09 - 15 آب/أغسطس 2023
الأربعاء 16 آب 2023 - 12:02 م 1110 88 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
09 - 15 آب/أغسطس 2023
إعداد: علي إبراهيم
الأقصى ما بين اقتحام ساحاته وأداء الطقوس اليهودية فيها
والاحتلال يمنع أعمال ترميم الأقصى وعمارته منذ شهر تموز/يوليو الماضي
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية عامة، وقرب مصلى باب الرحمة على وجه الخصوص، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وشهد واحدٌ من هذه الاقتحامات قراءةً علنية قرب باب القطانين في أحد فصول "التلمود" من قبل أحد وجوه المنظمات المتطرفة أرنون سيغال. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على استمرار حرمان الأقصى من أعمال الترميم والصيانة، والتي تستمر منذ بداية شهر تموز/يوليو الماضي، وتهدف سلطات الاحتلال إلى جعل أبنية المسجد ومصلياته آيلة للسقوط، نتيجة العوامل الطبيعية أو الحفريات أسفل المسجد. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وإجبار المقدسيين على هدم منازلهم ذاتيًا بذريعة البناء من دون ترخيص. أما على صعيد التفاعل، تسلط النشرة الأسبوعية الضوء على استمرار التفاعل الفلسطيني مع مبادرة "الفجر العظيم".
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 9/8 اقتحم الأقصى 141 مستوطنًا، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، التي فرضت قيودًا مشددة أمام أبواب الأقصى، وأدى عددٌ من المقتحمين صلواتٍ يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 10/8 اقتحم الأقصى 128 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 13/8 اقتحم الأقصى 134 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، من بينهم 8 عناصر أمنية باللباس المدني، أدوا صلوات يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 14/8 اقتحم الأقصى 114 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وشهد الاقتحام تدنيسًا جديدًا للأقصى، إذ قرأ أحد وجوه "منظمات المعبد" البارزين المتطرف أرنون سيجال جزءًا من فصول التلمود، يُعرف بـ "مسيخت"، داخل المسجد الأقصى قرب باب القطانين، بحماية قوات الاحتلال. وفي 15/5 اقتحم الأقصى 117 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة.
وتستمر سلطات الاحتلال بمنع أعمال إعمار الأقصى وترميمه، وبحسب مصادر مقدسية تتعمد سلطات الاحتلال حرمان المسجد من أعمال الترميم الجوهرية، فيما تسمح بترميم أمور شكلية، ومنذ بداية شهر تموز/يوليو الماضي تواصل سلطات الاحتلال منع أي عمليات ترميم داخل المسجد، وبحسب مصادر مقدسية تمنع شرطة الاحتلال عرقلة أي عمليات ترميم في مصليات المسجد وساحاته وأرضياته، ويهدف الاحتلال من سياسة الحرمان هذه لكي تصبح أبنية المسجد ومصلياته متداعية، ما يرفع إمكانية انهيارها نتيجة أسبابٍ طبيعية، أو نتيجة الحفريات أسفل وفي محيط المسجد، إضافةً إلى جعل انهيارات الحجارة داخل مصليات المسجد، تشكل خطرًا على الوجود الإسلامي داخلها، في سياق محاولاته إفراغ المسجد من العنصر البشري الإسلامي.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 10/8 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم توسعة ملحقة بمنزله في بيت حنينا شمال القدس المحتل، واضطر صاحب المنزل على هدم هذه التوسعة المكونة من غرفتين ذاتيًا، على أثر تهديده بدفع غرامة بقيمة 100 ألف شيكل (نحو 27 ألف دولار أمريكي)، وأشار صاحب المنزل إلى أن بلدية الاحتلال فرضت عليه غرامات متتالية وصل آخرها إلى 21 ألف شكيل (نحو 5500 دولار أمريكي)، وعلى الرغم من دفعها إلا أن بلدية الاحتلال أصدرت قرارًا بهدم الغرفتين. وفي 14/8 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا في حي المصرارة على هدم منزله ذاتيًا، بذريعة البناء من دون ترخيص.
التفاعل مع القدس
يستمر التفاعل الفلسطيني مع مبادرة "الفجر العظيم"، ففي 11/8 أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الفجر في رحاب المسجد الأقصى، وشهدت مصليات المسجد وجودًا فلسطينيًا كثيفًا، من القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، وفي الأسابيع الماضية درجت عادة العديد من المصلين على البقاء في المسجد بعد انتهاء الصلاة، وخاصة العوائل المقدسية التي تشارك في "الفجر العظيم" بأعدادٍ ملحوظة.
وفي سياق آخر من التفاعل، في 9/8 اختتمت في القدس المحتلة سلسلة من الجولات المسرحية ضمن مشروع "فسيفساء القدس"، وتهدف هذه المسرحيات إلى الربط بين الأرض والإنسان، وتتناول حكاية التراث الفلسطيني وتجذر الفلسطينيين في المدينة، ويتم رواية القصة في عدة محطات من البلدة القديمة، ما سمح للحضور بالتعرف على معالمها وتاريخها.