22 – 28 تموز/يوليو 2015
الأربعاء 29 تموز 2015 - 3:00 م 19618 1402 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
22 – 28 تموز/يوليو 2015
الأقصى بين بطولة المواجهة وبرودة التفاعل
رفع الاحتلال سقف انتهاكاته بحق الأقصى من جديد، وبدأت أذرعه التهويدية بتصعيد تحركاتها لاقتحام المسجد الذي شهد اعتداءات متتالية على المرابطين والمرابطات ومواجهات عنيفة في باحاته، فيما انطلقت الدعوات إلى جمعة غضب لإرسال رسالة للمحتل بأن الأقصى في قلب اهتمامات الأمة ووجدانها.
التهويد الديني:
أصبح الأقصى ميدان المعركة والهدف الأول للاحتلال لفرض رؤيته، وبعد دعوات "منظمات المعبد" التي أطلقت في الأسبوع الماضي لاقتحام المسجد الأقصى، شهد هذا الأسبوع اعتداءات صارخة بحق المسجد والمرابطين في جنباته، صورٌ أصبحت تتكرر مع كثير من التنديد وقليل من العمل والضغط.
تأتي الأحداث في الأقصى بالتزامن مع ما يطلق عليه الاحتلال "ذكرى خراب المعبد"، وقد طالب أتباع "منظمات المعبد" بإغلاق المسجد أمام المسلمين والسماح لليهود بأداء شعائر تلمودية. وبدأت الأحداث يوم الثلاثاء 21/7 مع مسيرة انطلقت من حائط البراق باتجاه سوق القطانين، مرورًا بأزقة البلدة القديمة وبمحاذاة أبواب المسجد الأقصى من الخارج، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال. ودعت هذه المنظمات لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى صباح الأربعاء والصلاة فيه، بحجة "التعويض عن منعهم من دخول المسجد خلال الأسبوعين الماضيين".
شهد الأقصى اقتحامات متتالية طيلة أيام الأسبوع، بحماية شرطة الاحتلال، ولم يخلُ يوم من تصدٍّ بطولي من قبل المرابطين بهتافات التكبير ومتابعة تحركات المستوطنين ومنعهم من أداء أي من طقوسهم التلمودية. ويشار إلى لعودة سياسة حجز البطاقات وتأخير إعادتها للمرابطين في الأقصى، كما عادت قوة نسائية من الشرطة الإسرائيلية لمتابعة تحركات المرابطات والتضييق عليهنّ ما أمكن.
تصاعدت الأحداث ابتداء من يوم السبت 25/7 بعد قيام أعداد من المستوطنين بأداء طقوس تلمودية أمام بوابات الأقصى ومن ثم الاعتداء على عدد من المصلين والمرابطين، وسط دعوات من المؤسسات والشخصيات المقدسية إلى شدّ الرحال للأقصى ومواجهة ما تدعو إليه "منظمات المعبد" من اقتحامات في اليوم التالي، وقد بدأت الأحداث يوم الأحد 26/7 من ساعات الفجر بعد فرض الاحتلال قيودًا للدخول للمسجد ومنع من هم دون الخمسين من الصلاة، وانتشار قوات كبيرة على أبوابه كما أغلقت قوات الاحتلال البلدة القديمة تمهيدًا لاقتحام الأقصى في ذكرى ما يسمى بـ "خراب المعبد". وتجدر الإشارة إلى أن عددًا من المرابطين باتوا ليلة السبت-الأحد في الأقصى متوقعين القيود من قبل الاحتلال، ومنذ ساعات الصباح شهد الأقصى مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمرابطين على إثر اقتحامه من قبل مئات عناصر الاحتلال، الذين اقتحموا المصلى القبلي مرتين مع إطلاق قنابل الصوت والغاز، تسببت بأضرار مادية جسيمة وإصابة 16 مرابطًا عدا عن حالات الاختناق الكثيرة، وقد اعتقلت شرطة الاحتلال عددًا من المرابطين. ومما ساهم في تصاعد المواجهات اقتحام وزير وزير الزراعة "أوري أريئيل" المسجد برفقة مجموعات من المستوطنين تحت حراسة أمنية مشددة مع إغلاق شرطة الاحتلال لأبواب المسجد القبلي بالسلاسل المعدنية، وهي خطوة استفزازية اعتبرت الأولى منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة. وبلغ عدد مقتحمي الأقصى خلال هذا اليوم 323 مستوطنًا، كما سجلت أضرار بالغة بالمسجد القبلي واعتداءات على موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى.
التهويد الديمغرافي:
يتابع الاحتلال سياسة هدم المنازل والمنشآت في القدس، ويقضم مساحات مبنية أو فارغة لصالح المستوطنات بغية رفع عدد اليهود الذين يعيشون في المدينة وتقليص عدد سكانها الفلسطينيين، ففي 28/7 هدمت جرافات الاحتلال غرفة سكنية ومخزنين ومحلاً تجارياً في حي عين اللوزة والعين الفوقا بسلوان من دون سابق إنذار، وكانت الذريعة بأن المكان يعود "للحدائق الوطنية". ووصل عدد المنازل التي هدمتها بلدية الاحتلال منذ بداية العام إلى 39 منزلاً حسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا".
وبالتوازي مع سياسة الهدم، أقرت "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" مخططات لتوسيع مستوطنة "معاليه زيتيم" الواقعة شرقي البلدة القديمة، وقد شرعت بتجريف الأراضي المحاذية لمخفر الشرطة سابقًا في حي رأس العمود من أجل ضم تلك الأراضي (تبلغ مساحتها دونمين) لمستوطنة "معاليه زيتيم". ووفقًا للمشروع فإنه سيتم بناء مبنى مكون من طبقة واحدة بمساحة حوالي 400 متر، وسيحاط المبنى بجدار مرتفع يصل إلى 3 أمتار لفصله عن بقية الحي العربي.
التفاعل مع القدس:
جلبت التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى والتصعيد الكبير في الاعتداء عليه وعلى المرابطين في جنباته، موجة واسعة من التفاعل والبيانات من مجمل أطياف الأمة ومؤسساتها، انطلاقًا من المفتي العام للقدس الشيخ محمد حسين، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس اللذين ناشدا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ضرورة التدخل العاجل لحماية المسجد الأقصى قبل فوات الأوان، ومؤسسات المجتمع مؤسسات المجتمع الدولي صاحبة العلاقة حماية الأماكن الدينية والثقافية والحضارية. واعتبر الشيخ كمال الخطيب، النائب الأول لرئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48، أن ما يحدث هو باكورة التصعيد بحق الأقصى مع حلول الأعياد اليهودية.
كذلك استنكرت الخارجية الفلسطنية اقتحام مستوطنين لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المرابطين بداخله، محذّرة من التعامل مع عمليات تهويد المدينة كأمر اعتيادي ومألوف. كما شهدت تصريحات لكل من جامعة الدول العربية والحكومة الأردنية طافت بفلك الكلام العام حول الوضع في الأقصى واستنكار ما يحصل من اعتداءات.
ومن أبرز المواقف التي خرجت ما عرف بـ "نداء الأقصى" الصادر عن 20 اتحادًا ورابطة علمائية أبرزها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء فلسطين في الخارج، إضافةً لأكثر من مئة عالم على مستوى الأمة، وقد حوى البيان جملة من التوصيات والرسائل للمرابطين والعلماء والهيئات والمؤسسات والروابط العلمية، ودعا البيان إلى تخصيص يوم الجمعة القادم في 31/7 لنصرة الأقصى وفلسطين بالخطب والمسيرات والتحركات الرافضة لجرائم العدو وممارساته.
وجدت هذه الدعوات لجمعة الغضب للمسجد الأقصى والقدس تجاوبًا من عدد من البلدان حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات للحشد والمظاهرات في فلسطين، وفي الأردن دعت الفعاليات الحزبية والنقابية والحراكات الشعبية والشبابية والعشائرية لمسيرة حاشدة يوم الجمعة في العاصمة عمان "نصرة للمرابطات في المسجد الأقصى"، وتعبيرًا عن الغضب بسبب ما يواجهه المسجد الأقصى من اقتحامات يومية من المستوطنين.