قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

29 آذار/مارس – 04 نيسان/إبريل 2023

إعداد: علي إبراهيم

الاحتلال يتابع محاولاته لإنهاء الاعتكاف في الأقصى

والمنظمات المتطرفة تعلن عن مكافآت مالية لمن يدخل "القرابين" إلى الأقصى

تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية بحماية قوات الاحتلال، وقد بلغ عدد مقتحمي المسجد في شهر آذار/مارس الماضي نحو 3514 مستوطنًا. وشهد أسبوع الرصد استمرار محاولات قوات الاحتلال إنهاء الاعتكاف في المسجد بالقوة، ومع اقتراب "عيد الفصح" أعلنت المنظمات المتطرفة عن مكافآت مالية سخية لمن يدخل "القرابين" إلى الأقصى، كما قامت بمحاكاة لتقديمها قرب أسوار المسجد المبارك. أما على الصعيد الديموغرافي تتناول القراءة الأسبوعية أعداد المعتقلين في القدس في شهر آذار/مارس الماضي. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على مبادرة فلسطينية لتسهيل وصول الفلسطينيين إلى الأقصى والرباط في جنباته.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 29/3 اقتحم الأقصى 112 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، وأدوا طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 30/3 اقتحم الأقصى 73 مستوطنًا، نفذوا جولاتٍ استفزازية في ساحات الأقصى. وفي 2/4 اقتحم الأقصى 134 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية، ورافق المقتحمين عناصر من قوات الاحتلال الخاصة. وفي 3/4 اقتحم الأقصى 103 مستوطنين، تجولوا في ساحات الأقصى، وأدى عددٌ منهم طقوسًا يهودية علنية بحماية قوات الاحتلال. وفي 4/4 اقتحم الأقصى 136 مستوطنًا، وتزامن الاقتحام مع تشديد قوات الاحتلال الإجراءات أمام أبواب المسجد، واحتجازها عددًا من هويات المقدسيين.

وحول أعداد مقتحمي الأقصى في شهر آذار/مارس الماضي، رصدت شبكة القسطل اقتحام الأقصى من قبل 3514 مستوطنًا، فيما بلغت أعداد قرارات الإبعاد التي أصدرتها سلطات الاحتلال نحو 61 قرارًا.

ومع استمرار محاولات الشبان الفلسطينيين الاعتكاف في الأقصى، تصعد سلطات الاحتلال اعتداءاتها لإنهاء الاعتكاف في المسجد، ففي 2/4 اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى، ودنست المصليات المسقوفة، واستخدمت العنف لإخراج المعتكفين من الأقصى بالقوة، وبحسب مصادر مقدسية، فقد سبق الاقتحام إرسال مخابرات الاحتلال رسائل نصية إلى المعتكفين، تطلب منهم الخروج من الأقصى.

أما على صعيد استعدادات المنظمات المتطرفة للاعتداء على الأقصى بالتزامن مع الفصح العبري، ففي 30/3 أعلنت "منظمات المعبد" عن مكافآت مالية لمن يستطيع إدخال القربان إلى الأقصى أو تقديمه، وسيحصل كل مستوطن يعتقل أثناء التحضيرات على 500 شيكل (نحو 140 دولار أمريكي)، أما من يتم اعتقاله داخل البلدة القديمة وهو يحمل القربان يحصل على 1200 شيكل (نحو 330 دولار أمريكي)، ومن يُعتقل داخل الأقصى وهو يحمل "نعجة الفصح" يحصل على 2500 شيكل (نحو 690 دولار أمريكي)، فيما تبلغ مكافأة من يذبح القربان داخل الأقصى 20 ألف شيكل (نحو 5500 دولار أمريكي)، وهي خطوة تشبه ما قامت به في العام الماضي، إلا أن المكافآت قد تضاعفت بحسب متابعين للشأن المقدسي. وفي 2/4 نظمت "منظمات المعبد" محاكاة لتقديم "القربان" عند السور الجنوبي للأقصى، ومنذ عام 2016 تقوم المنظمات المتطرفة في أماكن متفرقة من المناطق المحتلة.

التهويد الديموغرافي

في 2/4 ذكر مركز معلومات وادي حلوة أن قوات الاحتلال اعتقلت 230 مقدسيًا خلال شهر آذار/مارس الماضي، وشملت الاعتقالات 3 أطفال، و58 فتى، و8 نساء. وبحسب التقرير نفذت قوات الاحتلال نحو 80 حالة اعتقال من المسجد الأقصى، وطرقاته، وشوارع القدس المختلفة.

التفاعل مع القدس

بالتزامن مع تصعيد أذرع الاحتلال المختلفة اعتداءاتها على الأقصى، ومع اقتراب "عيد الفصح" أطلق ناشطون فلسطينيون للعام الثاني على التوالي حملة "مسير الأقصى"، التي تهدف إلى شد الرحال والاعتكاف بشكلٍ يومي في الأقصى، وتتضمن المبادرة تسيير حافلات من مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة لنقل الفلسطينيين إلى القدس. وبحسب القائمين عليها تحاول الحملة تجاوز العراقيل التي تفرضها سلطات الاحتلال، في سياق فتح المجال أمام المزيد من الفلسطينيين للرباط في المسجد.