01 - 07 تموز/يوليو 2015
الأربعاء 8 تموز 2015 - 11:40 ص 21461 1420 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
01 - 07 تموز/يوليو 2015
القدس تتذكر الشهيد محمد أبو خضير والاحتلال يعتمد "تسهيلات" تضليلية في الأقصى
شهدت القدس الأسبوع الماضي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير حيث عزّز الاحتلال من إجراءاته الأمنية خوفًا من هجمات قد ينفّذها فلسطينيون، أما "التسهيلات" التي أعلن عنها الاحتلال عشيّة شهر رمضان لدخول القدس والأقصى فكان واضحًا أنها بعيدة كل البعد عن حرص الاحتلال على حرية دخول الفلسطينيين إلى المسجد والصّلاة فيه وإنّما تخدم هدفه في تطويعهم والتّقليل من سياسات الضّغط التي قد يؤدّي تراكمها إلى عودة الحراك الذي لا يزال الاحتلال يعيش هاجس عودته.
التّهويد الديني والثقافي:
على الرغم من محاولات الاحتلال تقديم نفسه كضامن لحقوق الفلسطينيين عبر تسهيل الدخول إلى القدس والأقصى في شهر رمضان إلا أن الوقائع على الأرض أثبتت أنّ التّسهيلات كانت جزءًا من سياسة الاحتلال الناعمة التي يعتمدها مؤخرًا لتخفيف سياسة الضغط على المقدسيين، وكذلك على أهل الضفة التي تشكل مصدر قلق للاحتلال خوفًا من اندلاع حراك فيها قد لا يفلح التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال في منعه.
"التسهيلات" التي يزعم الاحتلال تقديمها لا يمكن النّظر عنها بمعزل عمّا يتراكم خلفها من قيود يفرضها الاحتلال على المقدسيين، وعلى أهل الضفة الغربية وكذلك قطاع غزة بين منع من دخول القدس بشكل عام، أو الأقصى، أو إبعاد المقدسيين عن المدينة ومنعهم من دخول الأقصى، أو منع الفلسطينيين من الدخول من دون الحصول على تصريح بذلك من سلطات الاحتلال. كما يضاف إلى ذلك الحواجز العسكرية المزروعة على مداخل القدس أو في البلدة القديمة والتي تترافق مع إجراءات أمنية يضيق الاحتلال من خلالها على الفلسطينيين، ناهيك عن الجدار الذي يعزل القدس عن امتدادها الجغرافي في الضفة الغريبة المحتلة، وهو لم يكن مشمولاً بهذه "التسهيلات" حيث أقدم أحد ضباط الاحتلال على قتل الفتى محمد الكسبة خلال محاولته تسلّق الجدار ليدخل إلى القدس ويصلّي في الأقصى.
التهويد الديمغرافي:
تستمر سلطات الاحتلال في عملية التهويد الديمغرافي ضمن مروحة من الأساليب التي تتنوع لخدمه هدف السيطرة على مزيد من القدس تحت مسمّيات مختلفة، ومنها مصادرة الأراضي لإقامة الحدائق القومية، فقد كُشف النقاب عن أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة أمر بمصادرة 700 دونم على منحدرات جبل المكبر بين بلدتيّ العيسوية والطور شمال القدس المحتلة بهدف إقامة "حديقة قومية" يهودية. وكان سكان من البلدتين وجمعيات حقوقية قدموا التماسًا إلى "لجنة التنظيم" التابعة لسلطات الاحتلال ضد إقامة "الحديقة القومية"، حيث وافقت اللجنة على جانب كبير من الادعاءات التي طرحها الملتمسون وأمرت السلطات بوقف التخطيط لإنشاء الحديقة إلى أن يتم فحص احتياجات سكان البلدتين. لكن سكان العيسوية اكتشفوا الأسبوع الماضي أنه تمّ تعليق أوامر في المنطقة المعنية موقعة باسم رئيس البلدية، تحمل عنوان "أمر إنشاء حديقة على أرض فارغة"
أيضًا في سياق التهويد الديمغرافي، صادقت "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" في القدس المحتلة على ما يسمى مخطط "الخط الأخضر" للقطار الخفيف الذي سيربط المستوطنات بمدينة القدس المحتلة. وأوضحت صحيفة "كول هعير" التي أوردت الخبر أن الخط الجديد سيربط مستوطنة "غيلو" بمنطقة "جبل المشارف" المجاور لجبل الزيتون في القدس، وذلك بطول 19.6 كم.
التّفاعل مع القدس:
حاولت السلطة الفلسطينية التفاعل مع الذكرى الأولى لاستشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير الذي أحرقه ثلاثة مستوطنين في تموز/يوليو 2014 لتندلع من بعد ذلك حالة من الحراك توزعت في شوراع القدس وأحيائها. وفي هذا الإطار، افتتح رئيس الوزراء رامي الحمد الله ميدان الشهيد محمد أبو خضير في مدينة البيرة. وأكّد الحمد الله أنّ القيادة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، تحمل قضية الشهيد أبو خضير، وشهداء فلسطين كافة، ولا سيما الأطفال، إلى كل المحافل الدولية، لضمان إلزام المجتمع الدولي بترجمة أقوالهم المعلنة إلى أفعال جدية، وتوفير الحماية لشعب فلسطين ومستقبل أطفالها. ولكن تبقى هذه التصريحات حول التزام الوفاء للشهداء بحاجة إلى ما يصدقها على الأرض من مقتضيات الاصطفاف مع الشعب الفلسطيني ووراءه في معركته لتحرير الأرض والمقدسات.