش. ودعا المجلس الشعب الفلسطيني وعموم الأمة إلى التصدي لهذه الاعتداءات بالسبل كافة، ومنع الاحتلال من تكريس هذه المواسم كأنها محطات ثابتة لاستباحة الأقصى. ووجه مجلس الإدارة نداء لرفض زيارة الرئيس الأمريكي بايدن القادمة إلى المنطقة العربية، خاصة أنها تهدف إلى تعزيز التطبيع العربي مع الاحتلال، وتوفير شبكة أمان لحمايته، وحشد عدد من الدول العربية إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة. وندعو أهلنا في الدول التي ستشارك في استقبال بايدن إلى الضغط على حكوماتهم، والتعبير عن رفضهم لهذه الزيارة بكل الوسائل الممكنة.