23 - 29 آب/أغسطس 2023
الأربعاء 30 آب 2023 - 3:07 م 1274 78 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
23 - 29 آب/أغسطس 2023
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يتابع استهدافه لقطاع التعليم في القدس المحتلة
وعناصره الأمنية تعتدي على المصلين أمام أبواب الأقصى
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وشهد يوم الجمعة اعتداء قوات الاحتلال على المصلين الوافدين إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، ما أدى إلى إصابة عددٍ من الفلسطينيين بجراح متفاوتة. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وإجبار المقدسيين على هدم منازلهم ذاتيًا بذريعة البناء من دون ترخيص. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على تصاعد استهداف الاحتلال لقطاع التعليم في القدس المحتلة، فمع بداية العام الدراسي أعلنت مجموعة من المدارس الفلسطينية تمسكها بالمنهاج الفلسطيني، ورفضها للمنهاج المحرّف، الذي تحاول أذرع الاحتلال فرضه عليها، وفي سياق متصل بالمنهاج أصدر أحد اتحادات أولياء الأمور كتابًا يركز على المواضع المحرفة في هذا المنهاج، وما أهداف الاحتلال من هذه التغييرات. أما على صعيد التفاعل، تسلط النشرة الأسبوعية الضوء على استمرار التفاعل الفلسطيني مع مبادرة "الفجر العظيم"، وعلى مهرجانٍ جماهيريّ حاشد في العاصمة الأردنيّة عمان في ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، ففي 23/8 اقتحم الأقصى 264 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، التي فرضت قيودًا مشددة أمام أبواب المسجد، وأدى مقتحمي المسجد طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 24/8 اقتحم الأقصى 211 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة قرب مصلى باب الرحمة، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية. وفي 25/8 اعتدت قوات الاحتلال على المصلين القادمين إلى الأقصى، ما أدى إلى إصابة العديد من المصلين، وبحسب شهود عيان أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت باتجاه المصلين القادمين لأداء صلاة الجمعة عند باب الأسباط، ومنعت عشرات المصلين من الدخول إلى الأقصى. وفي 27/8 اقتحم الأقصى 176 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وأدى عددٌ منهم طقوسًا علنية قرب مصلى الرحمة. وفي 28/8 اقتحم الأقصى 152 مستوطنًا، أدوا طقوسًا علنية في باحات المسجد الشرقية. وفي 29/8 اقتحم الأقصى 113 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وسط انتشارٍ مكثف لعناصر الاحتلال الأمنية.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف آلة الاحتلال التهويديّة عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 24/8 هجمت جرافات الاحتلال قاعة في قرية العيسوية، للمرة الثانية في عام، وبحسب صاحب القاعة فقد هدمتها جرافات الاحتلال من دون إنذارٍ مسبق، وأنها قيد الإنشاء، على أثر هدمها في 15/8/2022، وأنها الوحيدة التي تخدم أهالي العيسوية. وفي اليوم نفسه أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في قرية صور باهر، بذريعة البناء من دون ترخيص، وأن صاحب المنزل اضطر لهدمه تجنبًا للغرامات الباهظة التي هددته بها أذرع الاحتلال.
قضايا
مع حلول العام الدراس في الأراضي المحتلة، تعود إلى الواجهة مخططات الاحتلال لتهويد التعليم في القدس المحتلة، ففي 23/8 أعلنت عددٌ من المدارس المقدسية رفضها المنهاج المحرّف، الذي تحاول سلطات الاحتلال فرضه على المدارس في المدينة المحتلة، مؤكدين مضيهم في تدريس المنهاج الفلسطيني، وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع حضره ممثلون عن مدارس الإيمان والإبراهيمية ودار الحكمة والفرقان واتحاد أولياء الأمور في القدس، وهدد المجتمعون بالإضراب المفتوح، في حال حاولت بلدية الاحتلال والمعارف الإسرائيلية فرض المنهاج المحرف.
وفي سياق تسليط الضوء على مخاطر المنهاج المحرّف، ففي 26/8 أعلن مجلس أولياء الأمور في مدارس الإيمان عن إطلاق "التعليم؛ الحرب الصامتة في القدس"، ويتضمن الكتاب رصدًا للتحريف والمواد المدسوسة في المناهج المحرّفة، التي تدرّس للصفوف من الابتدائي إلى الصف العاشر. وأشار المجلس إلى أن هدف الاحتلال من المنهاج المحرّف هو "صناعة المقدسي من جديد"، وتحويله إلى فرد فاقدٍ للهوية، وينظر بإعجاب وامتنان لمن قهره وظلمه، إضافةً إلى تحول الطلاب بشكلٍ تدريجي إلى المناهج الإسرائيليّة، والالتحاق بنظام الـ "بجروت" الإسرائيلي.
ولا تقف معاناة قطاع التعليم في القدس المحتلة عند محاولات فرض المنهاج فقط، إذ يتزايد التسريب المدرسي بشكلٍ كبير، فقد كشفت مصادر مقدسية أن نحو 700 طالبًا وطالبة انتقلوا من المدارس الفلسطينيّة، وخاصة مدارس الأوقاف، إلى مدارس بلدية الاحتلال، إضافةً إلى استقالة نحو 150 معلمًا ومعلمة وطلبهم إجازات مفتوحة، ي محاولة البحث عن مصادر دخل أفضل، وأدت هذه التطورات إلى إغلاق نحو 25 شعبة صفية، ما يفاقم معاناة قطاع التعليم، وقدرة أذرع الاحتلال على جذب المزيد من الطلاب، من خلال الإغراءات الكبيرة ومسارات التعليم المختلفة.
التفاعل مع القدس
في 23/8 قدمت فنلندا 2 مليون يورو إلى السلطة الفلسطينية لدعم التحويلات الطبية إلى مستشفيات الشطر الشرقي للقدس المحتلة، من خلال برنامج الاتحاد الأوروبي للدعم المالي المباشر "آلية بيغاس". وقال ممثل فنلندا لدى فلسطين السفير بايفي بيلتوكوسكي، إن هذه المشافي تخدم المرضى الفلسطينيين من القدس وغزة والضفة الغربية برعاية صحية متخصصة منقذة للحياة وعالية الجودة.
وفي سياق آخر من التفاعل، ففي 26/8 أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الفجر في المسجد الأقصى، في سياق استمرار التفاعل الفلسطيني مع مبادرة "الفجر العظيم"، على الرغم من فرض قوات الاحتلال قيودًا مشددة أمام أبواب الأقصى، وفي أزقة البلدة القديمة، وشهدت مصليات الأقصى المسقوفة وجودًا إسلاميًا كثيفًا، وجرت عادة العديد من العائلات على البقاء في الأقصى وتناول طعام الإفطار في ساحاته.
أما في العاصمة الأردنيّة ففي 26/8 نظمت "الحركة الإسلامية" في الأردن مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، وحمل المهرجان شعار "سنطفئ نار التهويد"، في سياق الربط ما بين جريمة حرق المسجد الأقصى قبل 54 عامًا، والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد في الوقت الحالي، على يد الجماعات المتطرفة وقوات الاحتلال. وأكّد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد، خلال كلمته في المهرجان، أن "بيت المقدس هو مركز الأمة"، وأن هدف الأمة المركزيّ "نصرة بيت المقدس في فلسطين"، وقال موجهًا حديثه للشباب "لا خيار لكم أيها الشباب، لا خيار للأمّة إلا التوجه لبيت المقدس".