07 - 13 حزيران/يونيو 2023
الأربعاء 14 حزيران 2023 - 2:52 م 1620 174 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
07 - 13 حزيران/يونيو 2023
إعداد: علي إبراهيم
مسوّدة مشروع لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا
وأذرع الاحتلال تستعد لإطلاق مشاريع استيطانية جديدة
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية، وخاصة قرب مصلى باب الرحمة، بحماية قوات الاحتلال. وشهد أسبوع الرصد كشف وسائل إعلامٍ عبرية عن مسودة مشروع لتقسيم المسجد الأقصى أعدها عضو في "الكنيست" الإسرائيلي، والذي يقترح اقتطاع نحو 70% من مساحة المسجد لتكون خاصةً بالمستوطنين اليهود، وتشمل المساحة المنطقة صحن مصلى قبة الصخرة وحتى نهاية الحد الشمالي للأقصى.
أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال توزيع إخطارات هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ورصدت النشرة الأسبوعية عددًا من المشاريع الاستيطانية التي تحضرها أذرع الاحتلال الأول يتضمن بناء 3412 وحدة استيطانية جديدة على أراضي منطقة E1، أما الثاني يتضمن بناء 4500 وحدة استيطانية في عدد من مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلتين. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على مبادرات لعمارة مصلى باب الرحمة، وعلى الاعتكاف في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، لمواجهة مخططات الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 7/6 اقتحم الأقصى 144 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، وتلقى عددٌ من المستوطنين شروحاتٍ عن "المعبد" في صحن مصلى قبة الصخرة، وأدى آخرون طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات المسجد الأقصى الشرقية. وفي 8/6 اقتحم الأقصى 170 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في محيط مصلى باب الرحمة، وشهد الاقتحام صراخ المقتحمين بهتافات معادية للعرب والمسلمين. وفي 11/6 اقتحم الأقصى نحو 200 مستوطن، وأدى المقتحمون صلواتٍ يهوديّة علنية في ساحات المسجد الأقصى الشرقية، وخاصة قرب مصلى باب الرحمة. وفي 12/6 اقتحم الأقصى 208 مستوطنين بحماية قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وتلقوا شروحاتٍ عن "المعبد". وفي 13/6 اقتحم الأقصى 384 مستوطنًا، وشهد الأقصى انتشارًا أمنيًا كثيفًا، وأدى المقتحمون طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات المسجد الأقصى الشرقية.
وفي سياق متصل بالاعتداء على الأقصى ومحاولات أذرع الاحتلال فرض المزيد من السيطرة على المسجد، ففي 6/7 كشفت مصادر عبرية بأن عضو "الكنيست" عميت هليفي (حزب الليكود) أعدّ مسودة قانون تفصيلية لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا بين المسلمين واليهود، ويقترح المشروع اقتطاع المساحة من صحن مصلى قبة الصخرة وحتى نهاية الحد الشمالي للأقصى لليهود، ما يعني اقتطاع نحو 70% من مساحة المسجد الأقصى، وبحسب المشروع سيخصص الجزء المحيط بالمصلى القبلي للمسلمين، في حين سيتم اقتطاع المساحة من مصلى قبة الصخرة إلى حدود الأقصى الشمالية لليهود ويتسق مشروع هليفي مع مضامين "صفقة القرن" الأمريكيّة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومن ثم تضمنتها اتفاقية "أبراهام" التطبيعيّة، التي ميزت ما بين المسجد الأقصى، وبين "مقدسات القدس الأخرى التي يجب أن تبقى مفتوحة للمصلين المسالمين من كل الديانات". وتُشير المعطيات إلى مجموعة من محاولات تقسيم الأقصى إن كانت عبر الأمر الواقع أو مشاريع التقسيم في "الكنيست"، وهي:
- المشروع الأول في عام 2008، ويركز على الجهة الجنوبية الغربية، وقد فشل المخطط بفضل الرباط المنظم ومصاطب العلم.
- المشروع الثاني في عام 2013، ويركز على الجهة الشرقية من المسجد الأقصى.
- محاولة اقتطاع الساحات الشرقية للأقصى ومصلى باب الرحمة في عام 2019، إلا أن هبة باب الرحمة والصمود الفلسطيني قطع الطريق أمام مخططات الاحتلال.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن استهداف منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، ففي 7/6 اقتحمت أطقم بلدية الاحتلال في القدس بلدة جبل المكبر، ووزعت عددًا من إخطارات الهدم لأصحاب المنازل والمنشآت.
أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 7/6 كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط استيطانية يهدف إلى تعزيز عزل الشطر الشرقي من القدس المحتلة عن الضفة الغربية، وبحسب المصادر العبرية تستعد "اللجنة العليا للتخطيط" الإسرائيلية إلى بحث المشروع، الذي يتضمن بناء 3412 وحدة استيطانية جديدة، على أراضي الفلسطينيين في منطقة E1، وبحسب المخطط سيتم إنشاء كتلة من المستوطنات تقع ما بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة، ما يمنع التواصل بين جنوب الضفة وشمالها، ويعزز ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى الأراضي المحتلة.
وفي سياق البناء الاستيطاني، ففي 14/6 كشفت صحفٌ عبرية، بأن "اللجنة اللوائية العليا للتخطيط والبناء" ستصادق الأسبوع القادم على بناء 4500 وحدة استيطانية في عدد من مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، من بينها 381 وحدة استيطانية في مستوطنة "رفافا"، و343 وحدة في مستوطنة "الكنا"، إضافةً إلى 340 وحدة في مستوطنة "معاليه ادوميم"، وغيرها.
التفاعل مع القدس
في 11/6 انطلقت مبادرة مقدسية تهدف إلى إعمار مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، لمواجهة التهديدات الكبيرة المحيطة به ومخاطر تهويده، وحمل المشروع اسم "قناديل الرحمة"، ويتضمن قراءة جزء من القرآن الكريم داخل مصلى باب الرحمة، ورفع حجم الوجود الإسلامي داخله بشكلٍ يومي.
وفي 13/6 أطلق نشطاء في القدس المحتلة دعوات للاعتكاف في الأقصى في الأيام العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة، لحمايته من مخططات التقسيم وتكثيف حجم الرباط في جنباته، وأكدت الدعوات على ضرورة شد الرحال إلى المسجد والرباط فيه والاعتكاف طيلة هذه الأيام، في سياق مواجهة مشاريع التقسيم التي تعدها أذرع الاحتلال.