10 - 16 حزيران/يونيو 2015
الأربعاء 17 حزيران 2015 - 3:43 م 20526 1349 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
10 - 16 حزيران/يونيو 2015
الكنيست و"منظمات المعبد" ثنائي تقسيم الأقصى
تحاول "منظمات المعبد" بلورة طروحاتها حول الأقصى وعلى رأسها حرية اقتحامهم للمسجد وأداء صلواتهم فيه عبر تدريبات حينًا وندوات أحيانًا أخرى، يرافقها إعادة طرحها للنقاش في الكنيست، بالتوازي مع استمرار حملة التهويد التي تتعرض لها القدس، وسرقة أراضي المقدسيين والأوقاف، وتهويدها بكل الطرق الممكنة.
التهويد الديني:
مع كلّ تغييرٍ للمشهد السياسي الإسرائيلي تعود للواجهة المطالبات بتشريع صلوات اليهود في الأقصى، حيث شهد الأسبوع المنصرم مطالبة كل من النائبين الإسرائيليين ميكي زوهر وينون ماجال عقد جلسة للجنة الداخلية لبحث ما اعتبروه "التمييز ضد اليهود"، كما طالب ماجال بإبعاد المرابطين عن المسجد الأقصى إلى الأبد، في مقابل منح اليهود "الحق بالصلاة والتعبد فيه". وبالمقابل، تعهد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، بالعمل على "حفظ حرية أداء الشعائر الدّينيّة لليهود" في الأقصى كما عقدت لجنة الداخلية جلسة في 16/6/2015 لمناقشة تغيير الوضع القائم في الأقصى وإمكانية تعزيز الوجود اليهودي فيه، لكن الجلسة سرعان ما ختمت بعد أن تصدّى الأعضاء العرب في اللجنة لهذا الطرح. وتؤكد إعادة طرح الموضوع في الكنيست استمرار المساعي لتشريع صلاة اليهود في الأقصى وإن اضطرّ أصحاب هذا المشروع إلى تجميده من حين لآخر بانتظار فرصة مناسبة لإعادة طرحه.
الخطوات السياسية أو القانونية يرافقها تحركات على الأرض، يقوم بها عدد من أذرع الاحتلال التهويدية وعلى رأسها "منظمات المعبد"، فمن المقرر أن تعقد هذه المنظمات يوم الأربعاء 17/6 ندوة تسأل: "جبل المعبد بأيدينا؟". ويشارك فيها عدد من نواب الكنيست وبعض الوجوه المتطرفة أمثال يهودا غليك، وسيبحث المجتمعون عددًا من القضايا على رأسها زيارة اليهود للمسجد الأقصى من غير قيود وحرية أداء صلواتهم فيه، وهو تماهٍ مقصود مع الأصوات التي تتعالى في الكنيست حول صلوات اليهود من جهة وعلى الاقتحامات التي تحافظ على وتيرتها ونسقها من جهة أخرى.
أيضًا في سياق التهويد الديني، يقوم الاحتلال بخطوات متسارعة ليحكم قبضته على المقبرة "اليهودية" في جبل الزيتون، وهي أراضٍ وقفية إسلامية سُمح لليهود بدفن موتاهم فيها إبان الحكم العثماني للمدينة، وبعد احتلال المدينة توسعوا فيها بشكل كبير بعد قضم مئات الدونمات المحيطة بها. ولأهمية هذه المقبرة ضمن مخططات الاحتلال، عقد لأجلها اجتماع خاص في لجنة الداخلية في الكنيست في 16/6 حيث أعلن رئيس اللجنة دافيد أمساليم سعي الاحتلال لاعتماد المقبرة كأحد مواقع "التراث اليهودي القومي". وعلى مدى السنوات الماضية كثف الاحتلال دفن أمواته فيها إضافة لبنائه مئات القبور الوهمية، علمًا أن المقبرة تقع في قلب أحياء مقدسية كبيرة منها حي رأس العمود وسلوان الكبرى، مما يؤدي الى تعرض السكان إلى كثير من المضايقات المتكررة من قبل المستوطنين.
التهويد الديمغرافي:
يعمل الاحتلال، عبر أذرعه المختلفة، لتطبيق رؤيته حول القدس، وإنهاك الوجود المقدسي في المدينة وجعل كفة ميزان الوجود الديمغرافي اليهودي هي الأثقل، وآخر مشاريعه الاستيطانية في القدس ما سربته بعض المواقع الإلكترونية عن قيام عدد من المنظمات الاستيطانية بالتخطيط لبناء مستوطنة جديدة على أرض قرية "كفر عقب". وقد مهد لهذه المستوطنة قرار قضائي صادر عن محكمة الصلح يقضي بإجلاء 12 عائلة فلسطينية من بيوتها بعد ادعاء ملكية الأرض المقامة عليها المنازل لأشخاص يهود، وقد قدم "صندوق إنقاذ الأراضي" الإسرائيلي ما يثبت هذه الادعاءات، والمفارقة أن هذه القرية تقع داخل جدار الفصل العنصري من جهة الضفة الغربية ولكنها تتبع إداريًا لمدينة القدس.
وفي سياق متصل، دمّرت آليات تابعة لبلدية الاحتلال و'سلطة الطبيعة' الإسرائيلية في 10/6، مزرعة تضم منزلًا صغيرًا وأشجارًا وبئرًا في بلدة العيسوية وسط القدس، وتقع المزرعة ضمن الأراضي التي كانت مهددة بالاستيلاء عليها لصالح حديقة "تلمودية وطنية" ومع أن مخطط هذه الحدائق قد ألغي لصالح مخطط إي 1، فإن عمليات الهدم لم تتوقف وتتكرر باستمرار.
هذا التغول غير المحدود حتى في المناطق التي لا يمكن لشرطة الاحتلال الدخول إليها وتنفيذ قراراتها بسهولة، يشير لشدة التحرك الإسرائيلي لقضم ما يمكنه من مدينة القدس بهدف إحكام السيطرة عليها.
قضايا:
لا تقتصر معاناة المقدسيين على مرحلة عمرية معينة، فكلهم تحت دائرة الاستهداف من قبل الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، وفي تسليط للضوء على معاناة الأطفال المقدسيين قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إن أطفال القدس يعانون من الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين وسط تواطؤ من الأجهزة الرسمية للاحتلال. وقد ذكرت بعض التقارير توثيق 139 حالة اعتداء من قبل المستوطنين منذ بداية عام 2014 في الضفة الغربية وضمنها شرقي القدس، ولا يمكن إغفال ما حدث للطفل المقدسي محمد أبو خضير والجريمة البشعة التي ارتكبها بحقه مستوطنون في منتصف العام الماضي، كما تقوم شرطة الاحتلال بالتعامل مع الأطفال كمجرمين وتستخدم أساليب عنيفة من الألفاظ النابية والضرب، وهي حالة تستدعي من الأطراف الدولية المعنية التحرك لوضع حد لهذه الجرائم التي أصبحت ممارسة دائمة من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
التفاعل مع القدس:
مع اقتراب شهر رمضان المبارك وما يرافقه من شد للرحال نحو المسجد الأقصى والقدس، طالب وزير الأوقاف الشيخ يوسف إدعيس تكثيف التوافد للمسجد الأقصى وشد الرحال إليه رغم إجراءات الاحتلال، كما ناشد التجار أهمية المحافظة على الأسعار لحماية المواطن وعدم التعامل بالبضائع الإسرائيلية.
وأمام الهجمة الإسرائيلية المتزايدة، دعت حركة حماس إلى تدشين مرحلة جديدة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والعمل على استنهاض كل طاقات الأمة وعلمائها كي ينخرط الجميع في هذا المشروع المقدس في مواجهة ما وصفته بـ "المشروع الصهيوني الخطير".
وضمن التفاعل العالمي مع قضايا القدس ومسجدها المبارك، نظّم التجمع الفلسطيني في ألمانيا سلسلة من الوقفات الرمزية في عدد من المدن الألمانية، شارك فيها مواطنون فلسطينيون وعرب ضمن فعاليات الأسبوع الأوروبي للتضامن مع القدس التي تعمّ المدن والعواصم الأوروبية.